نهج الاجرام في السلوكيات الإسرائيلية قتل الأطفال نموذجاً
د . اسعد كاظم شبيب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد لا تبدو الجرائم، والاعتداءات، ونهج القتل والتدمير، والقضاء على الاخر المختلف، والاعمال الارهابية سلوكاً جديداً صحيح ان الكثير من المصطلحات المذكورة يتباين تاريخ ظهورها الا انها كانت جزءاً من واقع الحياة وصراعاتها وتقاطعاتها، ومثل هذا التباين تتنوع أيضاً الأصناف، والمرجعيات الدينية والثقافية والاجتماعية، وشدة الاعمال الاجرامية.
مؤخراً أي بعد الجرائم التي عرفها العالم في الحرب العالمية الأولى والثانية برزت ظاهرة الجرائم الإرهابية التي تطال المدنيين والعزل في اغلب دول العالم عبر الاعتداءات التي لا تمييز بين الناس وراح ضحيتها عشرات الالاف من المدنيين، وعند تحديد هوية هذا الصنف من الجرائم ستذهب اغلب المؤشرات باتجاه الاصوليات الدينية الإسلامية خاصة التنظيمات والحركات الجهادية السلفية المتطرفة مثل تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش وغيرهما العشرات من التنظيمات الإرهابية، حيث سلكت هذه التنظيمات شتى الطرق والاساليب في قتل المدنيين من تفجير السيارات، والاجساد المفخخة الى زرع العبوات الناسفة الى استخدام الرصاص المباشر، وعمليات الدهس بالسيارات وعمليات الإعدام الفردي والجماعي، والذبح، والحرق وما الى ذلك من جرائم وافعال ارهابية.
تأتي تلك الأفعال الإرهابية في منافية للتشريعيات الدولية والإنسانية فضلا عن السماوية كونها ممارسات خارج سياق العقل والمعقول ولم تجد المنظومات الحقوقية والبحثية والاممية تفسيراً واضحاً للحالة العدوانية الإرهابية تلك الا انها أسلوب او سلوك من سلوكيات الصراع الذي يقع فيه الضحايا جزافا كهدف عنف فعال، وتشترك هذه الضحايا الفعالة في خصائصها مع جماعة أو طبقة في خصائصها مما يشكل أساساً لانتقائها من أجل التضحية بها. ومن خلال الاستخدام السابق للعنف والتهديد الجدي بالعنف، فإن أعضاء تلك الجماعة أو الطبقة الآخرين يوضعون في حالة من الخوف المزمن، هذه الجماعة أو الطبقة التي تم تقويض احساس أعضائها بالأمن عن قصد.
هذا الماهية التي تلبست بتنظيمات أصولية صنفت على المنظومة الأصولية الإسلامية الراديكالية كما هو سلوك وأساليب ارتبط بدول وتنظيمات أخرى عرفها العالم خاصة في الحروب الدينية التي عرفها العالم الغربي، وكذلك من خلال الحروب العالمية حيث يكون الابرياء من النساء والشيوخ والاطفال هدفاً مقصوداً للدول والجماعات، وهذا ما ينطبق على المجال الأمني الإسرائيلي في تعامله مع المدنيين في فلسطين حيث برهنت الأساليب والسلوكيات الإسرائيلية باتجاه أبناء قطاع غزة بعد الاحداث التي شهدها القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ويشاهد العالم يومياً قصف واستهداف إسرائيلي مباشر للمدنيين العزل في قطاع غزة المحاصر، وعموم الأراضي الفلسطينية، ومن ذلك استهداف الأطفال في أفعال غير مبررة ومستهجنة، وتضع هذه الأفعال العدوانية الإرهابية الكيان الإسرائيلي ومسؤولية من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكل طاقم الكابينة الوزارية من وزير الدفاع الى والداخلية، وجهاز الامن والموساد وصولاً الى وزير التراث الذي طالب بظرب قطاع غزة بقنابل نووية للتخلص من سكانه مرة واحدة.
من علامات التعجب والاستهجان التي تثار ضد الكيان الإسرائيلي هل هناك مبرر ديني ترجع به إسرائيل في قتلها للأطفال فهناك من يشير الى ان الكيان الإسرائيلي في استهدافه الدموي للمدنيين ومنهم الأطفال هو يتعكز على مقولات توراتية وهو بذلك لا يختلف عن سلوك التنظيمات الأصولية الراديكالية الإرهابية التي توظف الدينية في استهدافها للمدنيين ومن يخالفها الراي والتفكير والسلوك والمواقف، وفي ذلك يشير احد رجال الدينين في إسرائيل او ما يعرف بالحاخامات: لابد من عدم الرحمة اتجاه الأطفال لان هؤلاء سوف يكبرون ويكونوا في خانة الأعداء اذ العقيدة التي سيكبر معها هؤلاء الأطفال ستكون اسوا من عقيدة والده، وينطلق هذا الراي من التوراة/سفر التثنية الاصحاح في الفصل السادس عشر، الصفحة العشرون: "قواعد الحرب لا تسمح لاي شخص بالبقاء على قيد الحياة لاشي لا رحمة.. ليس لهم الحق في الوجود".
اما التفسير السياسي لأفعال والسلوك الكيان الإسرائيلي قد يكون قريب على التفسير الديني المشار له، وهو الخشية من تحول هؤلاء الأطفال الى مشروع ثورة وتمرد على مشاريع الكيان الإسرائيلي مستقبلاً خاصة أولئك الذين اعتصب المستوطنين القادمين من دول أخرى أراضيهم تحت تهديد السلاح.
عموماً ما تقدمه إسرائيل من تبريرات لا تدلل الا على حقيقة واحدة تتمثل بعدوانية هذا الكيان وارهابه وتوظيفه للدين اليهودي مثلما يفعل أي تنظيم او جماعة إرهابية من الأديان والملل الأخرى، وامام الجرائم الدموية الاسرائيلية التي تطال المدنيين من النساء والشيوخ والأطفال يومياً في الأراضي الفلسطينية حيث تقدر نسبة الضحايا من الأطفال بما نسبته 65% من مجموع عدد الضحايا الكلي هذا يدلل على قصدية الكيان الإسرائيلي وسلوكه اتجاه الطفولة، وهو الصنف من الاعتداءات يعاقب عليه القانون باشد العقوبات لما جاء في التشريعات السماوية والارضية من تحريم اغتيال الطفولة او أي محاولة انتهاك مادياً وجسدياً وروحياً. وإذا ما كانت هناك من ادانة لإسرائيل من قبل المنظمات الدولية او الدولة الممثلة فيها فيكون عبر جرائمها بحق الأطفال، هذا اذا ما تركنا الجرائم الأخرى كالاستيطان، واغتصاب المال والعرض والأرض، ومصادر حق الشعب هناك في تقرير مصيرة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . اسعد كاظم شبيب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد لا تبدو الجرائم، والاعتداءات، ونهج القتل والتدمير، والقضاء على الاخر المختلف، والاعمال الارهابية سلوكاً جديداً صحيح ان الكثير من المصطلحات المذكورة يتباين تاريخ ظهورها الا انها كانت جزءاً من واقع الحياة وصراعاتها وتقاطعاتها، ومثل هذا التباين تتنوع أيضاً الأصناف، والمرجعيات الدينية والثقافية والاجتماعية، وشدة الاعمال الاجرامية.
مؤخراً أي بعد الجرائم التي عرفها العالم في الحرب العالمية الأولى والثانية برزت ظاهرة الجرائم الإرهابية التي تطال المدنيين والعزل في اغلب دول العالم عبر الاعتداءات التي لا تمييز بين الناس وراح ضحيتها عشرات الالاف من المدنيين، وعند تحديد هوية هذا الصنف من الجرائم ستذهب اغلب المؤشرات باتجاه الاصوليات الدينية الإسلامية خاصة التنظيمات والحركات الجهادية السلفية المتطرفة مثل تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش وغيرهما العشرات من التنظيمات الإرهابية، حيث سلكت هذه التنظيمات شتى الطرق والاساليب في قتل المدنيين من تفجير السيارات، والاجساد المفخخة الى زرع العبوات الناسفة الى استخدام الرصاص المباشر، وعمليات الدهس بالسيارات وعمليات الإعدام الفردي والجماعي، والذبح، والحرق وما الى ذلك من جرائم وافعال ارهابية.
تأتي تلك الأفعال الإرهابية في منافية للتشريعيات الدولية والإنسانية فضلا عن السماوية كونها ممارسات خارج سياق العقل والمعقول ولم تجد المنظومات الحقوقية والبحثية والاممية تفسيراً واضحاً للحالة العدوانية الإرهابية تلك الا انها أسلوب او سلوك من سلوكيات الصراع الذي يقع فيه الضحايا جزافا كهدف عنف فعال، وتشترك هذه الضحايا الفعالة في خصائصها مع جماعة أو طبقة في خصائصها مما يشكل أساساً لانتقائها من أجل التضحية بها. ومن خلال الاستخدام السابق للعنف والتهديد الجدي بالعنف، فإن أعضاء تلك الجماعة أو الطبقة الآخرين يوضعون في حالة من الخوف المزمن، هذه الجماعة أو الطبقة التي تم تقويض احساس أعضائها بالأمن عن قصد.
هذا الماهية التي تلبست بتنظيمات أصولية صنفت على المنظومة الأصولية الإسلامية الراديكالية كما هو سلوك وأساليب ارتبط بدول وتنظيمات أخرى عرفها العالم خاصة في الحروب الدينية التي عرفها العالم الغربي، وكذلك من خلال الحروب العالمية حيث يكون الابرياء من النساء والشيوخ والاطفال هدفاً مقصوداً للدول والجماعات، وهذا ما ينطبق على المجال الأمني الإسرائيلي في تعامله مع المدنيين في فلسطين حيث برهنت الأساليب والسلوكيات الإسرائيلية باتجاه أبناء قطاع غزة بعد الاحداث التي شهدها القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ويشاهد العالم يومياً قصف واستهداف إسرائيلي مباشر للمدنيين العزل في قطاع غزة المحاصر، وعموم الأراضي الفلسطينية، ومن ذلك استهداف الأطفال في أفعال غير مبررة ومستهجنة، وتضع هذه الأفعال العدوانية الإرهابية الكيان الإسرائيلي ومسؤولية من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكل طاقم الكابينة الوزارية من وزير الدفاع الى والداخلية، وجهاز الامن والموساد وصولاً الى وزير التراث الذي طالب بظرب قطاع غزة بقنابل نووية للتخلص من سكانه مرة واحدة.
من علامات التعجب والاستهجان التي تثار ضد الكيان الإسرائيلي هل هناك مبرر ديني ترجع به إسرائيل في قتلها للأطفال فهناك من يشير الى ان الكيان الإسرائيلي في استهدافه الدموي للمدنيين ومنهم الأطفال هو يتعكز على مقولات توراتية وهو بذلك لا يختلف عن سلوك التنظيمات الأصولية الراديكالية الإرهابية التي توظف الدينية في استهدافها للمدنيين ومن يخالفها الراي والتفكير والسلوك والمواقف، وفي ذلك يشير احد رجال الدينين في إسرائيل او ما يعرف بالحاخامات: لابد من عدم الرحمة اتجاه الأطفال لان هؤلاء سوف يكبرون ويكونوا في خانة الأعداء اذ العقيدة التي سيكبر معها هؤلاء الأطفال ستكون اسوا من عقيدة والده، وينطلق هذا الراي من التوراة/سفر التثنية الاصحاح في الفصل السادس عشر، الصفحة العشرون: "قواعد الحرب لا تسمح لاي شخص بالبقاء على قيد الحياة لاشي لا رحمة.. ليس لهم الحق في الوجود".
اما التفسير السياسي لأفعال والسلوك الكيان الإسرائيلي قد يكون قريب على التفسير الديني المشار له، وهو الخشية من تحول هؤلاء الأطفال الى مشروع ثورة وتمرد على مشاريع الكيان الإسرائيلي مستقبلاً خاصة أولئك الذين اعتصب المستوطنين القادمين من دول أخرى أراضيهم تحت تهديد السلاح.
عموماً ما تقدمه إسرائيل من تبريرات لا تدلل الا على حقيقة واحدة تتمثل بعدوانية هذا الكيان وارهابه وتوظيفه للدين اليهودي مثلما يفعل أي تنظيم او جماعة إرهابية من الأديان والملل الأخرى، وامام الجرائم الدموية الاسرائيلية التي تطال المدنيين من النساء والشيوخ والأطفال يومياً في الأراضي الفلسطينية حيث تقدر نسبة الضحايا من الأطفال بما نسبته 65% من مجموع عدد الضحايا الكلي هذا يدلل على قصدية الكيان الإسرائيلي وسلوكه اتجاه الطفولة، وهو الصنف من الاعتداءات يعاقب عليه القانون باشد العقوبات لما جاء في التشريعات السماوية والارضية من تحريم اغتيال الطفولة او أي محاولة انتهاك مادياً وجسدياً وروحياً. وإذا ما كانت هناك من ادانة لإسرائيل من قبل المنظمات الدولية او الدولة الممثلة فيها فيكون عبر جرائمها بحق الأطفال، هذا اذا ما تركنا الجرائم الأخرى كالاستيطان، واغتصاب المال والعرض والأرض، ومصادر حق الشعب هناك في تقرير مصيرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat