الشيخ علي الكوراني يفجع المؤمنين
علي الخالدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي الخالدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أفاق المؤمنون صباح هذا اليوم، الاحد على خبر نزل كالصاعق على القلوب، وهو وفاة العالم الجليل والمحقق سماحة العلامة الشيخ علي الكوراني رضوان الله عليه.
ليس رداً على قضاء الله وقدره، ولكن بطلب الطف من الله بأيتام صاحب العصر والزمان، الذين ما زالوا يعيشون الفاجعة والألم والحصرة تلو الأخرى، فالشيعة عاشوا غياهب جب غيبة ولي امرهم المهدي عليه السلام، وفقدان قادتهم وعلمائهم لأكثر من الف عام، ويبحثون عن أي بصيص امل يوصلهم إليه او يقربهم منه, عبر رجل دين صادق يقطع امامهم ظلمات الاحداث وتشابكها.
كان الشيخ علي الكوراني رضوان الله عليه، هو احد الرشفات التي روت عطش المستضعفين، واحد أجهزة انعاش الأمل لدى اهل الغيبة، فهو فتح آفاق القضية المهدوية على جميع الابواب التي كانت مغلقة، ومصدة امام الشيعة في زمن كان اسم الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، يخاف المرء من ذكره، بفضل جود دولة صاحب العصر والزمان الجمهورية الاسلامية, وذلك عبر أثير إذاعة عاصمتها طهران ومن خلال برنامجه الإذاعي "شمس خلف السحاب" في بدايات تسعينيات القرن العشرين، وكان يجيب تساؤلات السائلين عبر البريد الإلكتروني، حيث لم تكن آنذاك تأمين للاتصالات مباشرة.
قال أمير المؤمنين عليه السلام (إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيئ إلى يوم القيامة) إن هذا الفارس الذي اعتلى جواد الانتظار على ما يقرب من نصف قرن، مقاتلا في جميع ساحات رد الشبهات، في علل غيبة الإمام المهدي وظهوره، حتى اصبح مرجعا في القضية المهدوية يرجع اليه عند كل حدث معاصر، وخاصة بعد فتنة الشام في سوريا، حيث فتح كتابه "عصر الظهور" بعض من أسرار ومفاتيح الغيبة.
إن الخلف العلمي الذي تركه هذا العالم على طريق الانتظار، هو مدعاة للمراجعة لما فعله هذا الرمز في مسيرة الظهور، وكيف نجعل من انفسنا اسوة حسنة كهذا البطل وشعلة تنير دروب منتظري دولة العدل الالهي, فهو لم ينتهي عمره ولم يفني حياته في علوم اهل البيت! بل احياها في ذكرهم, وما ترك من اثر في قضية الامام المهدي عليه السلام خير دليل على ذلك.
أبا منتصر آلمنا وافجعنا بوفاتك ورحيلك, ولكن نأمل نستأنس بما خلفت من تراثك, وان شاء تعالى انا على العهد باقون, باللحاق بركب الانتظار.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat