الارتقاء الى السيرة المباركة
حنان الزيرجاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حنان الزيرجاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
امتلك الحسين(عليه السلام) التسامح والتواضع الإنساني الذي لا بد أن نعيشه في واقع حياتنا اليومية، ما دمنا نحمل انتماءنا الحسيني، فلا بد أن نؤمن بأن هذا التسامح هو الذي صنع الحضارة الانسانية العظيمة، لا بد أن تتعالى بهذا الانتماء الهوية عن كل ما هو سطحي المضمون؛ كي لا نفقد بعدنا الحسيني؛ كي لا يكون الفارق كبيراً بين خطاب الوعظ المنبري وسلوكنا من أجل أن يوحد الخطاب النظري بالواقع المعاش؛ كي نردم الفجوة؛ لنقوم بسلوكنا بمنهجية أهل البيت (عليهم السلام).
ادهشهم مولاي بتعامله مع جيش يزيد، حين قابل حقدهم وجشعهم بتعامل انساني رفيع, اعترض عليّ احد الأدباء وقال: من اين لنا الحر بن يزيد الرياحي؛ كي يدرك عظمة العمل الانساني؟
المسألة ليست انشائيات قوم، نحن نحتاج الى خطاب وعي يحمل هذه المعاني الى الاخر، لنقول لهم: هذه هويتنا وهذه سيرة امامنا، والقضية ليست قضية قوم، هناك للآخر أيضاً رموز قيادية وتاريخ رسخه الاعلام بذهنية اتباعه، منهج يحمل في ذهنيتهم الخارج عن امام زمانه فقد كفر، كفروا لنا الحسين (عليه السلام)، وبعدما كفروه، اي فعل يقتدي بقائد كفروه؟ قلت: القضية محلولة وبسيطة جداً، فالإمام الحسين مرجعية أخلاقه القرآن الكريم والسنة الشريفة وللمواقف بيان واضح، يقول الامام علي (عليه السلام): «اعينوني بورع واجتهاد»، ونحن حين نفهم حدود التسامح الذي يعينه الحسين (عليه السلام) بمعناه الوجداني التسامح هو حق الاخر في الاختلاف والتعايش معه دون قطيعة، وهذا لا يعني التنازل عن المعتقدات او القناعات والعيش تحت قاعدة (لا اكراه في الدين).
لهذا، علينا ان نرتقي الى معنى السيرة الحسينية المباركة والاقتداء بهذا الامام العظيم، بمعنى اننا مطالبون بنقد الفكرة مع احترام الناس وعدم المساس بإنسانية المحاور، وتصحيح الأفكار الخاطئة، والاستماع لجميع الآراء برحابة صدر.
الحسين (عليه السلام) من خلال مسيرته الانسانية أراد أن يمنحنا خارطة طريق معبد بالخير، وصفة علاجية لمواجهة اختلافاتنا بالتسامح وقبول الاخر وتنظيم خطابنا بهذا المرتكز المعنوي لنظفر معاً بعذب هذا المعين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat