الميزان في القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الميزان اصله وزن، وميزان الشئ منتصفه، فميزان الليل منتصفه. والعاقل هو الشخص الموزون المنصف العادل. وردت كلمة الميزان في عدد من ايات القرآن ومنها "وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" (الرحمن 9) و " وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ" (الانعام 152) و "اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ" (الشورى 17).
هنالك انواع من الموازين فهنالك ميزان مادي كالمكيال "وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" (المطففين 3) و تحديد السرقة كما هو حال اهل مدين "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ" (هود 84) فالذي يسرق مليون دينار ميزانه يختلف عن سرقة الف دولار، "فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" (الاعراف 85) و "وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (هود 85) لا تبخسوا اي لا تنقصوا الوزن وهو نوع من انواع الفساد وهو عكس الاصلاح، وبذلك يوضع الفساد في كفة والاصلاح في كفة اخرى.
وهنالك ميزان نفسي او معنوي "فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ" (القارعة 6) و "وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الاعراف 8) فاحدى كفتا الميزان الاعمال الحسنة الثقيلة والكفة الثانية الاعمال السيئة الخفيفة، و "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا" (الانبياء 47)، فكل انسان يوم القيامة له ميزان معنوي ليس مادي كفتيه على مستوى واحد قبل وزن اعماله الدنيوية. فالعمل الصالح يثقل الميزان النفسي "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" (الشمس 7-8) ففي الميزان توضع الفجور على كفة والتقوى على الكفة الثانية.
وكلمة الميزان تستخدم كثيرا في عناوين المصادر الدينية والقرآنية مثل تفسير الميزان للطباطبائي، وموقع كتابات في الميزان. فالكتاب والميزان جمعا في اية واحدة "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" (الحديد 25) فميزان كل شخص هو مدى اتباعه لكتاب نبيه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat