صفحة الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

صمت مع الحياء خير من الغلبة بدونه
رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

     قد يغلب إنسانٌ إنساناً آخر في طول لسانه وبذائته وسوء أخلاقه التي لا تكون إلّا بعد تمترسه خلف جدران قلّة الحياء وحجب ضعف المروءة، ليقال أنّه اسكت خصمه وفاز بمدح عميان القلوب، وهو فوز وهميّ لا قيمة له ولا وزن.
    وترى صمت من له الحقّ ليس لعدم قدرته، ولكن همّه في حفظ دينه، يصمت وهو حافظ لصفاته الحسنة، وسجاحة أخلاقه، ورجاحة عقله، فيظهر بمظهر المهزوم بعين فقراء الوعي عمي القلوب، ولكن كلّ هذا لا يغير من الحقّ شيئاً، ولا يجعل قليل الحياء محقّاً ولو أجهد نفسه واسكت خصمه، وفعله لا يزحزح الحقّ عن أهله قيد إنملة.
     فقد صمت سيد الكائنات نبينا الأكرم(صلّى الله عليه وآله) مدّة من الزمن مترفعاً عن الردّ على جهل عتاة قريش وطغاتها، حتى اغتر بهم من هو على شاكلتهم، وقتل دونهم من قتل، ولكن لم يغيّروا الحقّ، ولم يزحزحوه عن أهله.
      وكذلك أمير المؤمنين (عليه السّلام) ترفّع عن الردّ على من كان في زمانه من الطغاة الظلمة، الذي هتكوا حجاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بهتكهم لحجاب بيت الأمير(عليه السّلام) وعدم رعايتهم لمقامه، ولكن لم يغيّروا الحقيقة، وبقي الحقّ يدور معه حيث دار.
      وكذلك الامام الحسن المجتبى (عليه السّلام) هكذا نجد في سيرته من مواقف تجاه من لم يسلّم له، واتهمه بصلحه، وصرّح بالنيل من شخصه وشخصيّته، ولكنه ترفّع كما أراد الله تعالى حتى عرف الناس الحقّ أنّه معه.
      واجتاز الامام الحسين (عليه السّلام) عدوّه ببيان الحقّ وإقامة الحجّة عليهم دون الردّ على أباطيلهم وما يحدثونه في حضرته من الضوضاء والتشويش وهكذا سائر المعصومين (عليهم السّلام).
       فلا تكترث لطول لسان قليل الحياء بل ترفع عنه وأذكر الحقائق قربة لله تعالى ونصرة له سبحانه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض السيد عبد الأمير الفاضلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/08/13



كتابة تعليق لموضوع : صمت مع الحياء خير من الغلبة بدونه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net