لماذا يلحد الملحدون؟
صالح حميد الحسناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح حميد الحسناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم تكن تتوفر لدينا مساحة الاطلاع والقراءة بالشكل الذي موجود اليوم، أنا أقرا في الانترنت أجد أشياء باهتة وغير مثقفة، هي غير مقنعة، القضية تعني لا بد من الوعي، لنوفر للشباب ثقافة الموازنة لكيلا تكن تلك الالحاديات مؤثرة على عقلية الشباب المتمنطقين، ينشرون مواضيعهم تحت عناوين فضفاضة مثل (الإلحاد بين حرية الاعتقاد وعبثية الوجود) يضع الإلحاد في بداية العنوان ليسلط عليه الضوء فتكون أول مفردة في عتبة العنوان وتجذب الأنظار إليها، وعنوان آخر ينشر بأداة الاستفهام (لماذا يلحد الانسان؟) وكأن الالحاد مصير وهو يناقش المصير الإنساني، ليصور لنا الإلحاد وكأنه واقع جاهز لمحاورة حقيقية، يلعبون بصيغ الخطاب ليضيفوا مساحات من الضغط والتأثير على عقلية الشباب، وليمرروا من خلالها آراءهم وأفكارهم
مثلا: دائما أقرأ هذه الجملة، (أن قضية الإلحاد هي قضية قناعة)، وكأنها قناعة حقيقية متكونة لدى الإنسان، هذه الجملة من حيث الواقع لا حقيقة لها أساسا، بل هي جمل تعمل على تصدير الوهم، وترسيخ الوهم في عقلية الشباب
كنا نتأثر بمثل هذه العبارات بل نعتبرها شعارات تريحنا نفسيا، وكأنها أعدت لنصرتنا على أهل الإيمان، ولهذا كنا دائما نثير بين الناس هذه الحجج الواهية مثل التركيز على حرية الراي، والقناعة الفكرية، وحداثة الرؤية والفكر، كنا نتعمد أن نسحب الحديث اليومي مع الناس لهذه القضايا التي تتوهمها وغالبا ما نعرف مساحتها، يثيرون قضايا أكبر من إمكانية العقل الشبابي
مثلا هناك جمل تنتشر في أكثر من موقع أن قضية الإلحاد ليست إرادية وكأنها حتمية التاريخ، وبالمناسبة هذه الجملة كنا نكررها دائما في حواراتنا وحديثنا اليومي (الحتمية التاريخية)، وكأن الإلحاد لا تتبع قرارات الإنسان، الآن أسأل نفسي كيف كانت تمر علينا مثل هذه التناقضات الفكرية، تارة نقرأ أنها فكر وقناعة وحرية وفي نفس الصفحة نقرا أنها قضية غير إرادية، هذه المحاولات اليوم ندرسها بدقة وبوعي لنكتشف أن هذه المصطلحات كانت تعمل على أن يجاروا فكرة الفطرة عند الدين، وكأنها فطرة الالحاد، بينما أغلب من أشاعوا الإلحاد في العراق هم من عوائل دينية وانحرفوا لفترة وجميعهم عادوا إلى التوبة، و القلة الموجودة اليوم ستعود إلى نفس المصير للتوبة النصوح إن شاء الله
قراءة نفسية لمن يدعي الإلحاد اليوم سنجد أنهم يؤمنون بالله سبحانه فهم مقتنعون أصلا بوجود الله، لذلك هم غريبو الاطوار يؤمنون وينكرون. شخصيات فصامية تؤمن وتلحد.
كنا نضحك من نكتة لأحد الملحدين الكبار وهو يحاول إقناع شخصا من أقاربه بالإلحاد فيؤكد وهذه الجملة المتناقضة دائما كنا نكررها دون قصدية منا (أقسم بالله لا وجود لله والطبيعة هي التي خلقت نفسها) يقسم بالله الذي ينكره هو
أحد الناشطين المتمرسين في حرب الدين ونكران الله دخل على جماعه ملحدين على شاكلته ليقول لهم:
ـ إخوان أمي حالتها خطرة أسألكم الدعاء، والجماعة يجيبونه:
ـ ندعو الله لها بالسلامة، الإلحاد ليس فكرا ولا معتقدا، بل هو مجرد ادعاء ولا عقل له، وإلا لما فرط بإيمانه بالله وبقدرته سبحانه، اليوم عرفنا الرجوع إلى الله لا يقيم بثمن، يجعلنا نشعر بالسعادة وبالفرح الداخلي، ونسخر من تلك التعبيرات الإنشائية التي تسوق الملحد بدرجة الإيمان
الإعلام الملحد يريد أن يجعل للملحد منزلة المؤمن من حيث القناعة ومصداقية الإيمان والتصالح مع النفس، لا أريد أن استثني أحدا الجميع يكذبون على أنفسهم ويناقضون مع أفكارهم، ينكر الله ويطلب من صاحبه قراءة سورة الفاتحة لأبيه والدعاء إلى الله بالشفاء العاجل لأمه، الكتاب الملحدين يروون أن الملحد قاصر ذهنيا عن إدراك وجود الله سبحانه ولا يمتلك القدرة الفعلية التي أنعم الله بها على المؤمنين، أحد المتفلسفين يطرح فكرة قديمة يصوغها بشكل مفتعل:
ـ ماذا لو اكتشف المؤمن إن الله غير موجود وإن عبادته تذهب مع الرياح؟
لا بد أن ننتبه إلى التأريخ فهذه المحاورة عرضت على الإمام الباقر عليه السلام، سأله أحد الملحدين:
ـ ماذا لو اكتشفت في الآخرة أن الله غير موجود؟
أجابه الإمام عليه السلام، سأعتبر عبادتي رياضة ولكن ما حالك أنت إذا عرفت أن وجود الله حقيقة وفاتك وقت التوبة؟
فانهار طالبا التوبة والاستغفار،
اليوم يحاول الإعلام تحسين صورة الملحد بانه ليس مفسدا، إذا انطلقنا من تجربتنا في كربلاء نكتشف أنها ليست حقيقة بل كان الإلحاد قمة الفساد حتى وصل الأمر بنا أن نخرج مظاهرات نطالب برفع الشرعية عن الاقتران وحرية الزواج الكيفي وفوضى تصل لحد رمي القاضي الشرعي بالنهر واعفاء المهر والغاء الزواج أساسا والمعاذ بالله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat