صفَقاتٌ مِزاجيةٌ أَم مناقشاتٌ عِلميةٌ
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نَشهَدُ في (بعضِ) المناقشاتٍ الجامعيةِ ، أَو نَسمعُ عنها أَنَّ الذي يَجِبُ أَن يُّسمَّى (رسالةً) في مستوى (الدبلومِ العالي ، والماجستير ، والدكتوراه) - ممَّا يُرزَمُ في شكلٍ يَسُرُّ الناظرين من (اللجانِ العلميةِ المؤلَّفةِ لنقاشِه) هيأَةً ، ويسوءُ العارفين المخلِصين للعِلْمِ ورصانتِه مضمونًا وحالةً - ما هو إِلَّا (نقلٌ وتسطيرٌ ، وحشْوٌ وتمريرٌ ، وجمعٌ وتحريرٌ) لا يَرقَى إِلى مستوى تقريرٍ في حالٍ ، ولا إِلى بحثِ تخرُّجٍ في حالٍ أُخرى !
فالإِنصافُ كلُّ الإِنصافِ عندما لا تَعبَأُ اللجنةُ بشكلِ الرسالةِ ولا تَسُرُّها عرضًا ولا منظَرًا ، والإِجحافُ كلُّ الإِجحافِ عندما تتجاهَلُ مضمونَها ولا يَسوؤُها مُقرَّرًا !
والإِنصافُ كلُّ الإِنصافِ عندما يُرَدُّ (العاقرُ) من الرسائلِ ، ويُؤجَّلُ (العليلُ) منها لأَشهُرٍ حتى بُـرْئِه بعدَ حينٍ ، ليأخُذَ التقديرَ الحقيقيَّ المستبينَ. والإِجحافُ كلُّ الإِجحافِ عندما يُمنَحُ (العاقرُ ، والعليلُ) من الرسائلِ قبولًا مباشرًا بتقديرٍ وصفُه (جيدٌ جدًّا) ، أَوِ (انميازٌ) !
أَيُّها الأَساتدةُ الأَكارمُ في الدراساتِ العُلَى ، المؤتَمَنونَ على رسائلِ (الدبلومِ العالي ، والماجستير ، والدكتوراه) يا مَن تعملون بـ(مزاجِكم ، لا بضميرِكم وخشيَتِكم) اتقُوا اللٰهَ في العِلْمِ ، وكونُوا مُنصِفينَ ، ولا تُجيزُوا لِمَن (سيُولَّى يوما مَّا زِمامَ التعليمِ في قاعةِ الدرسِ) ما لا يستحِقُّ الجوَازَ ، ولا تَبخَسُوا حقَّ باحثٍ قدَّم رائعةً علميةً لا يَليقُ بها إِلَّا تقديرُ (انميازٍ) ، أَو (جيدٍ جدًّا) ؛ فتكونُوا من الظالمين !
اعتَبِروا أَنتم - ولِنَعتَبِرْ نحن - جميعًا بقولِه تعالى: ﴿ووُضِعَ الكتابُ فتَرَى المُجرِمينَ مُشفِقينَ مِمَّا فيهِ ويَقولونَ يا وَيلتَنا مالِ هٰذَا الكتابِ لا يُغادِرُ صغيرَةً ولا كبيرةً إِلَّا أَحصاها ووَجَدُوا ما عَمِلوا حاضِرًا ولا يَظلِمُ ربُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف/٤٩].
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat