كلمات مختارة من القرآن الكريم (يكلؤكم)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال الله تعالى عن يكلؤكم "قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ" ﴿الأنبياء 42﴾ يَكْلَؤُكُم: يَكْلَؤُ فعل، كُم ضمير، يكلؤكم: يحرسكم و يحفظكم، من يكلؤكم: يحفظكم، قل أيها الرسول لهؤلاء المستعجلين بالعذاب: لا أحد يحفظكم ويحرسكم في ليلكم أو نهاركم، في نومكم أو يقظتكم، مِن بأس الرحمن إذا نزل بكم، بل هم عن القرآن ومواعظ ربهم لاهون غافلون. جاء في معاني القرآن الكريم: كلأ الكلأءة: حفظ الشيء وتبقيته، يقال: كلأك الله، وبلغ بك أكلأ العمر، واكتلأت بعيني كذا. قال: قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم" ﴿الأنبياء 42﴾. والمكلأ: موضع تحفظ فيه السفن، والكلاء: موضع بالبصرة، سمي بذلك لأنهم يكلأون سفنهم هنا، وعبر عن النسيئة بالكالئ. وروي أنه عليه الصلاة والسلام: (نهى عن الكالئ بالكالئ) وسنده ضعيف، فيه موسى بن عبيدة الربذي ضعيف. جاء في المعاجم: كلأَ: (فعل) كلأَ يَكلأ ، كَلْئًا وكِلاءً وكِلاءَةً ، فهو كالئ ، والمفعول مَكْلوء. كلأَ اللهُ العبادَ حفِظهم ورعاهم وحَرَسهم كلأه بعطفه، كَلأَ فلانٌ القومَ: رعاهم، كَلأَ السفينةَ: أَدناها من الشَّطِّ في مكانٍ آمِن من الريح. كـلأ هو العشب، والجمع أكلاء.
عن التبيان للشيخ الطوسي: أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بأن يقول لهؤلاء الكفار "مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" ﴿الأنبياء 42﴾ أي من يحفظكم من بأس الرحمن وعذابه. وقيل: من عوارض الآفات، يقال: كلاه يكلؤه، فهو كالئ قال ابن هرمة: إن سليمى والله يكلؤها * ضنت بشئ ما كان يرزؤها. ومعنى "مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ" ﴿الأنبياء 42﴾ اي من يحفظكم من أن يحل بكم عذابه. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: "يكلؤكم" ﴿الأنبياء 42﴾ أي يحفظكم،
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ" ﴿الأنبياء 42﴾ الكلاءة الحفظ والمعنى أسألهم من الذي يحفظهم من الرحمن إن أراد أن يعذبهم ثم أضرب عن تأثير الموعظة والإنذار فيهم فقال "بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم" ﴿الأنبياء 42﴾ أي القرآن "مُّعْرِضُونَ" فلا يعتنون به ولا يريدون أن يصغوا إليه إذا تلوته عليهم وقيل المراد بالذكر مطلق المواعظ والحجج. وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: لا حظنا في الآيات السابقة أنّ المشركين و الكفّار كانوا يستهزءون برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، و هذا دأب كلّ الجهّال المغرورين، إنّهم يأخذون الحقائق المهمّة الجديّة مأخذ الهزل و الاستهزاء. تقول الآية التالية: قل لهم إنّ أحدا لا يدافع عنكم أمام عذاب اللّه في القيامة، بل و في هذه الدنيا: "قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ" ﴿الأنبياء 42﴾ أي من عذابه، فلو أنّ اللّه سبحانه لم يجعل السّماء أي الجوّ المحيط بالأرض سقفا محفوظا كما مرّ في الآيات السابقة لكان هذا وحده كافيا أن تتهاوى النيازك و تمطركم الأجرام السماوية بأحجارها ليل نهار. إنّ اللّه الرحمن قد أولاكم من محبّته أن جعل جنودا متعدّدين لحفظكم و حراستكم، بحيث لو غفلوا عنكم لحظة واحدة لصبّ عليكم سيل البلاء. ممّا يستحقّ الانتباه أنّ كلمة "الرَّحْمَـٰنِ" ﴿الأنبياء 42﴾ قد استعملت مكان (اللّه) في هذه الآية، أي انظروا إلى أنفسكم كم اقترفتم من الذنوب حتّى أغضبتم اللّه الذي هو مصدر الرحمة العامّة؟ ثمّ تضيف: بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ فلا هم يصغون إلى مواعظ الأنبياء و نصحهم، و لا تهزّ قلوبهم نعم اللّه و ذكره، و لا يستعملون عقولهم لحظة في هذا السبيل.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ" ﴿الأنبياء 42﴾ يحرسكم و يحفظكم "بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ مِنَ اَلرَّحْمََنِ" ﴿الأنبياء 42﴾ مهما احتاط الإنسان، و بالغ في التحفظ من المخبآت و المفاجئات فلا ينجو منها إلا بعناية من اللّه و توفيقه فكيف يحترس و يسلم من قضائه و قدره.
من الآيات المستحب قراءتها عند النوم قوله تعالى في سورة الأنبياء "قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون" (الانبياء 42). روى زرارة في الصحيح عن أبي جعفر عليه السلام: (قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله: إذا دخل وقت صلاة مكتوبة، فلا صلاة نافلة حتى يبدأ بالمكتوبة). قال: فقدمت الكوفة، فأخبرت الحكم بن عتيبة و أصحابه فقبلوا ذلك مني، فلما كان في القابل لقيت أبا جعفر عليه السلام، فحدثني: انّ رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله عرّس في بعض أسفاره، فقال: (من يكلؤنا؟) فقال بلال: أنا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat