كل الرفاق ماتوا ...
قبل أن يكملوا أداء النشيد الوطني
كل الأطفال اختبأوا
خوفا من دخان النار المشتعلة
في الزوايا والأركان
النوارس في حداد
خلف القضبان
الفرقة لا تتوقف عن العزف
دون أصوات ....
دون ألوان....
دون أطفال
وحدها خراطيم المياه
تؤدي رقصتها دوسا على براعم الحقل
من خلف السياج يطل وجه أمي
عيونها تؤرخ أزمنة
سقطت سهوا من درج التاريخ
تسأل=ألم ....ألن.... يتغير الشعار؟
مازالت الأشجار تقطف ثمارها
وترميها في النهر
تقتلع جذورها
لتنتحر في البحر
يا رفيقي ....كل الشعارات
صعدت إلى الله
وبقينا نحن فوق الأرض
نداعب البجعات
نراقص الذئاب
حتى الأسماك ...
كم مسدت ظهورنا
وكم بزعانفها شاكست دماءنا
فاقطع وريدك ....
قد مزقت شرياني
لابد للغضب من استراحة محارب
يشرب جعة الخيبة بين القبور
حيث الحياة ترفل بأحلام
تطلع من عمق المدافن
أزهارا تسامق السماء
نكاية في حدائق المدينة
وخطابات المنابر العفنة
مازلت أجلس على العتبة
في انتظار أمي
وما تحمل جيوبها من مفاجآت
لطفلة تشتهي رغيفا
وشربة ماء نظيفة
تسابق الريح ...وترتمي....
دون حذر على لحافها
كنت أظنها... لن تسمح للا توازن
بأن ينتصر عليّ
وأن حضنها قلعة آمنة
لا يدخلها جنود الخوف
ولا جنود الجن
مادامت تعرف جيدا
كيف ترقيني من كوابيس الظلام
حوافر الخيول العمياء
وأخبار الراديو حين تذيع الرصاص
أغنية تنتمي لكل الأزمنة
هكذا تقول الحكاية
فأين أمي ؟
كلما لمحت ظلا عابرا
تشبثت بتلابيبه
استدرارا لعطفها
ما عاد المكان يحمل عطرها....
لا يحفل بحنانها
ولا يرفل برائحتها
الممزوجة برضا الله
فكيف أتخلص اليوم
من وسواس الصمت
ونعيب البوم الطالع من التلفاز
كيف ألون الجرائد
لأقرأ على مسامع الغد
أغنية الفرح
كيف أبادل ركبة امي
بصخر صلد
أضع عليه أوزار انتظاري
احتضاري.....واختياري ؟!
وحضن امي لم يكن يوما
غفورا ولا رحيما....
بل كان دوما مأوى
لغزاة جففوا ضرعها
ليموت صغارها عطشا وجوعا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat