صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

على شفا ارهاب مقنن..
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما تريد بناء دولة، لا تحتاج لمواد بناء ولا عمال، بقدر ما تحتاج إلى قواعد وقوانين وأسس، يستند عليها النظام، وتلتزم بها الجهات التي تريد بناء وطن للجميع.

خرق القواعد وتعطيل القوانين والدستور، هو كفيل بهدم أي بلد، وما يحدث الان من صراع سياسي واضح للعيان، وتكالب أصحاب المصالح، يفرز بشكل واضح لا لبس فيه، أن الأهداف التي وضعها المتحالفون، هو إبقاء الوضع الحكومي، تحت عنوان تصريف الأعمال اليومية، واتباع الخطة باء، لتمرير كل ما يحتاجون، ضمن خروقات دستوري وتعطيل الموازنة، وما يتبعها من متعلقات يضر الصالح العام.

الخطر الذي يداهم العراق الآن، لايقل خطرا عن دخول داعش، وسقوط ثلث العراق بيد العصابات الارهابية.. لأسباب عديدة أهمها:

١- عند سقوط محافظات العراق الغربية، كان الوطن في مواجهة العدو، والدولة في مواجهة العصابات، والحكومة في مواجهة التنظيمات الارهابية، اما اليوم فان الخطر يأتي من الداخل، وبأدوات الدولة نفسها، والطعن طال أقدس كتاب يستند إليه النظام في العراق، بل وصل الى الركن الرئيسي في ذاك النظام، ألا وهو القضاء العراقي ومحكمته الاتحادية.

٢- مضى على الانتخابات ثمانية أشهر، ولم تشكل حكومة، وأن إطالة عمر حكومة تصريف الاعمال، سابقة خطيرة على الانظمة السياسية، قد تصبح سنة سيئة، تتخذها جهات في الدورات القادمة كلما اختلفت مع الآخرين.

٣- خرق التوقيتات الدستورية، واشغال الرأي العام بمواضيع ثانوية، تسهم في اتساع الفجوة بين الشعب ونظامه السياسي، وما يولده من تداعيات خطيرة، كانت احدى نتاجها تظاهرات تشرين الأخيرة، التي سالت فيها دماء كثيرة.

٤- نزول الصراع السياسي، من البرلمان إلى الشوارع، واستخدام ورقة الجماهير قد تنتهي بدماء غزيرة، يتحملها المصرون على رؤيا واحدة، ثبت فشل تطبيقها من جميع الجهات السياسية والمكونات العراقية.

٥- إقرار قوانين خارج ما رسمه الدستور، وما نصت عليه المحكمة الاتحادية، بل وازداد إصرار رعاتها، فوصل الأمر الى اتهام قرارات القضاء بأنها مسيسة.. وهي سابقة خطيرة تنسف مرجعية النظام الديمقراطي.

اليوم ونحن على شفا منحدر، أشبه بانهيار بناء شيد بدماء وأرواح طاهرة، وعلى مدى ثمانية عشر عاما، من التضحية والفداء قدمها خيرة شباب هذا الوطن، ينسفها تزمت جهة سياسية برأيها على حساب مصلحة الوطن ..

زعيم هذا الجهة وحلفاءه مدعو الى مراجعة خياراته، وتقديم المصلحة العليا على ما هو دون ذلك، من كسر العظام وفرض الرأي، الذي لم ولن يبني العراق، بانه إرهاب تحت مسميات قانونية..

أساس كل نجاح هو التفاهم والتحاور، والجلوس مع الجميع للخروج برؤية شاملة بناءة واعدة، تخرج العراق من هذا الانسداد، الذي خلفته انتخابات متخبطة، في ظرف استثنائي غير طبيعي.

علما ان مكونات الاخرى للشعب العراقي تبحث عن مصالحها أولا، ورغم صراعاتها الداخلية، لكنها تفاوض باسم المكون.. يجب التركيز على هذه النقطة، فهي أساس الذي يفند نظرية الاغلبية السياسية العرجاء، الوطن وشعبه يدفع ثمن.. فمن الذي يبيعه استقرار؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/03



كتابة تعليق لموضوع : على شفا ارهاب مقنن..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net