البعد الروحي للطواف ح (14)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
2. من مواضع المغفرة للعباد
دلت جملة من الروايات ان البيت المعمور خلقه الله تعالى ليكون موضعا للغفران لسكان السماء من الملائكة لما صدر عنهم عند خلق ادم (عليه السلام) وانه تعالى جعل البيت الحرام موضعا لغفران اخطاء بني ادم.
وفي هذا المضمون روي عن الامام الصادق (عليه السلام) ان رجلا سال الامام الباقر (عليه السلام) عن علة الطواف بالبيت الحرام فاجابه (عليه السلام) " ... ان الله تبارك وتعالى لما امر الملائكة ان يسجدوا لآدم ردت الملائكة فقالت ﴿اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالا تعلمون﴾ فغضب عليهم ثم سالوه التوبة، فامرهم ان يطوفوا بالضراح - وهو البيت المعمور – مكثوا يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا، ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم، فكان هذا اصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن اذنب من نبي ادم طهورا لهم ..."
وفي هذا المعنى روي عن الامام السجاد (عليه السلام) انه قال "... فلاذوا بالعرش وقالوا بايديهم – واشار باصبعه يديرها – فهم يلوذون حول العرش الى يوم القيامة، فلما اصاب ادم الخطيئة جعل الله هذا البيت لمن اصاب من ولده خطيئة اتاه فلاذ به كما لاذ اولئك بالعرش، فلما هبط ادم (عليه السلام) الى الارض طاف بالبيت، فلما كان عند المستجار دنا من البيت فرفع يديه الى السماء فقال: يارب اغفر لي، فنودي: اني قد عفرت لك. قال: يارب ولولدي. قال: فنودي يا ادم من جاءني من ولدك فباء بذنبه في هذا المكان غفرت له"
فمن هذين النصين الشريفين تتضح جهة من جهات التشابه بين البيت المعمور والبيت الحرام اذ البيت المعمور موضع للمغفرة لسكان السماوات، والبيت الحرام محل لغفران ذنوب اهل الارض.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat