صفحة الكاتب : صالح حميد الحسناوي

المنهل (1)
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مواقف كثيرة تبعدني كمتلقي  عن  كتابات الدكتور على الوردي ،  ولذلك صرت اتحاشاه  ،  وقفت  امام  فطنة  الازدواجية  وتفسيرها الخاطئ عند الناس ، فهو يرى ان الموعظة لا تؤثر فيه لكونه حفظها  وبلغها  على غيره  لكنه  لا يتأثر  بها  ما دامت  معاكسة  لقيم  الترف الاجتماعي  ، الموضوع ليس فيه شيئا جديدا اذا اكتفينا  بهذا المفهوم  ونسينا او تناسينا العمق الذي ذهب اليه الرجل ،  فهو يعد مزودج الشخصية ، يختلف عن المنافق لأن المنافق  مزدوج  في قوله  أو فعله ولكنه يعرف  أنه مزدوج  أذ هو  يتقصد هذا الازدواج  لكي  يتزلف الى  شخص أو يطلب منه  شيئا  ، اما  مزدوج الشخطية سطحي  فهو لا يدري  بازدواجيته  ، وهو لا يريد  أن يدري أن له بالواقع وجهين  يداري الواعظين  بوجه ويداري  بقية الناس  بالآخر  ، لأنه  لا يريد  ان  يعيش  الصراع   النفسي  ، لا يريد  ان  يعترف  بازدواجية  شخصية ،  لكنه يشعر  بوجود  عاملين  متعاكسين  في نفسه لذلك  كان  العربي بدوي  في  عقله  الباطني  مسلم  في عقله  الظاهر  يمجد  القوة  والفخار  والتعالي  في افعاله  بينما  هو في اقواله  يعظ  الناس  بتقوى الله ، عندما  وقعت  احداث  الثورة  على عثمان  بن عفان  قال  عنها  الامام عليه  السلام ( استأثر هؤلاء  فاساؤا الآثرة وجزع  اولئك فاسآؤا الجزع ) بمعنى ان الثورة  كان لها  دافعان  الاستئثار والجزع الخليفة الثالث مشكلته  التحيز لأقربائه وسرقة اموال المسلمين  ،  تحيز ظاهرا  فلم يكن صاحب نظر والا كان عليه ان  يبعد عن نفسه الشبهة  شبهة التحيز ، أتبع عثمان  سياسة  المحسوبية  ، التي شكلت  فجوة  بينه وبين  الشعب فصار مقتل  عثمان  حجة قوية   لتعويض  الثورة ، كان  الناس   قلوبهم  بدوية والسنتهم  اسلامية ، 
وصف الامام علي عليه السلام   الناس في عهده  ( انكم صرتم  بعد الهجرة اعرابا  ، وبعد المولاة احزابا ، ما تتعلقون  من الاسلام  الا بإسمه  ولا تعرفون  من الايمان  الا رسمه ) 
 علي بن أبي طالب  لم يكن  حاكما  بالمعنى  المألوف  بين الناس  انه كان تأثرا  وظل ثار حتى  مات ، لهذا هو يتألم مما رأى  في جماعته  من ازدواج  ، يؤيدونه بأقوالهم  ويثبطونه  بأعمالهم ، قلوب الناس  مع الثائر  وسيوفهم  عليه ،،
 صعد عبد الملك  بن مروان منبر المدينة  ، فقال  مخاطبا  أهل  المدينة  ومهددا لهم  ، تحفظون  اعمال المهاجرين  الأوليين  ولا تعملون  مثل اعمالهم  ، وانكم  تأمروننا  بتقوى الله  وتنسون  ذلك  من انفسكم  ، والله  لا يأمرني أحد بتقوى  الله الا ضربت عنقه ، 
 يقول الجاحظ  .. ان العراق  أهل  نظر وفطنة  وأهل  الشام أهل بلادة  وتقليد  ، ويقول الحجاج  ( اهل العراق أهل الشقاق والنفاق  ومساوئ الاخلاق )  المجتمع  الاسلامي  في العراق  غير المجتمع  الاسلامي  في الشام  ، السبب ان هجرة  اسياد قريش  الى الشام  واشراف المهاجرين  والانصار الى العراق   ، الناس  الذين تسيدوا السلم الاجتماعي  عن طريق الاسلام  والجهاد ،  الوعظ الديني  قويا في العراق  أما أهل  الشام  كانت القيم  البدوية  مسيطرة  عليهم ، جماعة  العراق  يختلفون  عن صحابة  الشام ، يقول  الدكتور ( احمد أمين )  تأثر بالإسلام  السابقون من المهاجرين  والانصار  وصل الدين الى أعماق  نفوسهم ، أما من أسلموا  بعد الفتح  ، أسلموا  لينجو بحياتهم  ،  المشقة  كانت هي  الغربلة الاجتماعية  ، وبعد الفتح  الكثير ممن  دخلوا الاسلام  دخلوه احترازا وانتهازا للفرصة وطلب الغنيمة  ،  وحصة اهل العراق  كان من مسلمي  قبل الفتح ،  في واقعة صفين  تبين ان جماعة  الامام علي عليه السلام يسألونه عن كل شيء  ويجادلونه  ، لهذا احيانا  يختلفون  معه أما جماعة  معاوية  كانوا  يسيرون  مع مشايخهم  في الغزوات  أيام الجاهلية ،
الامام علي عليه السلام  يساوي في العطاء  بين الناس ، كما  كان يفعل النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعاوية يعطي حسب المنزلة الاجتماعية  ، والخليفة العباسي  أخذ يتبع  طريق الازدواجية ، اذا جاء وقت  الموعظة   بكى  واذا جاء وقت السياسة  قتل  وطعن ـ واذا كان هارون  العباسي يبكي  للموعظة  وتبتل لحيته وهو  يمتلك الفين من الجوار  وثلاثمائة  منهن للغناء والعزف  ، طرب ذات يوم  نثر  على  الحضور  ستة ملايين  درهم   ، وطرب في يوم آخر فعين المغني  واليا على مصر ، وعلي بن أبي طالب  يأكل الخبز اليابس واللبن  ويلبس ما خشن  من الملابس وهو رئيس دولة  ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم  يقول اذا ذهب كسرى  لن تقوم للكسروية  بعد ذلك قائمة ،  وباحث  عربي   يقول أنكم اقمتم  امبراطورية مكان أخرى ، قضيتم على كسرى  لتصنعوا كسرى آخر ،  الخليفة كان يعبد  الله  وينهب عباد  الله ،  والناس  لا يبالون  أن  سرق اموالهم  الخليفة  ما دام هو يبكي  خشية الله سبحانه  ،  وبرع الفقهاء  بالحيل الشرعية  ،  يقول الامام  علي  عليه السلام ( من ملك استأثر )   قضى النبي صلى الله عليه وآله على الاغنياء  في عهده  فنشأ بعده اغنياء الغنائم  ، وابتكروا  مشاريع استثمار   والنبي صلى الله عليه واله كان يريد  القضاء  على الاستغلال  والتكديس   الثروات  في ابد قليلة  ،  المؤرخون  يذكرون محاسن  خليفة بانه  مر على عائلة  فقيرة تطبخ  الماء  فاحضر لهم الدقيق   وهذه دلالة  على الفقر الذي يعيشه الناس  فكانت اقوام تعذب في زمنه  لعدم دفع  الضرائب ،  ، هناك من الوعاظ  ( موسى جار الله ) يرى ان ابا ذر  مغفل  يذكي نيران الفتنة  بنظره القاصر  ، والاستاذ  محب الدين الخطيب   رئيس تحرير مجلة الازهر   يفند رأي ابي ذر  ويعتبر طريقته مهانة ولا تنفع مصلحة  المسلمين  ويدافع عن الولاة  الذين اضطهدوا  ابا  ذر   ، كان يريد  أن يأخذ  فضول  أموال الاغنياء  ويقسمها  على الفقراء  ،  ان التأريخ   ندرسه كي ننتفع  بما فيه ، لا  ان نمنح القداسة  ونجعل عليهم  هالة من النور  ، يرى البخاري  ان الصحابة  تشاتموا  أمام النبي صلى الله عليه وأله وتضاربوا  ، وعند وفاته  اتهموه بالهجر ، بعض اساتذة الازهر  لا يصلح الا لعصر هارون الرشيد


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/13



كتابة تعليق لموضوع : المنهل (1)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net