كلمات من مناسك الحج و العمرة (ميقات) (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكملة للحلقة الأولى قال الله تعالى عن كلمة ميقات "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" ﴿الأعراف 143﴾ لِمِيقَاتِنَا: لِ حرف جر، مِيقَاتِ اسم، نَا ضمير، ولما جاء موسى لميقاتنا: أي للوقت الذي وعدناه بالكلام فيه، ولما جاء موسى في الوقت المحدد وهو تمام أربعين ليلة، وكلَّمه ربه بما كلَّمه من وحيه وأمره ونهيه، طمع في رؤية الله فطلب النظر إليه، و "وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا" ﴿الأعراف 155﴾ لميقاتنا: أي للوقت الذي وعدناه بإتيانهم فيه ليعتذروا من عبادة أصحابهم العجل فخرج بهم، واختار موسى من قومه سبعين رجلا مِن خيارهم، وخرج بهم إلى طور سيناء للوقت والأجل الذي واعده الله أن يلقاه فيه بهم للتوبة مما كان من سفهاء بني إسرائيل من عبادة العجل، فلما أتوا ذلك المكان قالوا: لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة فإنك قد كلَّمته فأرِنَاهُ، و "فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ" ﴿الشعراء 38﴾ لِمِيقَاتِ: لِ حرف جر، مِيقَاتِ اسم، فَجُمع السحرة، وحُدِّد لهم وقت معلوم، هو وقت الضحى من يوم الزينة الذي يتفرغون فيه من أشغالهم، ويجتمعون ويتزيَّنون؛ وذلك للاجتماع بموسى، و "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ" ﴿الدخان 40﴾ مِيقَاتُهُمْ: مِيقَاتُ اسم، هُمْ ضمير، إن يوم القضاء بين الخلق بما قدَّموا في دنياهم من خير أو شر هو ميقاتهم أجمعين، و "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا" ﴿النبإ 17﴾ ميقاتا اسم، كَانَ مِيقَاتًا: مؤقت بوقت معين، كان ميقاتا: وقتا للثواب والعقاب، إن يوم الفصل بين الخلق، وهو يوم القيامة، كان وقتًا وميعادًا محددًا للأولين والآخرين، يوم ينفخ المَلَك في القرن إيذانًا بالبعث فتأتون أممًا، كل أمة مع إمامهم.
جاء في معاني القرآن الكريم: الميقات: الوقت المضروب للشيء، والوعد الذي جعل له وقت. قال عز وجل: "إن يوم الفصل ميقاتهم" (الدخان 40)، "إن يوم الفصل كان ميقاتا" (النبأ 17)، "إلى ميقات يوم معلوم" (الواقعة 50)، وقد يقال الميقات للمكان الذي يجعل وقتا للشيء، كميقات الحج. وعن الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: . قوله تعالى: "قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ" (الواقعة 49-50) أمر منه تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله أن يجيب عن استبعادهم البعث بتقريره ثم إخبارهم عما يعيشون به يوم البعث من طعام وشراب وهما الزقوم والحميم. ومحصل القول إن الأولين والآخرين من غير فرق بينهم لا كما فرقوا فجعلوا بعث أنفسهم مستبعدا وبعث آبائهم الأولين أشد استبعادا وآكد لمجموعون محشورين إلى ميقات يوم معلوم.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: هذا و قد وقع بين المفسّرين كلام في أنّه هل كان لموسى عليه السلام ميقات واحد مع ربّه، أو أكثر من ميقات واحد؟ و قد أقام كل واحد منهم شواهد لإثبات مقصوده من القرآن الكريم، و لكنّه كما قلنا سابقا في ذيل الآية (142) "وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" من هذه السورة أنّه يظهر من مجموع القرائن في القرآن الكريم و الرّوايات أن موسى عليه السلام كان له ميقات واحد، و ذلك برفقة جماعة من بني إسرائيل. ميقات واحد أو مواقيت متعددة؟ السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو: هل ذهب موسى إلى ميقات ربّه مرّة واحدة، و هي هذه الأربعون يوما، و تلقى أحكام التوراة و شريعته السماوية عن طريق الوحي في هذه الأربعين يوما، كما اصطحب معه جماعة من شخصيات بني إسرائيل معه كممثلين عن قومه، ليشهدوا نزول أحكام التوراة عليه، و ليفهمهم أن اللّه لا يدرك بالأبصار أبدا، في هذه الأربعين يوما نفسها؟
جاء في التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: قوله تعالى "يسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (البقرة 189) وخص الحج بالذكر مع أن الأهلة مواقيت لعبادات أخرى كالصوم والزكاة للتنبيه على أن الحج مقصور وقت أدائه على الزمن الذي عينه الله- تعالى وأنه لا يجوز نقله إلى وقت آخر كما كانت العرب تفعل، إذ كانوا ينقلون ما شاؤوا من الأشهر الحرم الأربعة التي من جملتها ذو الحجة إلى شهر آخر غير حرام، وهو النسيء المشار إليه بقوله تعالى: "إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ" (التوبة 37). وخص الشارع المواقيت بالأهلة وأشهرها دون الشمس وأشهرها، لأن الأشهر الهلالية تعرف برؤية الهلال ومحاقه، وذلك ما لا يخفى على أحد من الخاصة أو العامة أينما كانوا، بخلاف الأشهر الشمسية. فإن معرفتها تنبنى على النظر في حركات الفلك وهي لا تتيسر إلا للعارفين بدقائق علم الفلك.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: الميقات، هو الموضع الذي يُحرم فيه الحاج والمعتمر، ويجب على من أراد الحج أو العمرة وهو يسكن خارج مكة أن يُحرم من إحدى المواقيت الخمسة، ولا يجوز اجتيازها اختياراً قبل الإحرام، وهي: 1. مسجد الشجرة أو ذو الْحُلَیفَه، 2. الجُحْفَة، 3. وادی العَقیق أو ذاتُ عِرْق، 4. قَرْنُ الْمَنازِل أو اَلسیلُ الکَبیر، 5. یَلَمْلَم. ميقات العمرة المفردة لمن كان بمكة، وأراد الإتيان بها، يكون من أدنى الحل. معنى الميقات: (میقات) على وزن مِفْعال في الأصل مِوْقاتْ بُدلت الواو بالياء، وفيما يتعلق بالميقات هو أسم آلة (بمعنى: شيء ما له أرتباط بالزمان أو المكان) أو هو اسم زمان ومكان (بمعنى: زمان أو مكان العمل) هناك أختلاف في الرأي. قال الشهيد الثاني انه أسم آلة، أما ابن منظور في لسان العرب وصاحب مجمع البحرين قالا میقات أسم زمان ومكان. قال صاحب الجواهر في بحث الميقات (المواقیت جمع میقات والمراد به هنا في الحج حقیقةً أو توسعاً مكان الإحرام. الميقات الزماني: وهو زمان إحرام عمرة التمتع، وحج التمتع، وحج الإفراد وحج القِران، يقع في شهر شوال وشهر ذي القعدة وبعض من شهر ذي الحجة، طالما الحاج يستطيع أن يأتي بجميع أعمال عمرة التمتع وبعد عمرة التمتع يحرم لحج التمتع، وكذلك يصل إلى عرفات في التاسع من ذي الحجة. وقد أشارة الآية الكريمة إلى الميقات الزماني في قوله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" (البقرة 197). الميقات المكاني: الميقات المكاني للحج والعمرة على نوعين: أدنى الحل وهو لمن كان في مكة وأراد أن يؤدي العمرة المفردة يجب عليه أن يخرج من حدود الحرم المكي وأول نقطة ليست من الحرم المكي تسمى (أدنى الحل) فيحرم فيها، والأفضل أن يكون إحرامه من هذه المواقيت الثلاث: التنعيم: وهو الميقات الواقع في الشمال الغربي من المسجد الحرام وهو أقرب ميقات إلى مكة حيث اليوم قد أتصل بها. الحديبية وهي قرية تقع في طريق جدة المسافة بينها وبين المسجد الحرام تقريباً 24كيلو متر. في هذا المكان وبحضور الرسول صلی الله عليه وآله وسلم بايع جمع من المسلمين البالغ عددهم مابين 1300 إلى 1500 فرد تحت شجرة باسم حدباء الرسول صلی الله عليه وآله وسلم وسميت هذه البيعة بيعة الرضوان أو بيعة الشجرة. الجعرانة وهي المكان الواقع في الشمال الشرقي من مكة في طريق الطائف والمسافة بينها وبين المسجد الحرام تقريباً 29 كيلو متراً.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat