الرد القرائني والمنطق العقلي على خرافة سحر النبي (ص)
د . راجي العوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . راجي العوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الخلاصة -1
إن حديث سحر النبي الذي أنكرته المعتزلة واحتارت فيه الشيعة الأمامية وقاتلوا أهل السنة على اثباته, فالذي يهمنا في هذا البحث لا المشككين ولا المحتارين بل المؤيدين , فالحديث ورد في البخاري ومسلم وهو حديث احاد ويخلوا سنده من الوثاقة , فالراوي الوحيد هشام بن عروة المتهم بالتدليس والكذب ولا نعرف كيف اصبح هذا الحديث في اعلى درجات الصحة ؟! بعض العلماء المؤيدين للحديث حاول ان يحل هذه اشكالية الحديث بثلاث تبريرات , ولكن جميعها واهية وهي أن السحر لم يتسلط على تمييزالنبي ص ومعتقده بل على جسده وجوارحه , والحقيقة أن كل ذلك الالتفاف باطل لا يصح منه شىء, فكيف لا يؤثر السحر على عقله فى التبليغ؟! إن كان أثر فى حياته، وهل يعقل أن النبى يمتلك عقلين أحدهما للدنيا والآخر للدين, وأما من ساوى بين السحر وبين تعرض النبى للمرض , فقد أخطأ عن عمد، لأن المرض ليس فيه تسلط من إنس ولا جن، وليس من إيذاء البشر, وأما من قال إنه مثل الذى يراه الرجل فى منامه، فهذا كلام لا يصدر من عاقل, وأما من قال إنه لم يؤثر على عقله، فأين ذلك فى الرواية وهى تصرح بتأثر النبى بالسحر , وأما الذين قالوا إنه أثر على جسد النبى، فأين ذلك فى الروايات التى تزعم أن الأذى إنما كان فى عقله الشريف، حيث يتخيل الشىء يفعله ولم يفعله, فهل يقول عاقل إن التخيل كان بالجسد؟! وحتى لو أصابتنا الغفلة وقلنا بذلك فهو أيضا قول ينال من مقام النبوة، فلو أثر السحر حتى على جسده رغم مخالفة ذلك لنص الروايات - لكان ذلك أيضا نيلا من مقام النبوة وتصديقا لقول الكافرين, وأما من قال إنما هو منع من المعاشرة، فأين نجد ذلك فى الرواية من لغة أو عقل، هل منع المعاشرة يسمى فى اللغة تخيلا، فالرواية تقول إنه يتخيل إتيان زوجاته ولم يأتهن, وجملة «لم يأتهن» هذه عائدة على التخيل, لأن الأذى فى تخيل واعتقاد أنه أتاهم وليس الأذى فى أنه لم يأتهن , ورغم هذا تجد الكثير من العلماء يستميتون للدافع عن الحديث واثباته , لكن هناك علماء منصفين دافعوا عن النبي بكل ما بوسعهم , فقالوا لو صحة هذه الرواية لكان الكفار صادقين فى تلك الدعوة ولحصل فيه ص ذلك العيب، ومعلوم أن ذلك غير جائز.
إذن نحن أمام واقعة غير ثابتة عن النبى بالكلية, نُسبت لشخص مجهول الأثر والديانة, ورويت بعلل قادحة كثيرة فى النص، أهمها مخالفته القرآن الكريم ومفهوم العصمة, لهذا وصعنا هذا الحديث المشبوه على طاولة البحث وعرضنا من ايده ومن عارضه من خلال الايات القرانية والادلة العقلية التي ترى في شخص النبي معصوم ومنزه من الزلل ومحفوظ من شر الجن والنس طرحنا تساؤلا حول الحديث.
كلمات افتتاحية : آيات قرائنية , احاديث نبوية , البخاري , مسلم , السحر
المقدمة :-2
من المشاكل التي يواجها الاسلام والمسلمون اليوم , هو تحيد العقل في المسائل الشرعية , كمثل لا اجتهاد مع النص , والعبرة في عموم اللفظ لا بخصوص السبب ، من هنا اهمل دور العقل في التفكر بالنصوص الدينية , فتحكمت في العقل ، فرجال الدين اعْتَبَرُوا الدِّينَ حَالَةً غَيْرَ عَقْلِيَّةٍ، حَيْثُ يَبْدَأُ الدِّينُ بِالتَّشَكُّلِ مِنَ النُّقْطَةِ الَّتِي يَنْتَهِي عِنْدَهَا العَقْلُ , لذا اضفوا القدسية للموروث الاسلامي وعدم مناقشته والقبول به وحرمة التجرا عليه , متناسين قول الله تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار- الحشر2) وهذا نصّ على وجوب استعمال القياس العقلي، أو العقلي والشرعي معًا, وقوله تعالى ﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ- الأعراف/185). وهذا نص بالحثّ على النظر [العقلي] في جميع الموجودات (1).
لقد اوصلتنا الطاعة العمياء للتقيد بالنصوص حتى اصبح الحديث المروي يرد القران الكريم , كرواية سحر النبي الذي لا يقبله عقل ولا يقره ضمير , فالحديث بروايته فيه غضاضة غير لائقة بمنزلة النبي ص وتشكيك في تبليغه , ولكن الشرع يقول هذا الحديث صحيح ثابت سندا ومتنا وفي اعلى درجات الصحة (2) اذن ما العمل ؟! هل نلغي عقولنا ونقبل بسلطة الرواة الاموات علينا ؟! ام نتحرر من قيد النص طالما ان الذين نقلوا هذه الاحاديث الينا ليس بمعصومين , فليس كل الاحاديث النبوية الموجودة صحيحة، ومن الحكمة العقلية أن نسلط الضوء على بعضها، ممن يشك في سيرة رواتها وبالتالي معرفة تفاصيلها وأسبابها والخبايا التي تكمن فيها.
ان وجود الحديث في صحيحي البخاري لا يجعله فوق الشبهة والشك والنقد عند المسلم العاقل والقاعدة الشرعية العقلية تقول أن صحة السند لا تستلزم صحة المتن , فمتن حديث سحر الرسول مناقض لصحيح المنقول والمعقول، فلا ينفعه سلامة السند.
مشكلتنا ليس بواقع الحديث , بل بالدافعين عنه والمحاولين اثبات صحته بطرق شتى , بقولهم ثبوت سحر النبي صلى عليه وسلم، ومن يخوض فيه او ينكره فهو بلا علم ولا برهان ولا تعظيم للقران ولا معرفة لمنزلة السنه (3)
وانا اقول لهؤلاء , لو فكرتم قليلا لبكيتم كثيرا مما ألحقتموه من اذي بالنبي المعصوم وهتك سمعته اين تذهبون من عذاب الله يوم الدين .
النافون القدامى ردوا الحديث بقولهم ان الانبياء لا يجوز عليهم ان يسحروا لأنه ينافي عصمة الله لهم , وكونه تصديقا لقول الكفار(ان يتبعون الا رجلا مسحورا - الفرقان 8 ولان عقل النبي معصوم وجوبا قبل البعثة وبعدها، فلا يجوز عليه الجنون وفقدان التمييز حتى في حال النوم، حيث تنام عيناه ولا ينام قلبه (4) لقد نفى الله تعالى أن يكون النبي ص من المسحرين، وبيَّن الله تعالى إن هذا القول هو قول الكافرين الظالمين:{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا - الإسراء|47 , كذلك القرءان ينصّ على أن الله تعالى قال للرسول:{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُوم- الطور|48] فمن كان بأعين الله تعالى كيف يمكن لساحر أن يتلاعب به؟(5)
إن تلك المروية قد أدت إلى ترسيخ إيمان المسلمين بالسحر والخزعبلات والضلالات، فالإنسان الذين ينشأ منذ طفولته وهو يجد الخطباء في المساجد يرتلون مروية السحر ترتيلا يتولد لديه إحساس بأن السحر قوة قاهرة غالبة، فقد تمكن يهودي نكرة من أن يسحر الرسول الأعظم.
هدفنا في هذا البحث تكذيب هذه الرواية لأنها تشكك في سلامة الرسالة وتبطل عصمة النبي ص
هدف البحث: -3
تكذيب رواية هشام بن عروة بسحر النبي التي تشكك في سلامة الوحي، وتبطل عصمة وعقل النبي
4 - مشكلة البحث:
هناك من يعتقد ان النبي ص تعرض الى السحر فكان يخيل اليه انه فعل شيء وهو لم يفعله وهذا مخالف لعصمة النبي وحفظه من شر الانس والجن
حدود البحث :- 5
القران الكريم والاحاديث النبوية عند الفريقين
6 – السحر
6-1السحر لغة :كل ما لطف ماخذه وادق فهو سحر والجمع سحار او سحور( لسا ن العرب، ابن منظور 4/348
6-2اصطلاحا: عقد ورقي يتكلم به و يكتبه او يعمل شيئا يؤثرفي بدن المسحور او قلبه او عقله وغير مباشرة له . المغني لابن قدامه9|28
ذكر الجصاص: ان السحر كل أمر خفي سببه وتخيل على غير حقيقته يجري مجرى التمويه والخداع(أضواء البيان في أيضاح القرآن لمحمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ط عالم الكتب
وعرفه الدكتور احمد الحمد: ان السحر هو المخادعة او التأثير في عالم العناصر بمقتضى القدرة المحدودة بمعين من الجن او بأدوية استعدادات لدى الساحر (تحفة الاحوذي بشرح جامع الترميذي للأمام محمدعبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري.) -5
7 - انواع السحر
للسحر انواع كثيرة منه
1- سحر التفريق بين الزوجين او بين صديقين او شريكين
2- سحر المحبة وهو يحبب المراة الى زوجها حتى انه يطيعها طاعة عمياء
3- سحر التخيل وهو يجعل الشخص يتخيل امور ليست حقيقية
4- سحر الجنون وهو سجر يصيب الانسان بالشرود والنسيان والتخبط في الاقوال والافعال
8 - منهج البحث
وصفي تحليلي استنباطي لانه يعرض راي المؤيدين بنصوص مسلم بصحتها والرد عليهم باستنباط الدليل وفق المنطق العقلي .
الكلمات المفتاحية: السحر ، العصمة ، البخاري , مسلم
9 - حديث سحر النبي وسنده
9 -1عند اهل السنه
9 -1 -1حديث البخاري 3268
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ , حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا , وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ . قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ . قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ . فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ . فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ , وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ )
9 -1-2حديث مسلم 1289
حدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر رسول الله ص يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم قالت حتى كان رسول الله ص يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله ص ثم دعا ثم دعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي ما وجع الرجل قال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة قال وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذي أروان قالت فأتاها رسول الله ص في أناس من أصحابه ثم قال يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قالت فقلت يا رسول الله أفلا أحرقته قال لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا فأمرت بها فدفنت حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر رسول الله ص وساق أبو كريب الحديث بقصته نحو حديث ابن نمير وقال فيه فذهب رسول الله لى الله عليه وسلم إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل وقالت قلت يا رسول الله فأخرجه ولم يقل أفلا أحرقته ولم يذكر فأمرت بها فدفنت
10 - عند الشيعة
10 -1الرواية الأولى (6)
أخرج فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره عن عبد الرحمن بن محمد العلوي ومحمد بن عمرو الخزاز ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن عيسى ابن محمد ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية رسول الله ص في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر ، فعقدوا له إحدى عشرة عقدة ، ثم جعلوه في جف من طلع ، ثم أدخلوه في بئر بواد بالمدينة في مراقي البئر تحت راعوفة فأقام النبي ص ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء , فنزل عليه جبرئيل ونزل بالمعوذات فقال له : يا محمد ما شأنك ؟ قال : ما أدري ، أنا بالحال التي ترى ، قال فإن أم عبد الله ولبيد بن أعصم سحراك ، وأخبره بالسحر, ثم قرأ جبرئيل : (بسم الله الرحمن الرحيم * قل أعوذ برب الفلق)
في هذه الرواية عبد الرحمن بن محمد العلوي مجهول لا يعرف حاله , ولم يتعرض لترجمته, اما محمد بن عمرو الخزاز ، فإن حاله مجهول ايضا.
الرواية الثانية 10 -2
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام أن لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهوديين لما سحرا النبي ص جعلا السحر في مراقي بئر بالمدينة ، فأقام رسول الله ص لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب ، فنزل عليه جبرئيل بمعوذات
الرواية مرسلة
10 - 3الرواية الثالثة
أخرج ابنا بسطام (7) عن محمد ابن جعفر البرسي ، قال حدثنا أحمد بن يحيى الأرمني ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا محمد بن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن جبرئيل ع أتى النبي ص قال : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلانا اليهودي سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان ، فابعث إليه ـ يعني إلى البئر ـ أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك ـ وهو عديل نفسك ـ حتى يأتيك بالسحر . قال : فبعث النبي ص على علي بن أبي طالب ع وقال : انطلق إلى بئر ذروان فإن فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي فأتني به . قال علي عليه السلام : فانطلقت في حاجة رسول الله ص فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحياض من السحر ـ إلى أن قال ـ فاستخرجت حقا فأتيت النبي ص فقال : افتحه ، ففتحته فإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليها إحدى عشرة عقدة ، وكان جبرئيل عليه السلام أنزل يومئذ المعوذتين على النبي ص ، فقال ص : يا علي ، اقرأها على الوتر . فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلما قرا آية انحلت عقدة حتى فرغ منها ، وكشف الله عز وجل عن نبيه ما سحره به وعافاه
البرسي "والارمني مجهولان " لم يذكروا ولم يتبين لنا حالهم ، محمد بن المفضل بن عمر مجهول , محمد بن سنان من أصحاب الكاظم والجواد والرضا (ع) متعارض فيه التوثيق والتضعيف فلا دليل على وثاقته , هذا كله من جهة الإسناد ، وأما متنه فلا يخلو من نكارة .
الرواية الرابعة 10- 4
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام : أن لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهوديين لما سحرا النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعلا السحر في مراقي بئر بالمدينة ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب ، فنزل عليه جبرئيل ، بمعوذات ـ الحديث (المصدر السابق)
الرواية مرسلة
11 - الاسانيد
11 -1 سند حديث البخاري
جاءت كل أسانيد البخاري ترجع لراو واحد وهو «هشام بن عروة» منها ست اسانيد لعراقيين هما (يحيى بن القطان - عيسى بن يونس- سفيان بن عيينة- حماد بن أسامة)السند الوحيد الذى جاء عن «أنس بن عياض» وهو الراوى المدنى الوحيد للحديث
11 -2 سند حديث مسلم
لا تختلف عن اسانيد البخاري بان الراوي الوحيد عن السيدة عائشة هو هشام بن عروة
أما إسناد مسلم لهذا الحديث فمداره على اثنين من رواة الكوفة هما «عبدالله بن نمير» و«حماد بن أسامة» وجاءت أيضا بالعنعنة عن هشام .
اذن هذا الحديث صحيح ثابت سندا ومتنا وفي اعلى درجات الصحة والطعن الوحيد فيه الراوي هشام وحده بانه مدلس واشتبه الامر عيه في رواية الحديث وهناك من يرى هشاما ثقة كابن سعد والذهبي(8)
وأما ما يتعلق – أخيرا- بأن الحديث من الأحاد فالرد على هذا بأنه من المعلوم في أدبيا
علماء الحديث وقواعدهم أن الحديث إذا اتفق عليه الشيخان صار له حكم التواتر ضد خبر الاحاد
11 – 3 سند الرواية الاولى
إسناد هذا الخبر مما لا تقوم به حجة ، فإن عبد الرحمن بن محمد العلوي مجهول لا يعرف حاله
ولم يتعرض أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ لترجمته ..... وكذا صاحبه محمد بن عمرو الخزاز ... فإن حاله مجهول* في ترجمة أبيه عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز أن له ابنا اسمه محمد روى عنه ابن عقدة ونحوهما عيسى بن محمد وجده ، إذ لم يترجما في كتب الأصحاب رحمهم الله تعالى ,وأما إبراهيم بن محمد بن ميمون ، فقد حكي انه من اجلاء الشيعة (9)
وهذا خبرُ آحادٍ مُرسلٌ لا يُحتجُّ به وقد قالَ المجلسيّ عقبَ إيرادِه : والأخبارُ الواردةُ في ذلكَ أكثرُها عاميّةٌ أو ضعيفةٌ ، ومعارضةٌ بمثلِها فيشكلُ التعويلُ عليها في إثباتِ مثلِ ذلك** .
11 – 4 سند الرواية الثانية والثالثة والرابعة
هذا خبر آحاد مرسل لا يحتج بمثله في هذه المقامات ، على أن هذا اللفظ يدفع الذي قبله من حيث عدم تسلط السحر إلا على العين والفرج فحسب ، فإنه مشعر ، بل صريح في تأثيره في عقله صلى الله عليه وآله وسلم حتى صار لا يفهم ـ والعياذ بالله ـ ما دام مسحورا ، وهذا من أشنع الأقوال وأفسد الآراء عند أولي البصائر والحجى ، بل صريح الخبر أن السحر أثر في سمعه وبصره وكلامه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، فأقام لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ، وكذلك لا يأكل ولا يشرب ، وهذا كله من أبين الأباطيل وأوضح الأضاليل ، إذ كيف يصلح من جاز عليه مثل ذلك ـ من تعطيل الحواس واختلالها ـ لمنصب عظيم ومقام جسيم كالنبوة والرسالة والتبليغ عن الله تعالى شأنه وعز سلطانه وليعلم أن هذه المرويات وأضرابها لا تنفق في سوق الاعتقاد السديد وإن عزيت إلى الأئمة الهادين سلام الله تعالى عليهم أجمعين ، ولا يعول عليها ذو مسكة ، ولا يحتفل بشيء منها ذو لب ودين ، لمعارضتها لصريح الكتاب العزيز وبداهة العقل وعلى تقدير ثبوتها ، فإنها محمولة على التقية بلا ريب ، لموافقتها لأحاديث مخالفينا واعتقادهم ، وهذا أحسن ما يقال فيها على ذلك التقدير ومن القواعد المقررة عندهم أن المسائل الأصولية لا بد فيها من برهان قاطع ودليل جازم ، فلا يجوز التعويل على الظنون في ذلك: خبر الواحد إذا اقتضى علما ولم يوجد في الأدلة القاطعة ما يدل عليه وجب رده ، لأنه اقتضى التكليف بالعلم ولا يفيده فيلزم تكليف ما لا يطاق
12 - مناقشة رواية البخاري ومسلم
اذا أمعنا النظر في متون الروايات، التي تسرد ما وقع للنبي ص من أمر السحر، وجدناها متقلبة مضطربة، تفتقر الترابط والتماسك. من ذلك ما ورد من روايات في صحيح البخاري، التي تتجاهل الإشارة إلى الفاعل في موضع، وتنسب السحر إلى «لبيد بن الأعصم» في موضع آخر، ولبيد بن الأعصم هذا من «بني زُرَيق» من الأنصار، كما تذكر الروايات، إلا أنها كانت من التخبط بحيث لم تفلح حتى في الإجماع على تعريفٍ واحدٍ له، فتارة تصفه الروايات بأنه «منافق متحالف مع اليهود»، وتارة تصفه بأنه «يهودي»، واخرى بأنه «من يهود بني زُرَيق»، علمًا بأن الجماعات اليهودية في المدينة كانت معروفة آنذاك، ومحصورة في ثلاث قبائل: «بنو النضير» و«بنو القينقاع» و«بنو قريظة»، وإذا ذُكِر يهود «بني زريق»
( رجال النجاشي : 287 رقم 766 )*
(بحارُ الأنوار ج 63 ص 41)**
فلن تجد أحدا غير لبيد بن الأعصم مثالا، وهو شخصية غامضة لا يُعرف عنها غير ما اشتهر من ضلوعها في سحر الرسول، ثم تختفي عن المشهد بعد ذلك دون أن تترك أثرا، حتى إن الروايات لم تذكر شيئًا عن إنزال العقوبة به نظير فعلته الشنيعة في حق النبي – صلى الله عليه وسلم -، بل إنها – أي الروايات - صرحت بإيثار النبي السكوت عن الحادثة، حتى لا يثير على الناس شرا، على الرغم من أنه أمر بدفن بئر ذروان (البئر الذي عُثِر فيه على السحر)، فكيف لبئرٍ يعتاش منها حيٌّ من الأنصار أن تُدفَن دون أن يثير هذا الأمر كثيرًا من اللغط والتساؤل بين الناس، بخلاف ما أراد النبي من التعتيم على المسألة حتى لا يثير على الناس شرًّا؟ يتناقض ويضطرب النص بشدة فى الحوار الذى من المفترض أنه دار بين النبى ص وبين عائشة حول استخراج السحر, ففى روايات البخارى السبعة، نجد العجب, فقد ذكر هذا الحوار فى ستة مواضع!
, ففى رواية «بدء الخلق» ذكر أن أم المؤمنين سألت النبى استخراج السحر فرفض النبى بقوله: «لا أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانى اللهُ», ثم فى روايات «كتاب الطب», نجد فى الثالثة أن النبى رفض الاستخراج, ولكن الرواية الرابعة جاءت بنص صريح يخالف كل ما سبق، فصرحت بالاستخراج: «فَأَتَى النَّبيُّ البِئْرَ حَتى اسْتَخْرَجَهُ.. قَالَ فَاسْتُخْرِجَ», إذن نحن أمام نص يؤكد أن النبى استخرج السحر ولم يرفض, ما دفع البخارى لتسمية عنوان الباب فى صيغة سؤال فسماه «هل يستخرج السحر», أما الرواية الخامسة نجد النبى يعاود الرفض لاستخراج السحر, وفى الرواية السادسة فى «كتاب الأدب»، نجدها تصرح بالاستخراج: «فَأَمَرَ بِهِ النَّبيُّ فَأُخْرِجَ», وفى الرواية السابعة نجد أن الرسول يعاود رفض إخراج السحر.
وهنا يتجسد من جديد الاضطراب الظاهر فى النص, فالسؤال بسيط, هل رفض النبى إخراج السحر أم أمر بإخراجه؟ ونحن أمام روايات متناقضة عن ذات الواقعة وذات الحوار, لأنه لا يمكن الجمع بين الشىء وعكسه، كما تنص القواعد المنطقية, وقد حاول أيضاً «ابن حجر» الخروج من هذا المأزق: «وقال ابن بطال.. والنظر يقتضى ترجيح رواية سفيان لتقدمه فى الضبط*» وهذا يعنى أنه يقبل ضمنا ضعف ألفاظ باقى الروايات التى أخرجها البخارى، ثم ذكر بعدها «ابن حجر»: «إن الاستخراج المنفى فى رواية أبى أسامة غير الاستخراج المثبت فى رواية سفيان، فالمثبت هو استخراج الجف والمنفى استخراج ما حواه»* وهذا كلام يخرج عن نطاق اللغة والفهم السديدين, لأن سؤال أم المؤمنين كان عن استخراج واحد لشىء واحد وهو السحر، والنفى من النبى كان إجابة لذات السؤال بلا ريب, وأمر الإخراج كان بضميرالغائب موجه للسحر, فما الضابط اللغوى الذى يجعلنا نقول إن استخراج الجف هو غير استخراج السحر، رغم تصريح النبى فى رواية عدم الاستخراج برفضه استخراج السحر, مما يبين أن شارحى البخارى لم يستطيعوا أن يهتدوا لحل فى ذلك الاضطراب العضال الذى أصاب النص..
نعود إلى صحيح البخارى لنجد أنه قد أورد هذا الحديث تحت باب «صفة إبليس وجنوده» من جهة أن السحر يتم بالاستعانة بالشياطين على ذلك.. وهذا معناه أن البخارى نفسه يعتقد فى أن الشياطين تتسلط على النبى الأعظم وهذا مخالف للقرآن الكريم حيث يقول تعالى {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} (٦٥) سورة الإسراء كما أن الشيطان نفسه يعترف بأنه لا سلطان له على عباد الله المخلصين {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (٤٠) سورة الحجر.
*الفتح 10/273
قال الفخر الرازى* عن القاضى قال: هذه الرواية باطلة، وكيف يمكن القول بصحتها والله تعالى يقول: (والله يعصمك من الناس) وقال: (ولا يفلح الساحر حيث أتى)؟! ولأن تجويزه
يفضى إلى القدح فى النبوة، ولأنه لو صح ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى الضرر لجميع الأنبياء والصالحين، ولقدروا على تحصيل الملك العظيم لأنفسهم، وكل ذلك باطل، ولأن الكفار كانوا يعيرونه بأنه مسحور، فلو وقعت هذه الواقعة لكان الكفار صادقين فى تلك الدعوة ولحصل فيه عليه الصلاة والسلام ذلك العيب، ومعلوم أن ذلك غير جائز
وهذا يقول نبينا معصوم بقلبه وايمانه لا بجسده فسحره حقيقة واخرج من بئر وحلت عقوده وكلما انحلت عقدة خف عنه الى ان سار كما نشط من عقال (10)
وانا اقول ان التصديق بحديث سحر الرسول يتفق مع قول المشركين فيه ويدعهم هدفهم بتثبيت التهمة الباطلة والافتراء الفاحش على نبينا ص
ويعلل الغزالى رفضه هذا الحديث بما يل
1- أن الحديث بروايته فيه غضاضة غير لائقة بمنزلة النبوة
2- لو ساغ أن التخيل يؤثر فى النفوس الضعيفة، فكيف يقوى يهودى على التأثير فى أقوى نفس بشرية وهى نفس الرسول؟
3- كيف يقال إن التأثير فى أعضائه لا فى روحه، والسحر يعتمد على قوى خفية فى زعم مثبته لا على وسائل مادية؟ونحن نقول لو جاز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخيل أنه يفعل الشيء وما فعله ، لجاز عليه أن يظن أنه بلَّغ شيئـًا وهو لم يبلِّغه ، أو أن شيئـًا ينزل عليه ولم ينزل عليه ، وهو أمر مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه يتنافى مع عصمته في الرسالة.
ان من القواعد المنطقية عند المحدثين، أن راوية الواحد إذا خالفت رواية الجماعة، فهي شاذة إذا كان سندها صحيحا، منكرة شديدة الضعف إذا كان سندها ضعيفا وعليه، تكون الحادثة منكرة حسب قواعد الحديث، لأنها تناقض رواية الجماعة عمر بن الخطاب وأبي سعيد الخدري وعبادة بن الصامت ، ففي رواية سيدنا عمر التامة: دخلت أنا وأبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه حمى شديدة، منصوب على فراشه. قال: فسلمنا عليه فما رد علينا، فلما رأينا ما به خرجنا من عنده، فما مشينا إلا قريبا حتى أدركنا رسوله، فدخلنا عليه وليس به بأس، وهو جالس، فقال: « إنكما دخلتما علي، فلما خرجتما من عندي نزل الملكان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رجلي: ما به؟ قال الذي عند رأسي: حمى شديدة. قال الذي عند رجلي: عوذه. قال: بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس حاسدة، وطرفة عين، والله يشفيك، خذها فلتهنك. قال: فما نفث ولا نفخ، فكشف ما بي، فأرسلت إليكما لأخبركم ... سبحان الله، يصاب النبي بالحمى فيأتيه جبريل بالرقية مستعجلا، ويسحر الحبيب في عقله ورجولته فيتركه الله سبحانه متململا، فأين الحكمة والرحمة؟(11)
13 - حقيقة السحر
اخُتلف العلماء في السحر, هل له حقيقة أم لا حقيقة له بل مجرد تخييل؟ فاهل السنه والجماعة قالوا له حقيقية في الكتاب والسنه وهذا راي القرطبي والنووي وابن القيم (12) والدليل القراني استنتجوه من الاية الكريمة (قال القوا فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤو بسحر عظيم –الاية – الاعراف- 116)
* مفاتح الغيب ص ١٧١
وفي رواية للبخاري عن عائشة : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِر ، حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن - قال : سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر (13)
اما الشيعة فايضا يرون للسحر حقيقية , فالطوسي يرى «* السحر له حقيقة عند قوم، وهو أن الساحر يعقد ويرقى ويسحر فيقتل ويمرض ويكوع الأيدي، ويفرق بين الرجل وزوجته، ويتفق له أن يسحر بالعراق رجلا بخراسان فيقتله (14),لكن ولا يجوز أن يكون النبي (ص) سحر على ما رواه القصاص الجهال ، لأن من يوصف بأنه مسحور فقد خبل عقله (15)
وذهب عامة المعتزلة وأبو إسحاق الاسترآبادي من أصحاب الشافعي إلى أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام لكون الشئ على غير ما هو به، وأنه ضرب من الخفة والشعوذة (16)
14 - تساؤلات مشروعة
هناك العديد من الأسئلة التى لا بد أن يُجيب عنها أولئك الذين يدافعون عن البخارى ومسلم وكأنهم يعلنون عصمتهما وينفون العصمة عن رسول الله بتأكيد جريان السحر عليه ومنها
1- كم من الأحكام تخيل للنبى أنه بلغها وهو لم يفعل عندما كان مسحورا؟ وكم من الأحكام التى بُلغت على أنها من الله ولم تكن كذلك؟ أم أن النبى طوال تلك المدة لم يكن نبي
2- إذا كان هو إبليس جد الشياطين، يخشى سيدنا عمر ويتحاشاه في الطريق، فهل يعقل أن يتجرأ أحد جنوده الموجه من قبل لبيد بن الأعصم على النبي الأعظم؟ وهل سيدنا عمر أولى بالخوف أم الرسول الأعظم كيف تحكمون ؟
3- إن تأخر تأثير السحر في عقل النبي وبدنه مدة طويلة، حسب الأسطورة، يشكك في حكمة الله، إذ لا يعقل أن يسارع الله لشفاء نبيه من الحمى التي لا تقدح في نبوته، ولا تصد الناس عن الإيمان، ولا تعرض أتباعه للافتتان، ثم يترك السحر يفعل فعله مدة من الزمان
4- صرحت الرواية أن النبى ص أمر بردم بئر ذروان الخاص بنى زريق, ومعروف للعاقل كم هى ندرة وشح موارد المياه فى المدينة, وقد كان ردم بئر يعد مصيبة كبرى فى ذاك الوقت, فكيف تم ردم مورد يعتاش ويقتات عليه «بنو زريق»، وهم حلفاء النبى ولم يسأل القوم عن سبب ذلك، لأن المفترض فى الرواية أن النبى لم يرد إخبار الناس بالواقعة
5- لو نظرنا فى نسب «لبيد ابن الأعصم» إلى بنى زريق, فأين نجد ذكره فى كتب التاريخ والأنساب إبان العهد النبوى, فكل المراجع التى ذكرت المفصل من حياة النبى فى المدينة لم تذكر ولو طرفا من بيت أو نسب فى «بنى زريق» يقال له «الأعصم» فنجد فى «نهاية الأرب فى معرفة أنساب العرب» لأحمد بن على القلقشندى وهذا يعني مجهولية نسبه
6- فترة السحر استمرت 6 اشهر , لماذا النبي ص لم يخبر باقي زوجاته بانه مسحور واختص عائشة فقط ؟!
7- كيف يصح على نبى ص قال عنه الله تعالى {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٤) سورة النجم.. أن يكون فرية للمشعوذين والسحرة و إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الواسطة بيننا وبين الله تعالى ولا يصلنا الوحى إلا عن طريقه، فإذا جاز عليه السحر وسيطر عليه الشيطان لمدة ستة أشهر كما تزعم الرواية بحيث يتأثر إدراكه ووعيه بما يفعل، فإن ذلك يؤدى إلى الشك فيه وعلى هذا لا يمكن الاعتماد على الوحى فى إثبات عصمة النبى فى أى أمر من أمور التبليغ
8- اذا كان لبيد بهذه الامكانية لتسخير الشيطان فلماذا لم يستخدمها على أصحاب النبى خاصة الذين قويت بهم شوكة النبى وهم أقل فى كمال النفس والروح من رسول الله ولم يكن قربهم من الله تعالى كقرب النبى، فالتأثير والسيطرة على من هم دونه أسهل وأنجح
9- هل حديث الاحاد حجة في باب العقائد , فهي تفيد الظن لا اليقين , فالرواية منتفردة عن هشام بن عروة عن عائشة .
10- ما الحكمة وراء اصابة النبي ص بالسحر ؟!
11- يقال ان الرؤيا بالمنام بشخص الرسول ص رؤية حقيقية هذا القول حق وهو من عقيدة المسلمين وليس فيه شرك؛ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي» متفق على صحته
12- الله خاطب الشيطان في اربع ايات بانه ليس له سلطان على العباد الصالحين , فكيف يصح عقلا ان الله يستثني نبيه وافضل خلقه من هذا الامتياز والتميز ؟!
13- كيف يسحر الرسول، والله يقول له: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة:67]؟ وكيف يسحر وهو يتلقى الوحي عن ربه، ويبلغ ذلك المسلمين؟ فكيف يبلغ وهو مسحور، وقول الكفار، والمشركين: إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورً
14- بعض روايات الأسطورة تزعم أن النبي لم يعاقب لبيد بن الأعصم، ولم يمنعه من الدخول عليه بعد إبطال سحره، وأنه لم يتعرض له صحابي بسوء، وهذا غير معقول؟!
15- انظروا كيف يثبتون السحر على النبي بقولهم : إن نفي السحر عن النبي ليس انتصارا للعقل ولا تنزيها للوحي؛ فالنبي بشر بنص القران الا انه يوحى اليه , فاصابته السحر لا يتنافا من كونه نبيا او رسولا مادام لم يؤثر في تبليغه رسالة ربه كاملة ليست ناقصة (17)
16- تسالهم كيف العمل في حديث الاحاد الذي يبين حالة الظن لا اليقين , اجابوك بان حديث الاحاد اذا اتفق عليه الشيخان اصبح متواترا , وهذا التفاف مفضوح , فالإمام النووي يقول أحاديث الصحيحين التي ليست بمتواترة، إنما تفيد الظن، فإنها آحاد، والآحاد إنما تفيد الظن على ما تقرر، ولا فرق بين البخاري ومسلم وغيرهما في ذلك (18)
17- كيف النبي يوصي باجتناب الموبقات الشرك والسحر وبالتالي هو يسحر؟(19)
18- أنه لو جاز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخيل أنه يفعل الشيء وما فعله ، لجاز عليه أن يظن أنه بلَّغ شيئـًا وهو لم يبلِّغه ، أو أن شيئـًا ينزل عليه ولم ينزل عليه ، وهو أمر مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه يتنافى مع عصمته في الرسالة والبلاغ
19 – انظرو المازق الذي وقع فيه اصحاب الصححاح , فلم ينتبهوا ان هشام بن عروة ولد عام 61 للهجرة وخالته السيدة عائشة توفيت 58 للهجرية فكيف نقلت له الرواية وهو طفل بعمر بثلاث سنين؟!
20 – هل مقبول شرعا واخلاقا ان تؤخذ الرواية ويعتقد بها من شخص مثل هشام بن عروة صنف بالمرتبة الاولى ضمن طبقات المدلسين (20)
21 - كيف سحر النبي صلى الله عليه وسلم مع مواظبته على قراءة المعوذتين؟!
22- كيف لمثل هذا السحر، الذي اصاب النبي ص ، وظل يقاسي آثاره على مدى عدة أشهر أن تمر مرور الكرام، ولا تحظى بأدنى إشارة أو اهتمام سواء في القرآن الكريم أو على لسان أحدٍ من أصحاب النبي وزوجاته، باستثناء عائشة التي روى عنها ابن أختها عروة بن الزبير، ثم روى عنه ابنه هشام ، لا غير؟(21)
23 - هل رأيتم في افتراء بني إسرائيل على أنبيائهم (عليهم السلام) ما يصل إلى هذا الإفتراء؟!
24 - ما هو الفرق بين قول الكفار إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلاً مَسْحُوراً، وبين قولكم «حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله»؟!أليس هذا الجنون بعينه؟!
25 - لماذا ترك الله تعالى نبيه شهورا أو سنة مسحورا هائما لا يدري أفعل الشيء أم لم يفعله، مربوطا عن أزواجه مجروحا في رجولته؟ ولماذا لم يرسل سيدنا جبريل لعلاجه من السحر في اليوم الذي سحر فيه قبل أن يتعذب ويفشو الخبر؟
26 - اين نحو من قول الرسول(ص) من تصبح بسبع مترات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر فهل يعقل ان النبي الاعظم يوصي امته بأكل التمر ولا يأكل هو ؟!(22)
15 - المراجع
1- إبن رشد، أبي الوليد محمد بن أحمد (1991) كتاب فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال (ط 6، ألبير نصري نادر) بيروت: دار المشرق.
2- صحيح البخاري3268 وصحيح مسلم 1289
3- المالكي , هدى يحيى (2023) الشبهات المعاصرة حول حديث الرسول عرض نقد – العدد 30 ص1
4-القاسمي, جمال الدين محاسن- التأويل 9|577
5- المتعافي (2023) د.حسني احمد علي
https://www.profhosny.com/topic-1-1/f7cb4783-dca5-4073-93ca-2b5cdbca10c5 تفسير فرات الكوفي : 619 ح 774 6 -
7 – القاضي , النعمان المغربي .دعائم الإسلام / 138 ح 487
8 – الطبقات الكبرى ، ابن سعد 5/ 375 والذهبي في تاريخ الاسلام 3/1003
9- كتاب طب الأئمة عليهم السلام ( طب الأئمة : 113
10 – ابن المطهر , جمال الدين .مبادئ الوصول ( 209)
11 – ابن السني , عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب عمل اليوم والليلة - باب رقية الحمى - المكتبة الشاملة ص643
12 - تفسير القرطبي ج٢ ص44-46 و٤ شرح صحيح مسلم للنووي ج١٤ ص١٧٤. ٢٢٢
[2]- - صحيح البخاري- البخاري- ج7 / ص29، 88.13
14 - المبسوط - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٢٦٠
15 - التبيان - الشيخ الطوسي - ج ١٠ - الصفحة ٤٣٤
16– القرطبي, تفسير القرطبي - ج ٢ - الصفحة ٤٦
17 - ابو العلا, صفاء مصطفى , مصطفى موسى(2021) شبهات العقلانيين حول بعض روايات الصحيحين عرض ونقد – المجلة الاسلامية والدراسات الاجتماعية , المجلد 1 العدد 2 ص 306
18 - شرح النووي على مسلم (1/20)
19 - صحيح البخاري , كتاب الطب باب الشرك والسحر من الموبقات (حديث رقم: 5764 )
20 –الخلف , د. عواد (2001) روايات المدلسين في صحيح البخاري , اطروحة دكتوراه في اصول الدين , جامعة القروين – المغرب | الناشر دار البشائر الاسلامية , انظر ص 106 بما يتعلق ب هاشم بن عروة
21 – السهيلي ما مسند احمد 63 /6
22 – البخاري في صحيحه 7/104) ومسلم في صحيحه 3/1618 ) وفتح الباري لابن حجر 10/238
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat