صفحة الكاتب : غزاي درع الطائي

العراق عظيم لأنه شرب من ثغرَي دجلة والفرات
غزاي درع الطائي

النهر جسد روحه الماء، والماء لا يعرف اتجاه سيره من دون مجرى النهر، بل هو يسير من غير هدى لولا النهر، ودجلة والفرات، ليسا نهرين من الأنهار التي تجري هنا أو هناك في أرجاء العالم الكبير، لا، إنهما نهران أسطوريّان وحقيقيان في الوقت نفسه، لا يعيش العراق من دونهما ولا يعيشان هما من دون العراق، لهما فضل ارتواء (42) مليون عراقي، وإرواء أكثر من (438000) كيلومترا مربعا هي مساحة العرق، ينبعان من جبال طوروس، جنوب شرق الأناضول في تركيا، ويمتدان على طول العراق بعد قدومهما المبارك من تركيا وسوريا، ويلتقيان في القرنة ثم يصبّان في الخليج العربي، يخضرُّ العراق بهما، ومن يديهما يشرب فيرتوي، وعندما يقل الماء فيهما يعطش، وتتوقف مشاريع الماء، وتتوقف المحطات الكهرومائية، وتنفق الأسماك، وتموت الأهوار، وتتوقف المراكب والزوارق والمشاحيف، وتعطش معه الحقول والمزارع والبساتين، وتعطش الحيوانات والطيور، وتتيبس الأرض وتتشقَّق، وتصبح السباحة حلما من أحلام الصغار والكبار.

جاء في كتاب الصابئة المندائيين المقدس (كنزا ربا) عن الفرات: ((كنتُ صغيرا أنا بين الملائكة الآثاريين، وطفلا بين النورانيين، ولكني أصبحتُ عظيما لأني أشرب من ثغر الفرات))، وهذا الكلام المضمخ بالشاعرية والمكتنز بحرارة العاطفة، يمكن نشره على مساحة أوسع ليشمل دجلة والفرات، وليكون على لسان العراق العظيم وبالصورة الآتية: أصبحتُ عظيما لأني أشرب من ثغرَي دجلة الفرات.

ومن أجل أن يكون الماء حاضرا ومصانا ومضمونا وناميا في دجلة والفرات، لا بد من أن تمتد السدود الوطنية على طوليهما، وأن تتسع الخزانات المائية لحفظ كل ما فاض من مائهما، وأن تكون روافدهما داخل العراق تحت الرعاية المركزة، وأن نحافظ على نظافتهما فلا نسمح بأن يكونا مجاري لتصريف مياه الصرف الصحي، وأن نضمن لهما حصصا مجزية من المياه من المنابع الأصلية لهما عبر التفاوض المباشر المستند إلى القانون الدولي وإلى حسن علاقات الجوار وعمق المصالح المشتركة مع دول المنبع والمجرى، وأن نحبهما كما نحب أي حبيب، وأن نكتب في حبهما الأشعار ونغني لهما، وأن نحفظهما في صدورنا مثل أناشيد خالدة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غزاي درع الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/17



كتابة تعليق لموضوع : العراق عظيم لأنه شرب من ثغرَي دجلة والفرات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net