معاملة الطاغية مع الرعية و نهايته في القرآن الكريم (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وردت كلمة طغى ومشتقاتها في 39 موضع في القرآن الكريم كما قال الله تبارك وتعالى "أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْـمِيزَانِ" (الرحمن 8) تطغوا بمعنى تظلموا أي عدم العدالة، و"وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" (البقرة 51) طغيانهم اي عصيانهم او ظلمهم، و "إنَّا لَـمَّا طَغَا الْـمَاءُ" (الحاقة 11) طغا الماء أي ارتفع، و "مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى" (النجم 17) طغى أي ظلم، و "اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى" (طه 24) إنه طغى اي عصى وظلم، و "كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى" (طه 81)، و "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (هود 112).
قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لتأمرُن بالمعروف ولتنهوُن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم، فلا يستجاب لهم) من الأسباب التي يتسلط فيها الأشرار على مقدرات الرعية عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الحوار بين موسى عليه السلام وقومه يؤكد ان على الرعية الصبر وعدم الاستكانة والخضوع للظالم كما قال الله عز وعلا "وَقَالَ الْـمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ * قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ" (الأعراف 127-129).
والله سبحانه وتعالى يمهل الطغاة ولا يهملهم كما قال عز من قائل "مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ" (الحجر 5)، و "فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً" (مريم 84). قال الله سبحانه "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" (النحل 36) من ميزات الطاغوت أن من يتبعه ينحرف عن عبادة الله تعالى.
والطاغية الذي يصر على طغيانه ولا يفكر بالرجوع الى الله تعالى فان الله يختم على جوارحه ليصاب قلبه بالعمى كما قال جلت قدرته "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" (الجاثية 23).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat