الخيال وسيلة صورية يمكن لها ان تصور الصور كما هي في الطبيعة والواقع ويمكن ان يكون الخيال مبتكرا للصور والحالات والاشياء حتى تصل الى ابتكار الشخصيات في اعماله الفنية لهدف يرتئيه فنيا أو فلسفيا أو فكريا وهذا متجسد تماما في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري والكوميديا الالهية للشاعر العظيم دانتي باجزائها الثلاثة وقد لاقى ما لاقى كل من المعري ودانتي من تأويل وتخمين في النظر الى شخصيتهم العبقرية بين الالحاد والايمان.
ويمكن ان يكون الكاتب الروائي ضحية ايضا لخياله الخصب حتى ليظن البعض انه مر بكل التفصيلات والحقيقة انه يمتلك الخيال الواسع الخصب في ايجاد التركيب الصوري الجمالي لاعماله الفنية وهو لا يعدم الواقع وتفاصيله ولكنه يطور به ويأنس الى خياله الذي يحرك الاشياء فينطق الحجر وتضحك النوافذ ويتحدث الخيال وتسمع الموسيقى وهي غير موجودة ويكون اللقاء المفترض وتكون الاحداث والمصائر وتستثمر اللهجات والحوادث العابرة لتكون في صلب الموضوع فنا زاخرا ليس كما هو موجود في الواقع ولكن كما اراد الكاتب الفنان ويبدو لي ان كثيرا من الناس كانوا ضحايا خيالهم وطموحاتهم فالخيال فيه من المتعة الايجابية بما ينقذ الروح من قسوة الواقع وهو في الوقت ذاته يورط البشر حين تكون المبالغة ثم الصدمة العنيفة بالواقع والحل في هذا الدرس ان نتعامل مع الخيال بمتعة الجمال وان نحسب للواقع الف حساب وان نكون صورة متوازنة عن طبيعة الشخصية المراد رسمها في الاعمال الادبية والهدف من رسمها ان كان فلسفيا او رمزيا أو واقعيا أو تعبيريا وبين ان تكون حقيقة واقعية مر او يمر بها الكاتب فلا يكون ضحية ما يكتب وانما يحقق هدفه الفكري والجمالي .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat