أبنة الشهيد محمد عبودي، قصة واقعية لبطلة وأبنة بطل
حوراء جبار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حوراء جبار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عنوان الإصرار والعزيمة تجسد بهذهِ الطفلة الكبيرة بثباتها وموقفها البطولي حقيقة، بالرغم من الفقد والآلام، أبنة الشهيد البطل محمد عبودي لهمود الحساني، تسطر أروع البطولات وتتحدى إنكسارها وترغم نفسها على أداء الامتحان الوزاري.
في حادثه غريبة نوعا ما اذا نظرنا إليها لأول وهلة و لكنها ليست بالغريبة على أبناء العراق الغيارى وأبناء مذهب أهل البيت عليهم السلام، الذين تربوا على التضحية والفداء للعقيدة والوطن في قضاء الرميثة وفي يوم تشييع جنازة الشهيد
يوم لم يحدث الا في بلدي العراق، تخيل.. وبحسب ما يروي لنا الأستاذ أركان العبودي أحد معلمي المركز الإمتحاني...
أدت الطالبة بنت الشهيد البطل واجبها الامتحاني بكل قوة وعزيمة وإصرار حيث مرت جنازة الشهيد على مركزها الامتحاني وهي جنازة والدها البطل الذي استشهد من أجل الوطن والعقيدة في الحشد الشعبي (لواء انصار المرجعية) مصطحبة بالتشييع والتجمع الغفير، بينما كانت تلميذتنا كوالدها تسطر معاني القوة والشجاعة والتحدي رغم الألم والحسرة التي بداخلها، واكملت الامتحان في المركز ووالدها يشيع قرب المدرسة.
ينقل المقربون من مكتب المرجع الاعلى القصة نُقلت أمس في مجلس عزاء أُقيم في منزل السيد السيستاني دام ظلّٰه وضجَّ المجلس بالبكاء عليها.
ان شهداء الحشد الشعبي -الذي ولد من رحم فتوى المرجع الاعلى المسدد السيد السيستاني(دام ظله)- خاضوا غمار الموات وانخرطوا في لهوات الحرب و عافوا الديار، وهجروا النساء والاطفال، وهم يسطرون أروع ملاحم التضحية والفداء، لهم خصوصية عند العراقيين كبيرة فهم رجالات العراق الذين هبوا بشيبهم وشبابهم ليكتبوا ملحمة من ملاحم الخلود، ويرسموا لوحات من الفداء قل نظيرها في الكون، وليعيدوا صورة البطولة المفقودة ويرسموا أطرها من جديد.
المرجعية العليا دائما ماخصت شهداء الفتوى بتكريم خاص و اغدقت عليهم من النعوت ما تعجز عن وصفه الكلمات، ولا تحده الصفحات، فقالت مخاطبة المجاهدين ” يامن ليس لدينا ما نفتخر به غيرهم” وقالت عنهم “انكم الاجل قدرا والاعلى منزلة ” و رسالته لعوائل الشهداء بخط يده وختمه المبارك "إن لشهداء الدفاع الكفائي حقاً عظيماً علينا جميعاً ومنزلة رفيعة يُغبَطون عليها، أسأل الله تعالى أن يحشرهم مع أنصار الحسين (عليه السلام)" فلله در هؤلاء الفتية المضحون.
ان كل الامم تفتخر بشهدائها لانهم يمثلون الارث الحضاري لها وعند المرور على شهداء العراق فشهداء الحشد الشعبي هم الصفوة؛ لانهم هم على مستوى عال من الجهاد والتضحية بانفسهم من اجل الحفاظ على الارض والعرض؛ فلنصدّر للعالم صورة جميلة عن مجتمعنا عبر أمثال ابنة الشهيد محمد عبودي الحساني، هذه الشخصية الحقيقية ذات التأثير الجميل الشجاع هي مفخرة من مفاخر العراق ومجتمعه، وأن لا نسمح لمن يريد أن يصدّرنا للعالم على أننا مجتمع لا نعرف سوى الحفلات الماجنة، والتفاهة والهبوط الثقافي، مما نلاحظه إعلامياً هذه الفترة مع الاسف.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat