العراق الماضي والحاضر وافاق المستقبل (7) غزو الكويت الغايات والنتائج (3) 
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    ان ظهور الصين كقوة اقتصادية عظمى وعودة روسيا الى الصدارة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي على يد الرئيس بوتين اضافة الى سعي ايران لدخول عالم الصناعات النووية اضافة الى تطويرها لترسانتها العسكرية، ودعم المقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين ومد روابط الصداقة والتعاون مع حركة انصار الله في اليمن وتطور العلاقات الايرانية الروسية مضافا الى الاوضاع بين الكوريتين كل هذه التحولات الكبيرة في واقع الصراع بين القوى العالمية كان يستدعي على صعيد البرنامج الاصيل للقوى الدولية الكبرى الاستمرار في ضعضعة الواقع الاسلامي وضمان هيمنة اسرائيل على المنطقة من جهة واجراء تغييرات كبرى في المنطقة من شانها المنع من حصول اي تغيير غير محسوب على صعيد قلب العالم او على الصعيد الدولي الذي تمثل الصين وروسيا طرفه الشرقي ودول الاتحاد الاوربي وامريكا طرفه ا لغربي، ان الحدث الذي يحقق لامريكا ما تصبوا اليه هو الغزو العراقي للكويت، فاغرت الكويت بتصدير النفط بكميات ضخمة ادت الى انهيار سوق النفط فلم يجد صدام طريقا لحل مشكلته مع الكويت الا بغزوها بعد ان اخذ الضوء الاخضر من امريكا فانهارت الكويت في سويعات ثم اخرج الجيش العراقي منها بعد ازمة عالمية واقليمية كبرى انتهت بزوال العراق عن خارطة التاثير السياسي اقليميا ودوليا واستنزاف المال الخليجي ونشر القواعد الامريكية والاسرائيلية في دول الخليج والتدخل السافر للدول الغربية في الدول العربية الخاضعة لها حتى انهم تدخلوا حتى في مناهج التدريس التي تدرس في المدارس والجامعات، ورافق ذلك انهيار الاتحاد السوفيتي وخروج الروس من افغانستان وسيطرة القوى الموالية للغرب على مقاليد الامور فيها، وفي العراق منح الامريكان اكراد شمال العراق منطقة امنة منحت الاكراد القدرة على ادارة مناطقهم بعيدا عن نظام صدامي الاجرامي الجائر وسهل لامريكا واسرائيل والدول الاوربية اقامة روابط استراتيجية مع الاكراد تمهيدا لمرحلة ما بعد صدام حسين.                                                                                                                                                                                                                                                 ومن هذا السرد لمسالة غزو الكويت يتضح ان الغاية من غزو الكويت كانت اعادة رسم الخارطة السياسية في منطقة الشرق الاوسط التي كانت نتيجة طبيعية لتغير في القوى العالمية حيث انهار الاتحاد السوفيتي ولم يعد في العالم قطبان بل اصبح امريكا سيدة العالم الاولى ومن يقرأ الخارطة السياسية للعالم في تلك الفترة يجد التغير واضحا في توزيع القوى فالدول التي ضمتها روسيا القيصرية وكانت جزءا من الاتحاد السوفيتي استقلت عنه ووقعت في احضان امريكا فيم احتفظت روسيا بنفوذها في بعض الدول التي استقلت عنها في اروبا الشرقية وفي ارمينيا وكازخستان لضمان امنها القومي فيم ارتمت دولا اخرى في احضان امريكا كاذربيجان، وفي الوقت ذاته اكرهت السودان على الموافقة على منح جنوب السودان الاستقلال مضافا الى منح احدى الجزر الاندنوسية ذات الاغلبية المسيحية الاستقلال عن دولة اندنوسيا اكبر الدول الاسلامية من حيث السكان ورشحت دبي لتكون مركز العالم التجاري الحر بعد ان عادت هونك كونك الى احضان الصين واعلنت المغرب تطبيع علاقاتها رسميا مع اسرائيل، واقيمت حكومة ذات ميول غربية في افغانستان على راسها الاحزاب الاسلامية السنية التي كانت تقاتل المد الاحمر ثم تحولت الى الصراع والحرب الداخلية ولم تلبث طويلا حتى قلب لهم الامريكان والسعودية والامارات ظهر المجن وسمحوا لحركة طالبان التي دربت باموال السعودية وتحت الاشراف الامريكي المباشر  برعاية المخابرات الباكستانية وعلى ارضها لتنقض على الحكم في افغانستان والتي جوبهت بمقاطعة دولية الا من امريكا والسعودية والامارات وقطر وبعد سنتين تخلى عنهم الامريكان ودعموا خصومهم السابقين .
فالضوء الاخضر في غزو الكويت كان مقدمة للمرحلة الجديدة من خارطة العالم السياسي الجديدة المرسومة بعناية في اروقة المخابرات الامريكية الاسرائيلية البريطانية.
فالضوء الاخضر في غزو الكويت كان مقدمة للمرحلة الجديدة من خارطة العالم السياسي الجديدة المرسومة بعناية في اروقة المخابرات الامريكية الاسرائيلية البريطانية.
٠

الموضوع السابق بناء المسجد النبوي، بناء أُمّة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat