صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه.(1)
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حاول هارون الرشيد وبشتى الوسائل أن يكسر الروح المعنوية أو الجسدية للإمام الكاظم عليه السلام لثنية عن مقارعة حكم الظالمين ممن تسلط على مقدرات الأمة الإسلامية . ولكن الرشيد باء بالفشل تلو الفشل . فكان أخبث ما تفتق عنه ذهن الرشيد أن يُلقي بالإمام في الطامورة (الديماس) مع التضييق عليه بالمأكل والمشرب وعدم رؤية النور في محاولة للتفكيك بين الإمام وبين القواعد الشعبية المؤيدة والموالية للإمام. لإجبارهم على نسيان الإمام فأخفاه في هذه الطامورة لأكثر من أربعة عشر سنة (2) ولكن عندما وضع نعش الإمام على الجسر ارتجت بغداد وخرجت كلها حتى اضطر الرشيد إلى إخراج جيشه المليوني والإحاطة ببغداد خشية من غضبة الجماهير.

فما هو الديماس ؟

في قواميس اللغة (الديماس) كل سرب مظلم اشتد سواده أو كل بناء أَرْضِيٌّ لا يَدْخُلُهُ الضَّوْءُ، وهو مَكانٍ عَميقٍ تَحْتَ الأَرْضِ. ودَمَسَهُ في الأَرْضِ : خَبَّأَهُ، دَفَنَهُ. ويُطلق على القبر الديماس. وقد أخذت فكرة سجون الديماس من المواقد التي كانت تُسخّن فيها الحمّامات. ودِيمَاس جمعها دَيَامِيس أو دَمَامِيس وهو كل دامس بمعنى شديد الظلام، ويقصد بها كل مكان مظلم تحت الأرض، ويُشار به إلى السجون العميقة في الأرض خصوصاً، كما جاء في بعض المعاجم بمعنى حفرة موقد الحمّام.

وكذلك يعود أصل الكلمة حسب الدكتور حسن ظاظا إلى الكلمة اليونانية ديموسيون (Dimosion) أي السجن، حيث كانت عادتهم أن يجعلوه جبّاً مظلماً في بطن الأرض.(3)

ويُقال في اللغة أيضا : دمسته في الأرض دمسا إذا دفنته، حيا كان أو ميتا.(4)

في هذا السجن كان مولانا وإمامنا موسى الكاظم عليه السلام.

المصادر:

1- سورة يوسف آية : 33.

2- مدة سجنه (ع) غير معلومة بالدقة ، فبعض المؤرخين من يقول أربع سنوات ، والآخر يقول : سبع سنوات ، وثالث يقول : أربعة عشر سنة .

3- حسن ظاظا، الساميون ولغاتهم ، و : معجم الرائد. ومنير البعلبكي؛ رمزي البعلبكي : المورد قاموس إنكليزي عربي. ط . 1 ، بيروت دار العلم للملايين. و : منير البعلبكي؛ رمزي البعلبكي (2008). المورد الحديث: قاموس إنكليزي عربي (بالعربية والإنجليزية) (ط. 1). بيروت: دار العلم للملايين. ص. 377

4- لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ٨٨.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/06



كتابة تعليق لموضوع : السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه.(1)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net