أتحسر عندما أجد ملحدا مثقفا، تلك عندي معضلة وأفرح حين أكتشف أنه لا يملك إلا قشور الثقافة، لأن الوعي الحقيقي إدراك يهب الإنسان اليقين.
بعض مبالغات الحديث العام الغير مدرك من قبل الناس يشجع أولئك الشباب ويمنحهم ثقة بالنفس وأهمه، أنا أتحدث ضمن نطاق تجربتي أغلبنا كان ينتمي إلى الإلحاد الظاهري دون معرفة وهي مجرد دوافع نفسية مرضية تعمل لحب الظهور والتميز الخادع، كنا وما زال الجماعة يقلدون ما تعمله دول الإلحاد، وإلا التخبط الفكري واضح، العراقيون يخلطون الشيوعية وكأنها قرينة الإلحاد حتى صارت وكأنها حقيقة، بينما الإلحاد مدرسته الوجدودية فلسفية، والشيوعية اشتراكية بمعنى مدرسة اقتصادية، يتغنون بداروين ولا أحد فيهم يصدق أن داروين كان يؤمن بالله سبحانه تعالى فهو يقول في مذكراته (من المستحيل والصعب أن نتصور هذا الكون العظيم بما فيه من بشر نشأ بمصادفة عمياء، وعندما أبحث حولي أجدني مجبرا على الاعتراف بوجود مصمم عليم حليم لذلك أنا أؤمن بوجود الله سبحانه) مذكرات داروين - لورا بارلو - كوليز - لندن عام 1958 م.
من أخطاء الشباب اليوم النظر إلى سلبيات بعض أدعياء الدين واعتقد أن رسوب تلميذ لا يعني العيب في التعليم كمبدأ، كنا ذات يوم باجتماع نتحدث به عن آخر تطورات الفكر الإلحادي، وإذا يأتي من يبلغني بوفاة أبي رحمه الله كانت انقلابة قوية في حياتي رفعت يدي إلى السماء أدعو الله له بالرحمة وأقرأ لروح أبي سورة الفاتحة، كيف لمن لا يؤمن بالله أن يترحم على ذويه ويحث الناس على إهداء سورة الفاتحة، من ضمن الطرافة، بعد 2003م افتتح مقر لحزب الشيوعي في كربلاء قرب كراج المحافظات في العباسية وفي جلسته الأولى تفاجئنا بأن عريف الحفل يعلن أن خير ما نفتتح به مقرنا الجديد آيات من القرآن الكريم، جميل أن يعود الشيوعيون بفكر جديد لا يعتمد على فكرة الدين أفيون الشعوب، علم النفس اليوم يدرس الإلحاد كمشكلة نفسية الدكتور المصري عمرو شريف لديه عدة نظريات تفسر الالحاد عبر مقاربات علم النفس (النمط النفسي للملحد) بالمناسبة لشيخ الملحدين العرب (إسماعيل أحمد أدهم) نشر كتاب الإلحاد في مصر (لماذا أنا ملحد) أعلن هذا الرجل التوبة وقرر أن يحج ويعلن توبته، ورفع راية الإسلام، مؤسس جماعة تنشر الإلحاد بعنوان (رابطة الأدب العربي) وأمين سر هذه الرابطة ذات الشهرة الواسعة (كامل الكيلاني) أعلن الرجل التوبة واستغفر الله على ما جناه، في سنة 1930 م، شكل إسماعيل مظهر حزب الفلاح ليكون منبرا للإلحاد وعندما نضج فكريا أعلن توبته، والشاعر العراقي الزهاوي أعلن التوبة، الآن على الشباب أن يدركوا أن مثقفي أوربا لا يحاربون الدين بل يحربون الكنيسة، اليوم يحاول البعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي بالنفخ في مزمار الإلحاد في العراق ليس فكري، أغلب القادة الشيوعيين يتوهمون العلمانية على أنها الحاد والعلمانية لا علاقة لها بعقيدة الدين، هناك فرق بين الإلحاد واللا تدين، محاولة من قادة الملحدين على قلتهم يعملون لاصطياد الشباب الغير ملتزمين بالدين، لكنهم عند المرض أو أي شدة سيكونون أكثر التزاما بالله من المتدينين، هناك مفكر فيلسوف هو من كبار مؤسسي الألحاد بالعالم (انطوني فلو* بعد مرحلة طويلة بالإلحاد علن أنه لا يستطيع أن يهرب من حقيقة وجود الله سبحانه. أحدى الجامعات العالمية استطاعت أن تجعل مجموعة من الشباب يعيشون أجواء الموت، فوجدوا الجميع بلا استثناء يتوسلون بالله سبحانه، نظريات كثيرة أثبتت أن عملية التفكير بالموت تعزز لدى الإنسان الإيمان بالله، إن الإنسان لحظة الموت يميل الى فطرته للإيمان بالخالق العظيم والحمد لله رب العالمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat