على ضفاف الانتظار(72)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زبر الحديد
الزبرة: القطعةُ الضخمةُ من الحديد، هذا في اللغة ، ووصفُ رجلٍ بها هي كنايةٌ عن قوته وصلابته، الأمرُ الذي يكشفُ عن صحته وعافيته.
وقد وُصِفَ بهذه الصفة عدّةُ مجموعاتٍ في زمنِ الظهور، هي الآتي:
المجموعة الأولى: أصحابُ الإمامِ المهدي الثلاثمائة وثلاثة عشر:
حيث وردَ عن أبي جعفر الباقر:«لكأنّي أنظرُ إليهم مُصعدين من نجفِ الكوفة، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، كأنّ قلوبَهم زبرُ الحديد...».
المجموعة الثانية: الأبدالُ والنُجباءُ والأخيار:
حيثَ وردَ عن رسولِ اللهِ: «إذا كانَ عندَ خروجِ القائمِ... فيخرجُ النُجباءُ من مصر، والأبدالُ من الشّامِ، وعصائبُ العراق، رُهبانٌ بالليلِ ليوثٌ بالنهار، كأنَّ قلوبَهم زبرُ الحديد، فيُبايعونه بين الرُكنِ والمقام..».
وهؤلاء إنْ كانوا من ضمن الثلاثمائة وثلاثة عشر، فيدخلون تحت المجموعة الأولى، ويكونُ ذكرُهم لوحدهم في هذه الرواية من بابِ الإشارةِ إلى تميُّزِهم عن باقي الثلاثمائة وثلاثة عشر، وإنْ كانوا غيرَهم كانوا مجموعةً برأسها.
المجموعة الثالثة: أصحابُ الإمامِ بصفةٍ مُطلقةٍ:
أي من دونِ تقييدِهم بالثلاثمائة وثلاثة عشر، أو غيرهم، ولعلّه يشملُ كُلَّ أصحابه والمُقاتلين بين يديه.
فقد وردَ عن الإمامِ الصادق أنّه قال: «كأنّي أنظرُ إلى القائمِوأصحابِه في نجفِ الكوفة كأنَّ على رؤوسِهم الطير، قد فنيَتْ أزوادهم وخلقتْ ثيابهم، قد أثّرَ السجودُ بجباههم، ليوث بالنهار، رهبان بالليل، كأنَّ قلوبَهم زبرُ الحديد، يُعطى الرجلُ منهم قوةَ أربعين رجلًا...».
ولكن يُمكِنُ القولُ: إنَّ هؤلاءِ هم أنفسهم الثلاثمائة وثلاثة عشر؛ لأنّ الرواياتِ التي وصفتْ مجموعةَ الثلاثمائة وثلاثة عشر ذكرتْ نفسَ هذه الصفاتِ المذكورة هُنا.
وعلى كُلِّ حالٍ إنْ كانوا نفسهم، وإلا فهي صفةُ جميعِ أصحابه.
والذي يُهوِّنُ الخطبَ أنَّ عندنا رواياتٍ تصفُ كُلَّ الشيعةِ المؤمنين في زمنه بتلك الصفة (زُبُر الحديد)، وهي تُمثِّلُ المجموعةَ الآتية:
المجموعة الرابعة: شيعة أهلِ البيت:
فقد وردَ عن أميرِ المؤمنين أنّه قال -وهو على المنبر-: «يخرجُ رجلٌ من ولدي في آخرِ الزمان ...إذا هزَّ رايتَه أضاءَ لها ما بينَ المشرقِ والمغرب، ووضعَ يدَه على رؤوسِ العِبادِ فلا يبقى مؤمنٌ إلا صارَ قلبَه أشدّ من زبرِ الحديد، وأعطاه الله (تعالى) قوةَ أربعين رجلًا...».
وعنِ الإمامِ الصادق: «فينشر رايةَ رسولِ الله... فإذا هزّها، لم يبقَ مؤمنٌ إلا صارَ قلبُه كزبرِ الحديد، ويُعطي المؤمنَ قوةَ أربعين رجلًا..».
وعن علي بن الحسين قال: «إذا قامَ قائمُنا أذهبَ اللهُعن شيعتِنا العاهة، وجعلَ قلوبَهم كزبرِ الحديد، وجعلَ قوةَ الرجلِ منهم قوةَ أربعين رجلًا، ويكونون حُكّامَ الأرضِ وسنامها».
وعلى كُلِّ حالٍ، تُشيرُ هذه الصفةُ إلى قوةٍ في القلبِ ويقينٍ في الاعتقاد، وأنَّ أصحابَ الإمامِ وشيعتَه من النوعِ الذي لا تأخذهم في اللهِ (تعالى) لومةُ لائم، وأنّهم على استعدادٍ دائمٍ لتنفيذِ أوامرِ مولاهم المهدي، الأمر الذي يعني أنَّ الفتحَ الذي يتحقّق على أيدي أولئك الأبطالِ، سيكونُ عالميًا بمعنى الكلمة، وسيكونُ مُطابقًا للأوامرِ تمامًا، وسيكونُ النصرُ حليفَهم لا محالة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat