لماذا يغامر طالباني بمستقبله لحل الازمة ؟؟؟
سعيد البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ربما لا يعرف الكثيرون ان الرئيس طالباني الذي يعد واحدا من اربعة, طالب النظام السابق بقتلهم وتصفيتهم بأي ثمن وبلا مقدمات ودون رحمة او تهاون في وثيقة كشف عنها حتى قبل سقوطه, وربما لايفهم الكثيرون ايضا منهجه ومدى تحمسه للعراق الجديد وبناء مؤسساته وربما لم يصل البعض الى فك رموز اختياره رئيسا للبلاد دون غيره من القادة الكرد, وربما وربما... غير ان الواقع الذي فرضته المصلحة الوطنية واستمرارية المشروع تطلبت ان يكون هذا ارجل دون غيره هو الرئيس القادر على التفاعل والتعامل مع الاحداث والمتغيرات بكفاءة عالية رغم بعض القيود التي فرضها باختياره على نفسه يرى البعض انها غير مقبولة ولايمكن الا ان تحسب ضده وتلوث تأريخه في مقارعة البعث ومنها, عدم مصادقته على احكام الاعدام بحق المجرمين من رموز البعث المجرم كونه احد الموقعين على اتفاقية تناهض لاعدام قد يكون هذا صحيحا ولست في معرض الدفاع عنه في هذا الموضع تحديدا لاني ارى انه لايلبي طموحي شخصيا في وطن عانى الامرين من هولاء القتلة المجرمين . لكن اكثر ما يحسب له هو بعد نظره وقدرته العاليه على استيعاب المتغيرات والنظر بواقعية للمستقبل دون الخوض في حسابات معينة او احتمالات قد يصيب بعضها ويخطىء بعضها الاخر الهدف, وهذا ما نراه جليا في نظرته للتحالفات الكردية الشيعية التي كان حريصا على عدم تاثرها بتصعيد الصراع بين المركز والاقليم ولنقل بين المالكي والبارزاني رغم ادعائهما ان الخلاف ليس شخصيا لكن الواضح انه اكثر من شخصي, فالاقليم بقيادة مسعود بات يمارس الوصاية على المركز فيما يتحول المالكي الى متطرف في ارائه ونظرته لهذه العلاقة, وكلاهما لم يكن موفقا في تعامله مع الازمة واصطفافاته التي احيت القاعدة وحليفها البعث المقبور وللاسف فقد لجأ الطرفين اليهما للفوز بالغلبة بطريقة مباشرة او غير مباشرة. وما يجري دليل على كل ذلك فاعادة البعثيين بالجملة بقرارمن بغداد و احتضان بعض المجرمين من رفاق الهاشمي في كردستان, وان لم يعلن هولاء تحالفهم مع القاعدة لكنهم كانوا ادوات لتسهيل اعمالها الاجرامية بحق شعبنا وهذا يدلل على سلوك الطرفين غير المقبول بوضوح تام من هنا كان طالباني يمثل الاعتدال والوفاء لتحالفات كانت مصدر قوة للبلاد ومع الضغوط التي يتعرض لها قبل و اثناء زيارته العلاجية لألمانيا مايزال موقفه يمثل التوجه الصحيح فهو لم يجاري البارزاني في تطرفه ولم يؤيد المالكي في تفرده واصر على عدم جدوى لتنازع مؤثرا الحوار والدعوة اليه مرارا وتكرارا, لذلك ومع تزايد هذه الضغوط اعلن الطالباني انه سيطرح مبادرة جديدة بعد عودته للبلاد ويرى انها الحل الامثل لكنها وباعتقادي لن تخرج من اطار الحوار وتقديم التنازلات المتبادلة بين اطراف الصراع وان لم يتحقق هذا فيرى انه سيترك العمل السياسي حرصا منه على وحدة البلاد ومستقبلها .. قد يتحقق ذلك وهذا هو المرجو لكن ان لم يتحقق فاعتقد اننا سنخسر قائدا سياسيا كبيرا .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سعيد البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat