صفحة الكاتب : عقيل هاشم الزبيدي

واقعة ألطف الكبرى .....الملحمة الحسينية الخالدة
عقيل هاشم الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ألطف ليس واقعة فحسب في مقطع زمني معين وإنما ثورة حسينية خالدة بكل ماتحمل الكلمة من معنى في كيفية الوقوف بوجه الباطل مهما تعددت أشكاله ومعانيه ،هذه الثورة قد سطرت دروسا خالدة في الفداء وأعطت دروسا وعبر لكل الأجيال القادمة ،فيوم عاشوراء بالذات أصبح يوم الإسلام العظيم الذي يبعث في المسلمين روح العزة والكرامة والشرف والمجد والعظمة ،فهذه الملحمة الفريدة من نوعها في التاريخ البشري أظهرت حقائق لم نكن نعرفها من قبل ،إذ إنها ليست مجرد ذكرى مأساوية عاطفية بعيدة عن الجانب الإنساني والأخلاقي بل هي تبيان لحادثة كبرى غاية في الأهمية لها عدد غير محدود من الأبعاد والجوانب التي تركت أعمق الآثار في حياة الأمة الإسلامية على مر التاريخ0
إن الثورة الحسينية هي ثورة إلهية أخلاقية اجتماعية سياسية تتضمن جميع أبعاد الإسلام حيث إن سيد الشهداء (ع)جسد الإسلام بجميع جوانبه في النهضة المباركة ،وقد طبق الإسلام عمليا في يوم عاشوراء وفي مسيره إلى كربلاء ورفع شعاره المعروف (هيهات منا الذلة)وشعاره الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر0
وقد بين للعالم بان الهدف الأساس من الثورة هو تصحيح مسار الحكومة الإسلامية التي انحرف عن مجرها الطبيعي جراء الحكم الأموي الدموي وبالنتيجة أراد الحسين(ع) ردم الفجوة التي اتسعت بين المبادئ الرفيعة للإسلام وبين المصاديق المشوهة التي أشاعتها الحكومات الباغية0
كما إن هذا اليوم لايختص بفئة واحدة لان سيد الشهداء (ع)هو لكل المسلمين في العالم بل لكل الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية والقلوب الواعية0
وبالرغم من كل ماجرى وماسيجري لم يكن مجرد استقراء لصور يراها الإمام أمامه  لاكنه طودا شامخا مبتسما بوجوه أصحابه ياامرهم بالصلاة وبوقتها وان كان الفارس يتقدم للشهادة التو،فيذكر مؤرخي ألطف انه عندما كانت الحرب دائرة حل وقت صلاة الظهر فالتفت الفارس الأشوس أبو ثمامة الصائدي إلى الأمام وقال :أحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها 0
فدعا له الإمام بالخير وقال لأصحابه (اطلبوا من هؤلاء الناس أن يكفوا القتال لنصلي لربنا)فانبرى الرجس الخبيث الحصين بن نمير وقال :إنها لاتقبل فقال له حبيب بن مظاهر بسخرية زعمت أن لاتقبل منك ياحمار فحمل عليه الرجس الحصين مع جمع من أصحابه ودار بينهما قتال شديد واستمر القتال واستشهد من الخيرة أصحاب الإمام حبيب بن مظاهر ومن بعده الحر00وبالرغم ما كان يعانيه الإمام من الخطوب الفادحة فقد صلى الفريضة وكان سعيد بن عبد الله الحنفي يقي الإمام بنفسه من السهام والرماح التي كان يرميها معسكر الأعداء ولم يكد يفرغ الإمام من صلاته حتى أثخن سعيد بالجراح فهوى إلى الأرض يتخبط بدمه ثم فاضت نفسه الزكية إلى بارئها ليلقي ربه شهيدا –
لقد كان أصحاب الإمام عظماء زمانهم وحملة القران والمتهجدين بالأسحار والخيرة من امة الرسول0(ص) كانوا يستأذنون سيدهم ثم يسطرون الملاحم ،كانوا يبكون غربة مولاهم ويندفعون لخوض القتال بشدة وضراوة 0ولشدة وفائهم كانت عينا مولاهم ترقرق بالدموع ويعتصر قلبه الطاهر كلما هوى احد منهم إلى الأرض ،كانوا فرسانا أشاوس حيث كانوا يضيقون الخناق على جيش الكفر كلما اقتحموا قلبه وكان الإمام يرسل إليهم أخاه العباس ليكفهم الاعداء0
وبعد أن استشهد ثمانية عشر من أهل بيته وسبعون من أصحابه قاتل مولانا سيد الشهداء الأعداء ودافع  عن حريمه وهو مضرج بالدماء 0
كان وجهه الشريف يزداد نورا وبهاء كلما أثخن بالجراح إلى أن لبى دعوة علي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى (ع)
فان نحن طردنا الدنيا من قلوبنا فسنرى ببصيرة الرؤوس الطاهرة محمولة على رماح الجاهلية وأهل الخبائث دوما ،وسنعي إن إتباع يزيد لازالوا يضرمون النار في خيام الأحرار وليس هناك من يلبي الصرخة الحسينية الهادرة ،هل من ناصر ينصرنا حتى يقوم ولد الحسين فيقيم دولة الانبياء0 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل هاشم الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/08



كتابة تعليق لموضوع : واقعة ألطف الكبرى .....الملحمة الحسينية الخالدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net