صفحة الكاتب : د . حاتم عباس بصيلة

ضحايا الخيال
د . حاتم عباس بصيلة


الخيال وسيلة صورية يمكن لها ان تصور الصور كما هي في الطبيعة والواقع ويمكن ان يكون الخيال مبتكرا للصور والحالات والاشياء حتى تصل الى ابتكار الشخصيات في اعماله الفنية لهدف يرتئيه فنيا أو فلسفيا أو فكريا وهذا متجسد تماما في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري والكوميديا الالهية للشاعر العظيم دانتي باجزائها الثلاثة وقد لاقى ما لاقى كل من المعري ودانتي من تأويل وتخمين في النظر الى شخصيتهم العبقرية بين الالحاد والايمان.
ويمكن ان يكون الكاتب الروائي ضحية ايضا لخياله الخصب حتى ليظن البعض انه مر بكل التفصيلات والحقيقة انه يمتلك الخيال الواسع الخصب في ايجاد التركيب الصوري الجمالي لاعماله الفنية وهو لا يعدم الواقع وتفاصيله ولكنه يطور به ويأنس الى خياله الذي يحرك الاشياء فينطق الحجر وتضحك النوافذ ويتحدث الخيال وتسمع الموسيقى وهي غير موجودة ويكون اللقاء المفترض وتكون الاحداث والمصائر وتستثمر اللهجات والحوادث العابرة لتكون في صلب الموضوع فنا زاخرا ليس كما هو موجود في الواقع ولكن كما اراد الكاتب الفنان ويبدو لي ان كثيرا من الناس كانوا ضحايا خيالهم وطموحاتهم فالخيال فيه من المتعة الايجابية بما ينقذ الروح من قسوة الواقع وهو في الوقت ذاته يورط البشر حين تكون المبالغة ثم الصدمة العنيفة بالواقع والحل في هذا الدرس ان نتعامل مع الخيال بمتعة الجمال وان نحسب للواقع الف حساب وان نكون صورة متوازنة عن طبيعة الشخصية المراد رسمها في الاعمال الادبية والهدف من رسمها ان كان فلسفيا او رمزيا أو واقعيا أو تعبيريا وبين ان تكون حقيقة واقعية مر او يمر بها الكاتب فلا يكون ضحية ما يكتب وانما يحقق هدفه الفكري والجمالي .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حاتم عباس بصيلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/01



كتابة تعليق لموضوع : ضحايا الخيال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net