كلمات مختارة من القرآن الكريم (نصروا، نصركم، نصرهم)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال الله تعالى عن كلمة نصر ومشتقاتها "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" ﴿الأنفال 74﴾ والذين آمنوا بالله ورسوله، وتركوا ديارهم قاصدين دار الإسلام أو بلدًا يتمكنون فيه من عبادة ربهم، وجاهدوا لإعلاء كلمة الله، والذين نصروا إخوانهم المهاجرين وآووهم وواسوهم بالمال والتأييد، أولئك هم المؤمنون الصادقون حقًا، لهم مغفرة لذنوبهم، ورزق كريم واسع في جنات النعي، و "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ" ﴿التوبة 25﴾ لقد أنزل الله نَصْرَه عليكم في مواقع كثيرة عندما أخذتم بالأسباب وتوكلتم على الله. ويوم غزوة ﴿حنين﴾ قلتم: لن نُغْلَبَ اليوم0 من قلة، فغرَّتكم الكثرة فلم تنفعكم، وظهر عليكم العدو فلم تجدوا ملجأً في الأرض الواسعة ففررتم منهزمين، و "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" ﴿الحج 39﴾ ﴿كان المسلمون في أول أمرهم ممنوعين من قتال الكفار، مأمورين بالصبر على أذاهم، فلما بلغ أذى المشركين مداه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرًا إلى المدينة، وأصبح للإسلام قوة أَذِنَ الله للمسلمين في القتال، بسبب ما وقع عليهم من الظلم والعدوان، وإن الله تعالى قادر على نصرهم وإذلال عدوِّهم.
وردت كلمة نصر ومشتقاتها في القرآن الكريم: يُنصَرُونَ، وَالنَّصَارَى، نَصِيرٍ، نَصَارَى، النَّصَارَى، نَصْرُ، وَانصُرْنَا، أَنصَارٍ، فَانصُرْنَا، بِنَصْرِهِ، نَاصِرِينَ، أَنصَارِي، نَصْرَانِيًّا، وَلَتَنصُرُنَّهُ، نَصَرَكُمُ، النَّصْرُ، النَّاصِرِينَ، يَنصُرْكُمُ، نَصِيرًا، نَصْرُنَا، وَنَصَرُوهُ، نَصْرًا، النَّصِيرُ، وَنَصَرُوا، اسْتَنصَرُوكُمْ، وَيَنصُرْكُمْ، تَنصُرُوهُ، نَصَرَهُ، وَالْأَنصَارِ، يَنصُرُنِي، تُنصَرُونَ، مَنصُورًا، يَنصُرُونَهُ، مُنتَصِرًا، وَانصُرُوا، وَنَصَرْنَاهُ، يَنصُرَهُ، نَصْرِهِمْ، وَلَيَنصُرَنَّ، لَيَنصُرَنَّه،ُ انصُرْنِي، وَنَصِيرًا، يَنصُرُونَكُم،ْ يَنتَصِرُونَ، وَانتَصَرُوا، اسْتَنصَرَهُ، الْمُنتَصِرِينَ، بِنَصْرِ، يَنصُرُ، تَنَاصَرُونَ.
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: فعند ما يساق المجرمون إلى صراط الجحيم، تكون أيديهم مقطوعة عن كلّ شيء و قاصرة عن تحصيل العون، و يقال لهم: أنتم الذين كان أحدكم يلجأ إلى الآخر في المشكلات و يطلب العون منه، لم لا ينصر بعضكم بعضا الآن "مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ" ﴿الصافات 25﴾. نعم، فكلّ الدعائم التي تصوّرتم انّها دعامات مطمئنة في الدنيا أزيلت عنكم، و لا يمكن أن يساعد بعضكم البعض، كما أنّ آلهتكم ليسوا بقادرين على تقديم العون لكم، لأنّهم عاجزون و منشغلون بأنفسهم. يقال أنّ أبا جهل نادى يوم معركة بدر "نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ" (القمر 44)، و القرآن المجيد أعاد تكرار قوله في الآية (44) من سورة القمر "أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ" فيوم القيامة يسأل أبو جهل و أمثاله: لماذا لا يسعى بعضكم لمساعدة البعض الآخر؟ و لكن لا يمتلكون أي جواب لهذا السؤال، سوى سكوتهم الدالّ على ذلّتهم. قوله تعالى "إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ" (محمد 7): تستمر هذه الآيات في ترغيب المؤمنين في جهاد أعداء الحق، و هي ترغّبهم في الجهاد بتعبير رائع بليغ، فتقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا "إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ" (محمد 7).
قول الإمام الصادق عليه السلام: (ما من مؤمن يعين مؤمناً مظلوماً إلّا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر علىٰ نصرته إلّا ونصره الله في الدّنيا والآخرة، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر علىٰ نصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة). بين الخطيب الشيخ جعفر الابراهيمي ان الايات التي تبدأ بيا ايها الذين امنوا كما في "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ" (محمد 7) يقصد بها امير المؤمنين عليه السلام. كما قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم لاحد الاشخاص: بلغ علي بأمرة المؤمنين. وردت في فضيلة سورة اذا جاء نصر الله عن رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من قرأها فكأنما شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة). أخرج البخاري في الأدب والحاكم والبيهقي عن أُم هاني: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: فضّل الله قريشاً بسبع خصال، لم يعطها أحداً قبلهم ولا يعطاها أحد بعدهم، فضّل الله قريشاً أني منهم، وأن النبوّة فيهم، وأن الحجابة فيهم، وأن السقاية فيهم، ونصرهم على الفيل، وعبدوا الله عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأنزل الله فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم: لإيلاف قريش.
جاء في موقع مع الله صفحة مقالات عن مفهوم النصر في القرآن الكريم: الظفر: الغلبة وقهر الآخرين بالقوة والسيطرة عليهم. قال الله تعالى: "وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا" (الفتح 24)، الفوز: الفوز هو الظفر بالخير مع حصول السلامة. قال الله تعالى: "وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ" (التوبة 111)، الظهور: بُروز القوة جَلية للعِيان قال الله تعالى: "وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ" (غافر: 26). الله سبحانه وتعالى خير الناصرين ذكر سبحانه وتعالى أنه خير الناصرين لأوليائه، وأن الكافرين ليس لهم نصير يمنعهم من عذابه. أولًا: اللذين ينصرهم الله تعالى أ- المؤمنين أخبر سبحانه وتعالى أنه المتولي للمؤمنين تولي عناية، والناصر لهم من أعدائهم. قال الله تعالى: "وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَىٰكُمۡۚ نِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ" (الأنفال 40) "وَٱعۡتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ" (الحج 78) "وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ" (الروم 47) ثانيًا: اللذين لا ينصرهم الله تعالى أ- الكافرون: أخبر سبحانه وتعالى أن الكافرين يحرمون النصير، بسبب كفرهم. قال الله تعالى: "وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا" (الفتح 22) "فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ" (آل عمران 56). ب – المنافقين: وأخبر عز وجل أن المنافقين لا يجدون من يدفع عنهم عذاب الله. قال الله تعالى: "إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا" (النساء 145) ج – المستكبرين: وأخبر سبحانه وتعالى أن المستنكفين عن عبادته والمستكبرين عنها لا يجدون من دون الله من ينجيهم من عذابه إذا حل بهم. قال الله تعالى: "وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا" (النساء 173) د – الظالمين: أخبر سبحانه وتعالى أن الظالمين يحرمون النصير، بسبب ظلمهم. قال الله تعالى: "وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَمَا لَيۡسَ لَهُم بِهِۦ عِلۡمٞۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٖ" (الحج 71) "وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ" (فاطر 37) "وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ" (الشورى 8).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat