تأملات في سورة الناس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يرى عبد الله بن عباس أن سورة الناس، هي من السور المدنية بينما فريق آخر من المفسرين يجدها مكية،
عدد آياتها ست آيات وفي آخر سورة من القرآن الكريم من حيث الترتيب القرآني، تكرار مفردة الناس لخمس مرات هو لمزيد من البيان والإظهار والتنويه بشرف الناس، وتروي مصادر أبناء العامة أن سبب النزول هو أن اليهود سحروا النبي صلى الله عليه وآله ـ واليهودي الذي سحره يدعى لبيد بن الأعصم، قام بوضع السحر في أسنان المشط الذي حصل عليه أثر خيانة خادم، ودسه في بئر ماء لبني زريق، يقال لها (ذوران) تأثر النبي صلى الله عليه وآله حسب هذه الرواية كثيرا وذكر البخاري، حضر ملكان في الرؤيا وكشفا موقع السحر، وهذا الحدث ورد في صحيح مسلم وصحيح البخاري، بيد أن الروايات الشيعية تدل اسانيدها على محاولة بعض اليهود لسحر النبي، وليس فيها تأثير ذلك السحر في نفسه الكريمة، وقد اطلع على هذا الفعل بأخبار من الله عز وجل فامر باستخراج السحر من مكانه، و(أعوذ) تعني أتحصن وألوذ وأستعين وأعتصم برب الناس، رتبت الأوصاف الإلهية ترتيبا بديعا في غاية الروعة حسب تعبير أساتذة النقد، جمعت السورة ثلاث صفات عظيمة (الربوبية / الملك / الالهية)
والوسوسة هي أبرز صفة من صفات الشيطان، في قلب العبد، أفكار وأوهام وتخيلات، والخنوس إخفاء بعد ظهور، الخناس مأخوذ من الإخفاء والرجوع والتأخر، الانتباهة التي لفتت أذهان العلماء هو أن الله سبحانه وتعالى لم يقل في قلوب الناس, بل قال في صدور الناس، والصدر هو ساحة القلب وبيته، تدخل الواردات مجتمعة في الصدر ثم تلج القلب، ولا تمحى وسوسة الشيطان من القلب إلا بذكر الله سبحانه، وبيان من يقوم بالوسوسة في صدور الناس، وهم شياطين الجن والإنس، ويرى العلماء أن حكمة كسير الجنة للإحاطة والشمول بعموم الجن الجنة جمع الجان، والناس جمع الإنسان، وكلمة الجنة تشمل الجن جميعا, ويمكن أن تكون فئة قليلة وكذلك الناس قد يشمل جميع الناس أو فئة من الناس، وقد نزلت سورة الناس لتكون رقية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والسورة الكريمة بمجملها استجارة ولجوء إلى رب الناس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat