"تهريب النفط" في العراق معركة أمن واقتصاد

أعلنت وزارة الداخلية العراقية القبض على عدد كبير من مهربي المشتقات النفطية خلال الآونة الأخيرة، مؤكدة استمرار تنسيقها مع وزارة النفط لردع المتورطين في عمليات تهريب النفط التي انتشرت في العراق بعد 2003.

وكشف جهاز الأمن الوطني العراقي حصيلة عملياته ضد مهربي المشتقات النفطية، إذ ضبط أكثر من مليون لتر مهرب وقبض على 117 متهماً بالتهريب.

وأعلن الجهاز في بيان مصادرة 49 صهريجاً وعجلة كانت معدة للتهريب، وضبط 93 وكراً و496 خزاناً كانت تستخدم لتخزين المشتقات النفطية خلافاً للضوابط الأصولية، إضافة إلى غلق 11 محطة لمخالفتها الضوابط أو استغلالها للأزمة.

وقال مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن في تصريح صحافي، إن “جهود القوات الأمنية مستمرة وبمساندة وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في الوزارة أو من خلال شؤون القوات الاتحادية ومنها تحديداً مديرية الطاقة وبدعم من قبل الحكومة، لمنع تهريب المشتقات النفطية”.

وأضاف أن “هناك كثيراً من عمليات إلقاء القبض على المتهمين بتهريب المشتقات النفطية خلال الفترة الأخيرة، وبالتنسيق مع قيادات الشرطة والعمليات، إضافة إلى تلقي المعلومات التي تأتي من قبل المواطنين”، مؤكداً أن “العمل مستمر في هذا الاتجاه”.

وأشار إلى “وجود تنسيق مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة النفط، ولدينا مديرية شرطة الطاقة التي تحتوي على الأقسام التخصصية ذات العلاقة بالنفط والكهرباء، فضلاً عن التنسيق مع الفرق الرقابية المعنية ومنها وزارة النفط لمنع تهريب المشتقات النفطية التي تؤثر في اقتصاد البلاد والمواطنين”.

من جهته، أوضح الباحث الاقتصادي بسام رعد أن “عمليات تهريب المشتقات النفطية تعد من الجرائم الاقتصادية، إذ تمثل ضرراً كبيراً على الاقتصاد العراقي وتسهم في خلق أزمات وقودية داخلية ظهرت في احتشاد المواطنين أمام محطات الوقود بأعداد كبيرة لتأمين متطلبات سياراتهم بسبب ازدياد الطلب نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى ما أحدثته عمليات التهريب خلال الفترة الماضية من إرباك على عميلة توفير المنتجات النفطية”.

وتابع رعد إن “عمليات تشديد الخناق على مهربي المنتجات النفطية وإلقاء القبض على العشرات منهم تمثل نصراً للاقتصاد العراقي، إذ تعد جريمة التهريب من الجرائم الاقتصادية التي تهدد اقتصاد البلد، واستشعر المشرع العراقي خطورتها وضرورة التصدي لها بحزم، لذا أصدر قانون مكافحة تهريب النفط ومشتقاته رقم (41) لسنة 2008”.

وزاد أن “النجاح في منع تهريب المشتقات النفطية وتضييق الخناق على المهربين يسهمان في حماية ثروات الشعب النفطية والاقتصادية ويضعان حداً للأزمات في شح الوقود بسبب عمليات التهريب”.

من جهته، قال الباحث السياسي نبيل العلي إنه “من الضروري إيقاف أعمال التهريب الممنهج والمستمر للمشتقات البترولية من مناطق العراق تجاه إقليم كردستان بسبب فروق الأسعار التي حدثت أخيراً، ونتيجة اختلاف في منهجية الإنتاج والبيع للمشتقات النفطية بين المنطقة الاتحادية في العراق ومنطقة إقليم كردستان”، موضحاً أن “هامش الفروق السعرية المرتفع جداً والذي يقارب 300 في المئة دفع كثيرين إلى انتهاج مهنة جمع المشتقات وتهريبها تجاه المناطق في كردستان، مما تسبب في فجوة عجز كبيرة قد تصل إلى 5 ملايين لتر يومياً من البنزين الخاص بالسيارات”.

وزاد، “استطاعت السلطات الأمنية في إحدى حملاتها إيقاف تهريب واحتجاز ما يقارب مليون لتر من البنزين في يوم واحد خلال حملتها الأولى، وقد تستمر تلك الجهود الأمنية لإيقاف الاستنزاف وإنهاء الأزمة التي تسببت في طوابير مزدحمة من السيارات على محطات الوقود، خصوصاً في المحافظات المحاذية لحدود إقليم كردستان بسبب شح الوقود أو تزايد الطلب لأغراض التهريب، أو لسبب آخر هو انتقال أصحاب المركبات في إقليم كردستان إلى المناطق القريبة المحاذية للإقليم لأغراض التزود بالوقود”.

ولفت إلى أن “جهود مؤسساتية موازية قد تنهي الأزمة وتقلل دافع التهريب، وهو ما أجرته السلطات في كردستان من قرارات وسياسات دعمت من خلالها الأسعار الخاصة بالوقود المجهز من الخارج لمصلحة مستوردين محليين، وأسهمت تلك القرارات في خفض سعر اللتر الواحد للمستهلك، مع سياسات أخرى اتخذتها الوزارة في بغداد من شأنها دعم الإقليم بتوفير الوقود وتخفيف الأزمة”.

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/16



كتابة تعليق لموضوع : "تهريب النفط" في العراق معركة أمن واقتصاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net