صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

زيارة الأربعينية أهم من قصر الجمهورية .. وتستمر المسيرة
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    نشرت الاعلام ورفعت الرايات، وفتحت البيوت أبوابها، وهرع الرجال شيبا وشبانا الى مواكبهم، وإستعدت النسوة في بيوتها لإستقبال الضيوف، وخرج الأطفال الى الشوارع يراقبون الزائرين، وصرنا نشهد عالما آخر كله الحب والمودة والسخاء، ولم نعد نرى أناسا، بل ملائكة تمشي على الأرض.. فقد بدأ موسم زيارة الأربعين.

    موسم آخر يجسد فيه العراقيون إرتباطهم الوثيق بتراثهم الإسلامي وإرثهم التاريخي، وصلابة عقيدتهم المرتبطة بالثورة الحسينية، رغم الهجمات التي حاولت كسر صخرة ذلك الأرتباط، والحملات الممنهجة التي تحاول ضرب هذه العلاقة ومحاولات التشويه التي تسيئ الى هذه الشعيرة، التي كلما أتي حينها، إلا وأصبحت كل تلك المحاولات غبارا تذروه الرياح.

    ورغم إن الزيارة الأربعينية أصبحت تشكل ظاهرة كبرى في العراق والمنطقة بل في العالم بأسره، وأن مراسيمها أهم من تواجد رئيس الجمهورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن الدور الذي تؤديه أهم من دور قصر الجمهورية، لكن حكوماتنا المتعاقبة لم يكن لها دور بحجم أهمية هذا الحدث، على المستوى الخدمي والعمراني، وتوفير الاماكن التي بإمكانها إستيعاب ملايين الزائرين.

   فالطرق الواصلة الى كربلاء ما زالت تعاني من الإهمال وعدم الإهتمام، وتعاني الضيق والإهمال وكثرة القطوعات التي تعيق مسير الزائرين، ولم تنشأ محطة للقطارات للتخفيف من الزحامات رغم الوعود الكثيرة التي نسمعها كل عام، ويتركز دورها في توفير اليات الجيش وسيارات النقل العام للمساهمة في نقل الزائرين، وينحصر جهدها في إسبوع واحد، لتأتي السنة اللاحقة والحال على نفسه.

 منعت الإجراءات الصحية لوباء كورونا، من مجيئ آلاف الزائرين من الخارج بل ربما الملايين، من الدخول الى العراق، ولو تهيأت لهم الزيارة لكانت الخدمات المقدمة يندى لها الجبين، فالى الان المنافذ الحدودية في حالة يرثى لها، وهي عبارة عن بنايات متهالكة تفتقر حتى الى المرافق الصحية، والمطارات العراقية غير قادرة على استيعاب اعداد المسافرين، ومازال مطار كربلاء كل هذه السنين قيد الإنشاء.

   الملفت في الامر، أن مستوى التنظيم والخدمات لدى المواكب والمواطنين قد تطورت كثيرا، فأصحبت المواكب بمستوى عال من التنظيم، وتحولت الخيم الى بنايات حديثة، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة إلا إن مستوى الطعام وكميته الذي يقدم الى الزائر من الدرجة الأولى، إضافة الى أن العتبات المقدسة تقوم بدور كبير في تنظيم هذه الزيارة، بعد أن جندت ستة الاف متطوع بين من يقدم الخدمة والضيافة والتنظيف.

    من يشاهد ملايين الزائرين وآلاف المواكب الخدمية ومئات الفرق التطوعية، وتجمع شعبي هو الأضخم في العالم، مع تنظيم عال وإنسيابية كبيرة في مسير الحشود وتقدم الخدمات، فسيعلم أن الفضل في هذا الأمر لذلك الشعب الذي إرتبط مع تاريخه، ويستحق أن نسميه شعب الحسين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/24



كتابة تعليق لموضوع : زيارة الأربعينية أهم من قصر الجمهورية .. وتستمر المسيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net