أصداء فتوى الدفاع المقدسة في الخطاب السياسي الإسرائيلي الموجه/ قراءة في الاستراتيجية الإسرائيلية
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قراءة في بحث من بحوث مؤتمر فتوى الدفاع المقدسة العلمي الأول
بعنوان (أصداء فتوى الدفاع المقدسة في الخطاب السياسي الإسرائيلي الموجه/ قراءة في الاستراتيجية الإسرائيلية)
للباحثين: أ.م. د. جاسم رشيد.
وأ.م. د. رحيم راضي الخزاعي
كان هناك سؤال يشغلني دائماً وهو: كيف استقبلت المخابرات الإسرائيلية نجاح فتوى السيد السيستاني (دام ظله)؟ وكيف تعايشت مع وجود شخصية مثل شخصيته، ومن الطبيعي وجوده الميمون يعرقل الكثير من مخططات إسرائيل التوسعية؟
أجاب بحث مشترك بين أ.م د. جاسم رشيد/ وأ.م د. رحيم راضي الخزاعي والذي كان بعنوان (أصداء فتوى الدفاع المقدسة في الخطاب السياسي الإسرائيلي الموجه قراءة في الاستراتيجية الإسرائيلية) وهو من بحوث مؤتمر فتوى الدفاع المقدسة العلمي الأول، فالبحث وضح المساحة الواسعة التي احتلتها فتوى السيد السيستاني (دام ظله الوارف) في مراكز التحليل والبحث الإسرائيلية, والوصول الى ما يتعلق بالوجود الإسرائيلي مستقبلاً, وهذا ما يجعلنا نتأمل في أسباب هذا الخوف والقلق من مقام السيد السيستاني، سنصل إثر التأمل الى مجسات هذا الخوف، حيث أن تأثير وجوده في الأوساط الشيعية في العراق وفي العالم يهدد بلا شك وجودها، وخاصة أن فتواه المباركة أدت إلى تأسيس قوات عسكرية صلبة استطاعت إبعاد الخطر عن بغداد والمدن الأخرى.
بداية عرّف لنا البحث الخطوات التي اتبعها الخطاب السياسي والإعلامي الإسرائيلي بتشويه الحقائق وإعطاء صور مظللة عن الحشد الشعبي بأنه تابع الى ايران يحاول زعزعة استقرار المنطقة لتصدير صراعها مع ايران الى المجتمع الدولي، وروج الأكاذيب والأخبار المزيفة بأن قادة الحشد هم أدوات ايران في المنطقة، وسوّق أفكاره السياسية التي تهدف الى تثبيت وجودها.
الفتوى المباركة شغلتهم عن مآربهم وكانت بمثابة صدمة غير متوقعة أربكت السياسة وما كان مخططاً له تدمير العراق وتقسيمه الى كانتونات صغيرة تخدم الوجود الإسرائيلي في المنطقة، وتسهل للاعبين الأساسيين في المنطقة العبث بمقدرات الاقتصاد العراقي على المستوى البعيد.
وركز البحث على الموقف الجذري لتاريخ المرجعية بمواجهات تحررية ضد الاحتلال البريطاني عام 1917 للعراق وكانت ثورة العشرين هي ثمرة نضال المقاومة، وقد أصرت المرجعية الدينية بقيادة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره) بأن تحرير العراق من دنس الغاصب البريطاني هو الشرط المهم لتأسيس الحكم الوطني في العراق، وركز البحث على أهم الدراسات الأكاديمية التي أعدتها إحدى الباحثات في جامعة غوربون أن الثقل الكبير للسيد السيستاني جاء بعد خلافات السياسيين العراقيين والصراع الطائفي وأكدت بأن الدور الكبير للسيد السيستاني في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة عام 1914 أي بعد اجتياح داعش الإرهابي للكثير من المدن العراقية واحتلالها، وأعلن المرجع الأعلى دعمه الكامل للقوات الأمنية من أجل أن تأخذ دورها الريادي في حماية العراق من التقسيم والتفكيك وتحويل العراق الى كانتونات طائفية تجعل من العراق بلداً ضعيفاً ومنقسماً على نفسه.
استعرضت الدراسة الدور الكبير لسماحته في الحفاظ على وحدة العراق من خلال اطلاق الفتوى واستجابة الجماهير للدفاع عن العراق، واستنتجت الدراسة بأن سماحة السيد السيستاني ما زال يشكل القوة الكبيرة والمثال الفريد من نوعه في إعطاء الثقة لجميع مكونات الشعب في التوحد والتعايش رغم الأحداث التي تعرض لها البلد بين الحين والآخر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat