تنامى بداخلها صوت طفل تفجر على حين غرة بالبكاء . كانت نبرة أنينه تزداد حده , تغزو حواسها . يتحرك صدرها صعودا وهبوطا . تزداد وتيرة نبضها . تنجح في تحريك مآقيها ببطء . تفتح ذلك الستار الأسود من أهدابها المكتظة بالنعاس وصوت البكاء يملأ روحها . تفلت تنهيدة مقتضبة . تبحث بعينيها عن مصدر الصوت " ماما , أمي ... أحس بالخوف ..احضنيني .."
تنهض جزعة , " حبيبي "
تحرك رأسها يمينا ويسارا ولا أثر لطفل . تغطي وجهها بكلتا يديها وتبدأ بالنحيب .
ينهض الرجل النائم قربها . يحتضنها . يغرس انامله في خصل شعرها المبلله بالعرق ويرسم قبلة حانية على جبينها الندي .
" انا لازلت قربك ..أفرضي ان تلك الشظية سببت عوقه او انه بقي حيا ليتألم ... تصبري غاليتي وأدعي له بالجنة "
تجيبه متلعثمة بعبرة تخنقها :
- لكنه صغير على الموت , تمنيت ان اراه يذهب الى المدرسة .. ان اتعلم معه الحروف من جديد , ان اشاركه همومه الصغيرة اكثر , ان .... "
يتحشرج صوتها وتلوذ بحمى صدره الحاني يشاركها :
" تمنيت ان ازفه الى عروسه ولكن هو ثمن السكوت . يجب ان نتألم لنحس وجع الهزيمه وغياب العدل بالحياة "
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat