صفحة الكاتب : زيد الحسن

شعارات العروبة احترقت !؟ 
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التحالفات العربية وجامعة الدول العربية ، والمؤتمرات العربية ، كلها انتجت خطابات لا مثيل لها من الحماسة ، ولاشبيه لها من ( التسفيط ) ، ولم تقنع طفلاً رضيعاً يوما ما ، رغم انها تنفذ على اعلى مستويات الدبلوماسية ، ورغم انها تكلف اموالاً طائلة تشبع فقراء الامة العربية قاطبة ، ترى ما فائدتها ؟.

غزة مستباحة على مر التاريخ ، ليس فقط غزة بل ارض فلسطين ، واخر رقم للشهداء تجاوز الثلاث وعشرون الفاً ، وموتمرات القمة انعقدت واستنكرت و شجبت ، والبعض امتعض ، وهناك من ( تأفف ) ، ولم تقف آلة الدمار ، رغم كل هذا الاستنكار الاجوف ، بل اخذت رقعة الحرب تكبر ، ومساحة التهديد تتوسع ، وخطابات الذل للعرب تصهل ، ولم نرى خد احمر خجلاً ، ولا جبين تعرق ، ولا يد امتدت قبل الصدور لتمنع الموت والدمار ، والسبب اننا أمة الخطابات وبلدان الحضارات الزائفة ، نعم وازيدها نحن امة الشعوب المسلوبة الارادة أمة ( الاكل والنوم ) ، وتاريخ حروبنا وهم وزيف ، والدليل ان حاضرنا يشهد النكبات ، وتاريخنا تحدث عن هذه النكبات ، اذن مستقبلنا لايختلف بشيء ، فدعونا ننتظر نهاية النكبات ،وراية هذه النكبات تلوح في الافق .

اليمن دخلت الصراع رسمياً فلقد طالت قوى الشر والعدوان العاصمة ، واسقطت هيبة السيادة العربية ، وصرحت هذه القوى الشريرة ان البقاء للاقوى ، وانها ستقطع دابر كل من يفكر بحماية من تقع عليه ترسانة الموت ، هنا نتذكر جامعتنا العربية ( الخليعة ) ونبحث عن دورها وفعلها ، فهل ستقول شيء ؟، ونحن نعلم ان مقالتها لا تتعدى كونها انشاء ادبي يتماشى مع الوضع ، خطاب حماسي بارد خالي من ( الضمير )، وللاسف قادتنا بلا ضمير او كرامة .

سنرى قريبا كيف ان مساحات كبيرة من ارض العروبة قد تدنست ، وسنشاهد قوافل الشهداء تقبر ، ونحن نطقطق الاصابع حسرة ، ونشم رائحة الموت بأنوف مزكومة ، وعيوننا شاخصة على شواهد الدمار لأجزاء كبيرة من الامة العربية ، لايساويها بالمقدار ولا يعاكسها الاتجاه خطاب شعارات العروبة ، ولا تسمنها مؤتمرات التبجح، بل تزيد العدو غطرسة وتساعده في فهم امكانيات القادة العرب ، فهي ستعري عضلاتهم الخاوية ، وهذا المصير حتمي بسبب الرتابة التي تسير عليها الدول العربية في ردع أي عدوان ، وليست اليمن لوحدها من شنت عليها الهجمات ، لبنان يأخذ حصته من الفتك يومياً ، والعراق يتلقف المسيرات والهجمات بصدر رحب وكأنها ازهار تقذفها عليه ( الحبيبة ) ، فلقد سكتت اصوات الاستنكار ، بل المخجل ان هناك من يبحث لهم عن اعذار ويروج لخطاب يدعونا لنكون عبيداً ، ويؤكد ان هذا هو الخيار .

فلتنسى الشعوب العربية جامعتها ، بل حتى خطابات حكامها ، فلقد احترقت كل شعارات العروبة بقنابل الشر ، ولم تعد هناك صحف يسجل عليها التأريخ للامة العربية بطولة ، وحتى القلم العربي كسر وسحقته اقدام الحقيقة ، حين قالت بصوت واضح ؛ ايها العرب انكم أمة نائمة تعيشون في سبات وفي اوهام البطولة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/13



كتابة تعليق لموضوع : شعارات العروبة احترقت !؟ 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net