هناك إلهٌ.. الظواهر الوجوديَّة الخمس التي تطيح بأساس الإلحاد الجديد وتجعله دكَّا, دكّا..
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد كتب الفيلسوف البريطاني الشهير (أنتوني فلو) والذي كان من أكبر الملاحدة المُعاصرين, تنظيراً وتبشيراً, ثمّ آمنَ واهتدى, في ملاحق كِتابِه: – (ليس) هناك إلهٌ - الملحق الأوّل - الإلحاد الجديد: ص227, ط2.
إنَّ أساس الإلحاد الجديد يقوم على الاعتقاد بعدمِ وجودِ إلهٍ, ولا وجود لإلهٍ خالدٍ, لامُتَناهٍ ويكون مصدراً لكُلِّ الموجودات, وهذا الاعتقاد الأساس قد فشلَ في تقدِيمِ سببٍ كافٍ له, وهو يتجاهل الظواهر الوجوديّة الواضحة المُتعلِّقَة تحديداً بالسؤالِ عمّا إذا كانَ الإله موجوداً..؟
ويرى الفيلسوف أنتوني فلو, المُؤمِنُ بعد إلحادِه لأكثرِ مِن نِصفِ قِرنٍ, أنَّ هُناكَ خَمْسَ ظواهرٍ وجوديّةٍ واضحَةٍ في خبرتنا المباشرة ووعينا الفَعّالِ, ولا يمكن تفسيرها عقلاً إلا بِلُغة الإيمانِ بوجودِ إلهٍ, وهذه الظواهرُ هي:
1- ظاهرةُ العَقلانيّةِ المُنتَظَمَةِ والمُتضَمِنَةِ في جَميعِ خِبرَاتِنَا الحِسيَّةِ عَن العَالَمِ الفيزيائي.
2- ظاهرة الحياة, والقدرة على الفعل بنحوٍ مستقلٍّ.
3- ظاهرة الوعي, والقدرة على أن تكون مُدْرِكاً.
4- ظاهرة الفكر التصوري, والقدرة على التعبيرِ, وفَهمِ الرموزِ كتلك الموجودة في اللّغة.
5- ظاهرةُ النفسِ (الذّات) البشريّة, و(مركز) الوعي والفكر والفعل.
وهناك ثلاثة أشياءٍ يجب أن تقال عن هذه الظواهر وارتباطها الوجودي بوجود الإله, وهي:
أوَّلاً: إنَّ هذه الظواهرَ هي حججٌ وبَراهين سليمَةٌ وصالحَةٌ لتِشهَدَ بوجودِ الإلهِ, وهي بطريقتها التَصوريّةِ الخاصةِ تَفترضُ مُسبَقَاً وجودَ عَقْلٍ أبدِي لا نِهَائِي, فالإله هو الشرط الوجودي الذي يكمن وراءه كُلُّ ما هو واضحٌ بذاته (بديهي) في خبرتنا العقليّة والحسيّة.
ثانياً: ما نَتحَدّثُ عنه – الظواهر الوجودية - ليس احتمالاتٍ وفرضياتٍ, بل هو مواجهة عقلانية مع واقعياتٍ أساسيّةٍ, لا يمكن انكارها دون الوقوعِ في تناقضٍ ذاتي.
إذن، إنَّ وجود الإلهِ الذي تَفترضه هذه الظواهر الوجودية مسبَقاً وبصورةٍ مُبرهَنةٍ واقِعيُّ.
ثالثاً: يشتكي المُلحِدون القدماء والجُدد مِن عدمِ وجودِ دليلٍ على وجودِ الإلهِ, ولكن المُقاربةَ المُتّبَعَة هنا بِحسبِ هذه الظواهرِ الواقعيّةِ هي مَن تدلنا على وجودِ الإلهِ حقيقةً, وهذا ما ندركه في خِبرتنا العقليّةِ والحِسيّةِ, وأنَّ الرفض المُتَعمّدَ لرؤيةِ الواقعِ هو وحده المسؤولُ عن الإلحادِ بصِيَغِه المُتَعَدّدة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat