صفحة الكاتب : صالح حميد الحسناوي

وقيدت ضد مجهول
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يحاول البعض أن يبعد نفسه عن دراسة التأريخ ، لأن الدراسة الموضوعية ستكشف مناطق الخلل ،  وكشف مناطق الخلل بالتأريخ يعني مخالفة المدون الرسمي ، الدكتورعلي الوردي  يقول :ـ أنا اتهم مروان بانه كان السبب الأكبر في مقتل عثمان ، وأتهم معاوية  بانه هو الذي أوعز  الى مروان  بذلك ،  واقرب الناس الى ارتكاب الجريمة هو صاحب المصلحة ، بعض كتبة السلاطين  يعتبرون مروان رجلا صالحا لا يقدم على مثل هذا العمل ، ونسوا ان مروان أقدم في حياة النبي على ما هو  أفضع هذا  حيث نفاه  النبي الى الطائف وظل منفيا طيلة حياة أبي بكر وعمر ، أصبح  مروان  في نظر الوعاظ  صالحا  لأنه  صار في ما بعد خليفة  ودخل  سجل امراء المؤمنين ، حاولت ان استقصي ما كتبه أهل الخبرة والانصاف عن الحادث ، الخبر يقول ان الثوار جاءوا  المدينة يطالبون  عثمان باقامة العدل  والخليفة ارضاهم وواعدهم خيرا ، خرج الثوار من المدينة  راجعين الى امصارهم بعد ان اجاب عثمان طلبهم  في اقامة العدل ، وأتباع السنة ، ، القضية في محورها الاول  ليس  فيها أي مشكلة ، وأما تعمية الحقيقة  من القضايا التأريخية وحقيقة رمي عاتقها على مجهول لاوجود له  ، مثل أبن سبأ وجماعة ابن سبأ ، وعلى رأسهم مالك الاشتر ، ويرى ان السبأيين  لهم مصلحة في قتل عثمان أما مروان  يقولون لامصلحة له في ذلك ، وهذا  رأي غريب ، 
 المحور الثاني  من الحكاية ،  والثوار اثناء رجعتهم اكتشفوا كتابا مختوما  بخاتم عثمان  يؤمر  والي مصر بقتلهم 
المحور  الثالث من الحكاية حصار دار عثمان  ، كانت خطبة عثمان باستقبال  الثوار رائعة وكان الرجل  لينا  ، واعتذر  منهم  ، جاء مروان  ليلومه ويتهمه بالجبن والخور وخرج الى الثوار  يستفزهم ،  ( فانا والله ما نحن مغلوبون على ما في ايدينا )  كتاب  عباس محمود العقاد  عبقرية الامام علي  عليه السلام ص 76   لنستمع  لقول مروان  ( وإن  شئتم والله حكمنا  بيننا  وبينكم  السيف ) وبخه عثمان أمام الناس  ، وكتب لهم  ميثاق للثوار  ووعدهم فيه  ( ان المنفي يعاد والمحروم  يعطى  ويؤثر الفيء ـــ ويعدل  في القسم  ويستعمل  ذو الامانة )   كتاب  ابو بكر ابن  العربي ،
 السيناريو الرديء الذي لعبه  مروان واضح  جدا لمن يتأمل  فيه ، ، في طريق العودة اكتشفوا غلاما من غلمان الدولة يحمل كتابا   الى والي مصر يأمره بقتلهم  والكتاب مختوم بخاتم عثمان ،  ، عثمان لم ينكر التوقيع  كان توقيعه  ، ولكنه قال  أنه مزور  ، المؤرخون  مجمعون على ان عثمان لم يكتب الكتاب  ، وليس من المعقول  ان يكتب عثمان  بقتل من عاهدهم بلطف  ، الوعاظ  غرقوا في تحليلاتهم  ، وعباس محمود العقاد يرجح ان يكون المزور مروان بن الحكم ، ويعتبره  عنصر السوء ، ( يقول العقاد )  كان ايسر شيء على  مروان  لو كان يريد ان يكتشف  حقيقة الكتاب   ، بسؤال الغلام  حامل الخطاب  ،وكشف الحقيقة سيعزز موقف الخليفة  وموقفه هو ايضا ، الثوار اتهموا مروان بالتزوير   وهو اتهمهم بالتزوير ،  بعض الباحثين والكلام ما زال  للدكتور علي الوردي  ، ان الكتاب  كتبه مروان نفسه فليس هناك  من يجرأ  على ختم  الكتاب  بخاتم عثمان  سوى مروان ،، كان وزيره المؤتمن  وحامل اختامه  ، حامل الكتاب لايتخفى  اثناء سفره  ، فكان يماشي الثوار  في الطريق  ويعرض نفسه لأعينهم، كانه كان يتعمد  ان يكشفوا أمره ، سألوه مالك ؟ ، فقال انا رسول  أمير المؤمنين  الى عامله  بمصر ، ، فتشوه فوجدوا  عنده الكتاب  الخطير ،  المؤآمرة واضحة  ، والملك عقيم ،  ، الثوار حتى بعد  الحصار طلبوا منه ان  يخلع نفسه ، رجل عمره بالتسعين  لماذا لم يخلع نفسه  ويتركها شورى ، قال ابن عمر ( لاتخلع  قميص الله  عنك فتكون سنة ، كلما  كره قوم خليفتهم  خلعوه أو قتلوه )  واهل الفكر يعتقدون انه كلام مروان ، ، الخلافة ليست قميص الله ، انما وديعة الامة ، ان شاءت  أعطت  وأن شاءت  أخذت  ،  رموا شيخا من دار عثمان والقوا عليه حجرا فمات  لساعته  وتأزم الموقف ،  من الذي رمى السهم والحجر لتشتعل الحرب ؟، الثوار يريدون  خلع عثمان وتولية  أمير  المؤمنين  عليه السلام ،  وقريش تريد ان يقتل  عثمان  قبل ان  ان يخلع  نفسه  لكي  يستعينوا  بمقتله  في القضاء  على الثورة  ، ولو خلع  الشيخ  نفسه  في اللحظة  الاخيرة  لكان  من  المتوقع  ان يتولى  الخلافة  على علي بن أبي طالب عليهم السلام ، يقول ابن عربي  ان عثمان  هو الذي فتح  الباب للثوار  فقتلوه ،  وهذا يدل على ان أحد  اقرباء عثمان فتح الباب   ، ليس من المحتمل  ان ينزل عثمان  الى ان يفتح  الباب بنفسه ويفتحها  أمام الثوار  ويلقي بنفسه  الى التهلكة ، ، هناك مسألة أخرى  مهمة ان عثمان اراد  ان يخلع  نفسه  حقنا للدماء  ، هذا الرأي  لطه حسين  ، مروان  أحس  بهذه  النية فحاول ان يقوم  بحركة ، كان عثمان  يأمرهم  بالكف  عن تأجيج  الموقف ، لكنهم  لايسمعون  ولا يستجيبون ،   سعد بن أبي وقاص  انهى
المشكلة كلها  حيث وافق عثمان على التنحي  وذهب الى الامام علي  ليقول له ان الخليفة اعطى الرضا  وانتهت المشكلة  واذا برجل يخرج من بيت عثمان يصيح  لقد قتلنا ابن عفان ،  وسمعوا الناعي  وسعد مستغرب الحدث الجديد  ، السؤال الذي يطرحه  طه حسين  هو لماذا  ابطأ عمال عثمان  عن نصره ، حتى أتاح  للثائرين أن يحاصروه ، فيطيلوا حصاره  ، وبعدها قتلوه ، يقول طه حسين في تحليله ان الناس ملوا عثمان  وملوا  سياسته ـ  يقول  الشهرستاني   في الملل  والنحل  ج1 
 ان ولاة  عثمان رفضوا  مساعدة  عثمان في محنته  وخذلوه  حتى اتى قدره


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/16



كتابة تعليق لموضوع : وقيدت ضد مجهول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net