صفحة الكاتب : يعقوب يوسف عبد الله

صديقي باك محفظتي .... وقهرني
يعقوب يوسف عبد الله

تتجلى الصور الإبداعية في الذائقة الغنائية مطلع الأربعينيات الخمسينيات والستينيات حتى وصلت قمتها مطلع السبعينيات بجيل من المطربين الذين بقيت صورهم الرائعة وهي تحفز ذاكرتنا الى سماعهم بين الفينة والأخرى لتسمو بنا لحناً وكلماتً وصوتاً ... بالرغم من الصور التي ترسم لنا بساطة الطبيعة ورقّة المشاعر العفوية ليكونوا جيلاً من الصعب تعويضهم .

وهنا لابد لي من استذكار بعض الاصوات والقامات الغنائية العراقية مثل المطرب الكبير محمد القبانجي وصديقة الملاية وناظم الغزالي وزهور حسين وداخل حسن وعفيفة اسكندر  وياس خضر والقائمة تطول  ومن الملحنين طالب القرغولي ومحمد جواد اموري ومن الشعراء الكبار زامل سعيد فتاح ((جذاب ، وحاسبينك ، والمكير)) والشاعر ناظم السماوي (( يا حريمة ، عشك أخضر ، نخل السماوة )) وعريان السيد خلف... الذين لا يعوض تاريخهم الحافل بالصور الشعرية والمفردة الرائعة التي سجلت حضورها المشرف على امتداد العقود التي مضت .
 في ذكرياتنا نستطعم الأغنية العراقية التي لا يزال الكثير من عشاقها يدندنون بها .... ولكن لا بد لي من وقفة تكون معها استنكار وشجب وإدانة الى ما نسمعه من بذاءة حقيقية تخدش مسامع الذائقة الحسية وتمس مشاعر المتلقي من وجع وآلام تصل حد التقيؤ ...
لقد وصلت الأغنية العراقية أسوء مراحلها من الأصوات التي تدخل فيها أحدث التقنيات من فلاتر ومضخمات وتنقية ... أضافة الى كلمات سوقية تفتقر الى ابسط مستلزمات الأخلاق ويدعون بأنهم شعراء الأغنية العراقية وكلماتهم فيها سباب وشتام وكولات وهوسات ، أما الألحان فهي على نمط ايقاع وأحد وهم يأخذون أكثرها من النت بصورة جاهزة !!!
المطرب الشاب يمتلك المال هذا يكفي فالكلمات السوقية جاهزة ومعظم الألحان تركية جاهز من النت والفتيات جاهزات كلاً حسب السعر للأستعراض ليكون بعدها الفيديو كليب... المهم عند الشاب المطرب هو خروجه على شاشات الفضائيات ولو لمرة واحدة ولا يهم بعدها ما يحدث ... ((صديقي باك محفظتي وقهرني ...ولكه ما بيهه فلوس وقهرته ))!!!!!!
 هل هذا هو الغناء العراقي أما الآخر (( انه بيا حال والدفان ... يغمزلي )) !!!!!
 الى أي مستوى وصلنا ، والله يجب ان تكون هناك محاكمات عادلة كي ننقذ الأغنية العراقية من الضياع.... والخوف كل الخوف على أطفالنا ونساءنا ومسامعنا وأذواقنا من هذه التوافه .
يتحدثون شعراء الأغنية الحديثة في لقاءات الفضائيات بأنهم يتعرضون الى ضغوطات من قبل الذين يسمون انفسهم مطربين وهم يريدون منهم كلمات سوقية مطعمة أو ممزوجة بالأمثال العراقية والتراث القديم ويذهبون الى الملحن ليجهز لهم لحن راقص... والمصيبة والبلاء على الذي يسمع ويفوض أمره الى الله...
والسؤال يكمن هنا أين نقابة الفنانين من هذه الترهات ؟ 
وأين اتحادات وروابط وجمعيات الشعراء من هذا الذي يسمى شعرا ؟
من سيوقف هذه الأغاني ومن سينقذ وينتشل الأغنية العراقية من الضياع ..أين الرقابة ؟
اسئلة نطرحها الى المعنين بالشأن الغنائي ارحمونا وانقذونا قبل ان نصل الى يوم يحدث فيه اغماء جماعي نتيجة سماع اغنية طائشة . 
 
يعقوب يوسف عبدالله
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يعقوب يوسف عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/31



كتابة تعليق لموضوع : صديقي باك محفظتي .... وقهرني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net