صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

هل يدخل الحزب الشيوعي في قائمة دولة القانون ؟
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يثير تصريح القيادي في الحزب الشيوعي العراقي ( مفيد الجزائري ) جملة من التفسيرات والتساؤلات والتحليلات والنقاشات السياسية باوجه متعددة ومضامين متباينة بان (المالكي ابلغنا بان تحرك العراق مستقبلا , بتشكيل تكتل غير طائفي

عابر للطوائف يضم المتدين والعلماني والمسلم والمسيحي والعربي والكردي والمحجبة والسافرة  ) .. نتساءل ببساطة . هل هي بداية لربيع عراقي يضم الاحزاب التي نالت من القمع والارهاب والتشريد  في زمن الطاغية المجرم ( صدام ) حصة
الاسد بسبب رفضها الانصياع لارادة الجلاد . ومحاربتها للحقبة المظلمة التي سلبت حقوق المواطن وحريته وحياته بانتهاجها الظلم والطغيان .. هل هي بداية لرسم الطريق بخطى ثابة وواضحة المعالم بعد سنوات عجاف من التجريب المرير
والمعاناة القاسية وانعدام مشاريع الاصلاح والتعمير . وعدم الجدية الكافية في تصفية اثار الدكتاتورية , التي تركت جراحا عميقة في الجسد العراقي .. لقد مارست النخب السياسية المتنفذة معالجات خاطئة تتمركز في همها الكبير في اقتسام
الغنائم والتنافس الحاد على السلطة والنفوذ والسيطرة على اموال الدولة . وفشلت كل الحلول الفوقية في معالجة الازمة السياسية المستفحلة , والتي اخذت بعدا طائفيا وحزبيا وفئويا . اثرت بشكل سلبي على الاوضاع السياسية والامنية وتركت
اثار سيئة على المواطن , وكذلك لعب دور فعال قلة الخبرة والفشل في القدرة على تحمل ادارة شؤون البلاد , وتجاهل الاهتمام بمصالح الشعب وانصاف مظلوميته وضمان حياة حرة وكريمة . ووصل الاحتراب والتطاحن السياسي الى
نفق مسدود , وان مرحلة التغيير لم تخرج عن الاطر الطائفية والمحاصصة السياسية وظلت اسيرة للارادتها. وبهذا الشكل تفاقمت جراثيم الفساد التي فاقت برائحتها العفنة العباد , ولم يعد السكوت عنها مخرجا بسبب الارقام الخيالية في السلب
والنهب دون محاسبة من السلطة التنفيذية والقضائية , وغياب دور البرلمان مما سهل على الفاسدين الهروب خارج الوطن . دون ان تلاحقهم تبعيات او اجراءات قانونية ... هل هذا التقارب المفاجئ بعد فصل شتاء قارس بالاحداث المعروفة
ام صحوة ضمير بعدما تكبد المواطن القهر والحرمان وعدم الاستقرار الامني بفعل عمليات عصابات الارهاب والجريمة في قتل الابرياء ..  اوقد تكون عملية اصفاف سياسي جديد بعدما فشلت كل الحلول السياسية بين الاطراف السياسية
في الاتفاق على برنامج سياسي اصلاحي يدعو الى حل المعضلات التي وصلت الى الغضب الشعبي نتيجة ممارسات الدجل والنفاق السياسي واعطى الوعود الكاذبة , بحل المشاكل وانتهاج الطريق الديموقراطي الذي يحترم الدستور  .. ام
هي زوبعة في فنجان لذر الرماد في العيون وامتصاص النقمة الشعبية .لتجاوز تدهور الازمة السياسية  باعطائها لقاحات مسكنة بذريعة القيام بمرحلة الاصلاحات ومعالجة الاخطاء والنواقص في التجربة الديموقراطية الهشة .. ان هذا التقارب
بين السيد المالكي والحزب الشيوعي يثير صدى ايجابي وسلبي , لان البعض يصر بعناد على ابعاد الحزب الشيوعي من المشهد السياسي , رغم ان الحزب يملك رصيد وزخم شعبي لا يستهان به . وان التاريخ الحديث يشهد بقوة ناصعة
ويؤكد بما لا يقبل الجدل بان الحزبين ( الدعوة والشيوعي ) تحملا الثقل الاكبر من القمع والاضطهاد والارهاب البعثي  . وتكبدا من الضحايا والشهداء الابرار الكثير ... وان رسم الطريق السليم يعتمد على ابناءه الاوفياء .. وهنا يطرح
السؤال الملح . .. هل يدخل الحزب الشيوعي في قائمة دولة القانون في الانتخابات القادمة ؟ . وتحت اي غطاء اوبرنامج سياسي يوضح بشفافية نقية ماهي الاصلاحات  وخطط التعمير المرتقبة ؟ . وخاصة كما صرح ( مفيد الجزائري ) بان
التكتل الذي يدعو اليه السيد ( نوري المالكي ) صحيح ومعقول وان الحزب الشيوعي اول الداعين اليه منذ سنيين طويلة 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/12



كتابة تعليق لموضوع : هل يدخل الحزب الشيوعي في قائمة دولة القانون ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net