صفحة الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

من أسرار النجاح
رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال: " وَلاَ ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ".

الحياة لا يمكن أن يعيشها الإنسان وحده، ولا يمكن أنّ يستقلّ برأيه؛ لما في ذلك من ضعف يدبّ إلى رأيه، فيجازف بأغلى ما عنده في حياته وهو قراره، فالقرار من أخطر الأمور التي تؤثّر على حاضره ومستقبله، فكم من مستقلّ برأيه هلك بدوّامة الكفر والانحرافات وانخرط في حزب الشّيطان الذي لا يؤدّي به إلّا إلى العذاب الذي ذكر في القران الكريم أنّهم خالدين فيها أبداً كما في سورة البقرة، آية 62: ( خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ)فهذا القران الكريم في آية من آياته الكريمة يبيّن حالهم وخلودهم في النّار نستجير بالله من ذلك.
     كلّ ذلك بسبب القرار الخاطئ الذي اتخذوه تقليب وجوه الآراء في عالم الدنيا التي اختاروا بها الكفر والإلحاد.
   لا يقوى صاحب القرار ويقترب من الصواب إلّا إذا ضمّ رأي من آراء العقلاء إلى رأيه ممّن يعتدّ برأيهم، ويكون رأيهم سنداً ومعيناً له على الاقتراب من الصواب والنجاة التي لا يختار العقلاء والمتشرّعة غيرها.
والمشاورة هي أن تجعل مع عقلك عقل آخر وكلّما زاد العدد زاد قوّتها، وانتشر غصنها، ونضج ثمرها. 
     بالمَشْوَرَة أو المَشُورة وهي اسمٌ مِن أشارَ عليه بكذا أي بَيَّن له وجهَ المصلحة ودَلَّه على الصواب، وبهذا يستعين العاقل بعقل أو عقول أخرى؛ ليصل للقرار الصائب أو القريب من الصواب الذي لا يلام على اتخاذه، وقد ذكرت الروايات الشّريفة أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يستشير مع أنّه لا يحتاج إليها ألّا أنّه يعلّمنا هذا الفعل المنجح لحياتنا، والذي يمثّل طريق النجاة، كما في قضيّة حفر الخندق المعروفة.
     وفي النهج عن أمير المؤمنين (عليه السّلام): " مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوه الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَأ" وهذه كلمة يتبيّن منها أن من يقلّب الآراء يصل إلى مواقع الأخطاء فيجتنبها لئلّا يقع فيها فيفسد أمره الذي هو فيه، فالمشورة خير معين على النجاة وهي سبب للنّأي بالنفس عن الخطأ، وهذا سرّ من أسرار النجاح الذي يقدمه الدّين الإسلاميّ ويضعه بيد المؤمن الذي لا يقبل من نفسه أن يكون ضعيف الرأي، خائر الأفكار، إنّما المؤمن هو من يبحث عن القمم والنجاح والفلاح، والنجاة في الحياة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض السيد عبد الأمير الفاضلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/31



كتابة تعليق لموضوع : من أسرار النجاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net