الزهراء (عليها السلام) ومظلوميتها ..
ميس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ميس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السلام عليكِ يا زهراء
السلام عليكِ يا بنت رسول الله
السلام عليكِ يا زوجة ولي الله
السلام عليكِ يا أم الأئمة الأطهار
عليكِ مني سلام الله أبداً ما بقيتُ و بقي الليل و النهار
إنها كلمة طيبة ترددها شفاه المؤمنين، ومنهاج يقتدي به الصالحون
شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
صفاتها:
أشبه الناس بأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى في مشيتها وسكناتها وحركاتها ومنطقها وكانت نحيفة الجسد ومشرقة الوجه.
مناقبها:
قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله:
«فاطمة بضعة مني يرُيبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها»
«إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»
«فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني»
قال لها ولعلي والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم».
من معجزات وكرامات الزهراء عليها السلام:
يقول أبو ذر بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدعو علياً فأتيت بيته فناديته فلم يجبني أحد والرحى تدور وتطحن وليس معها أحد فناديته إلى أن خرج إلي ومازالت الرحى تدور فقلت عجبا من رحى تدور في بيت علي وليس معها أحد فقال: النبي: (إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا ويقينا وإن الله علم ضعفها فأعانها على دهرها أما علمت أن لله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ).
الرسول ومظلوميتها سلام الله عليها :
روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن ابن عباس أنه قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته فقيل له: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي. كأني بفاطمة وقد ظلت من بعدي وهي تنادي يا أبتاه فلا يعيها أحد من أمتي.
فسمعت ذلك فاطمة عليه السلام فبكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تبكي يا بنية. فقالت: لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ولكني أبكي لفراقك يا رسول الله، فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي فأنك أول من يلحق بي من أهل بيتي.
البكاؤون الخمسة:
روى ابن بابويه بسند معتبر عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: البكاؤون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين عليه السلام
فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية
وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له: (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ)
وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: أما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار وأما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم على واحد منها.
أما فاطمة فبكت على رسول الله صلى الله عليه وآله حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر ـ مقابر الشهداء ـ فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف.
وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين عليه السلام عشرين سنة أو أربعين سنة، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولاه: جعلت فداك يا بن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين.
قال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) يوسف: 86.
أني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقني لذلك عبرة.
الشهادة المفجعة:
فاطمة الزهراء عليها السلام لم تبق بعد أبيها صلى الله عليه وآله إلا أياماً قليلةً مستديمةً الحزن والبكاء متلقية من المصائب والأذى والآلام ما الله عالم به والمتأمل في خطاب أمير المؤمنين عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد دفنها يعرف عظم ما جرى عليها ومن هذا الخطاب قوله:
«وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين».
وفي موقف الزهراء عليها السلام من أحداث السقيفة ومما جرى عليها من الظلم والتعدي، نستلهم دروساً من الصبر والعظمة في التصدي للانحراف والطغيان والدفاع عن مبادىء الحق وإقامة السُنة وإماتة البدعة.
وهكذا عندما نقف على الجوانب الاُخر من حياة الزهراء عليها السلام فإنما نقف على نطاق اوسع لمثل الإسلام وكل صفات الفضيلة والكمال وقيم الشرف وسبل الهداية والرشاد.
يقول الاستاذ العقاد : في كلِّ دين صورة للانوثة الكاملة المقدسة ، يتخشع بتقديسها المؤمنون، كأنما هي آية الله فيما خلق من ذكرٍ وأنثى ، فإذا تقدست في المسيحية صورة مريم العذراء ، ففي الإسلام لا جَرَم تتقدّس صورة فاطمة الزهراء.
ولاشك أن الزهراء عليها السلام صورة للانوثة الكاملة لبنات حواء ، لاَنّها سيدة نساء العالمين بنصّ أبيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
فما أحوجنا ونحن نعيش في زمن يغرق بالمادة وتتساقط فيه المثل والقيم العليا.
أن تتعرف نساؤنا المسلمات على القدوة والاُسوة الحسنة للنساء في الإسلام، وأن يقتدين بسيرتها، ويستلهمن منها دروس الحياة لتربية الأجيال.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat