صفحة الكاتب : ايمان صاحب

الوجع
ايمان صاحب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هل تتوجع أثناء القراءة؟ قلت:ـ كيف لا أتوجع؟ هناك جملة تتعلق بالوجدان فلا تمحى، قلت: تعال معي لقراءة قول دعبل وحينها لو قدرت أن لا تتوجع فافعل، يقول دعبل الخزاعي: «أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة، لم أجد أحداً يصلبني عليها».

 هذا هو صوت ضمير الشعر، التحدي الذي فيه، أروع ما في الشعر التحدي، والقصيدة تصل الى الناس قبل شاعرها، ففي لحظة خشيت أن اسألك: هل تعرف دعبل الخزاعي؟ فاذا عرفته عرفت الوجع ومعناه، هو من أصحاب الامام الكاظم (عليه السلام) والرضا (عليه السلام)، وأدرك الامام الجواد، ويعني انه من شعراء الشيعة القرن الثاني والثالث، يقال انه كان هجاء حاد اللسان، على كل حال هو محارب من قبل الحكام، وهذه المواجهة هي التي أردته قتيلاً. 
اسمه محمد بن علي بن رزين دعبل حسن، اسأل: لماذا سُمّي دعبل؟ لقبته دايته بدعبل لدعابة كانت فيه، أراد أن تقول ذعبل فقالت دعبل، قلبت الذال دالاً، هو ابن بيت علم وادب فيهم محدثون وشعراء وجدهم بديل عين ورقاء ابتسم بوجه النبي (ص) يوم فتح مكة فدعا له: (زادك الله جمالاً، وامتعك وولدك).
سأقول لك مسألة: هل تعلم أن السياسة ضيّعت شعر دعبل فرضت الضياع عليه فرضا، يقول الجاحظ: (إن دعبل قال الشعر لمدة ستين سنة، قال في كل شيء شعراً)  أليس هو الوجع أو أشد أن يُقتل رجل عمره 98 سنة في عملية قذرة يتم تصفية جسده، لقد امتدحه جميع المؤرخين والنقاد لشاعريته الفذة، طيب هل رأيت او سمعت بجرح يضحك هو جرح دعبل.
 الشعراء في عصره يتمسحون بأعتاب أبواب الامراء والخلفاء والتملق، بينما لم يسلم من هجاء دعبل خليفة ولا وزير ولا قائد، الوجع يستفحل حين ترى مثله يتوسد الأرض بدمه وهو من أولئك المجاهدين الأبطال، لا يخشى من اطلاق كلمة الحق بوجه أي كان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايمان صاحب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/21



كتابة تعليق لموضوع : الوجع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net