صفحة الكاتب : صالح حميد الحسناوي

ان الله كان معي
صالح حميد الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


حاولت ان اهرب من محاورته ، ربما لصغر سني في وقتها وضعف معلوماتي ، او ربما خشية ان لا يتقبل مني الحقيقة فهو يريد ان ينتصر علي ولا شيء في رأسه سوى انتصاره ،واغلب المتحاورين لا يبحثون عن الحقائق بل عن انكسار الخصم وكأنهم ديكة في حلبة النزال ، هل سأقول لشيخ الملحدين في العراق ان مرتكزكم  بنيتموه على نظرية داروين لنسف قيم الربوبية  ، ولا أحد  فيكم يهمه ان يعرف من هو دارون ، الضجة الإعلامية للأسم تكفي ، ولا أحد منكم قرأ النظرية أو أستوعب مغزاها ، ربطتم النظرية بنكران الله سبحانه تعالى وانتهى عندكم  الموضوع ، ترتكز  نظرية  داروين على كتابه  الأول ( أصل الخلائق ) والكتاب  الثاني ( ظهور الإنسان ، قلب النظرية لا تدعو  الى الالحاد  ولا علاقة لها به ،  وداروين  نفسه ليس ملحدا ، بمعنى ان الملحدين ، كانوا  يبحثون عن جذر  ثقافي  يتبجحون به ، وهيء  بعض النقاد لهم هذا الجذر عبر مقاربات  غير سليمة ، ، دارون نفسه يستغرب كيف ربطوا  النظرية بالإلحاد ، بينما النظرية  هي نظرية عنصرية قسم الانسانية الى مراتب حسب قربهم لأصلهم الحيواني ، ويتدرجون في ست عشرة مرتبة ، يأتي الزنوج ثم الهنود  ثم الماويين  ثم العرب في أسفل القائمة والامريكيون البيض  في أعلى المراتب ، وكل هذا  التطبيل لأن دارون أظهر تفوق العنصر الاوربي ـ وقال  ان الإنسان أصله  قرد ليبرز نظريته العنصرية  التي تعلي من مرتبة الانسان الأبيض ، وداروين  لم ينف وجود خالق لهذا القرد ، ، كان الشيوعيون  العراقيون ، واغلب الملحدين  منهم لايعرفون أن دارون رجل مؤمن  بوجود الله سبحانه  ، حين بلغ عمره الأربعين عاما توفت أبنته آني ، دفعته الصدمة لعدم المشاركة في جنازة ابنته معلنا انه قد تخلى عن الإيمان ، انتهى عند هذا الحد ، فالإلحاد جاء بسبب الجزع وليس  الاقتناع بنظريته ،  والحقيقة ان هذا الجزع لم يستمر بقية حياته ، كتب الرجل في سيرته  الذاتية ( لايمكنني أن أصدق بإن هذه  الأكوان الهائلة  ، وكل هذه الاشياء البديعة في العالم  وجدت عن طريق  الصدفة ، أنا مؤمن بوجود  الله ) ، استطاع  الملاحدة  ربط  هذه النظرية بقناعاتهم لتصل حسب مفاهيم الالحاد ، في طرفة كانت رائجة ايامها ، ان أحدهم كتب تعزية لصديق ملحد توفى والده فكتب له ، ( للطبيعة ما أعطت ولها ما أخذت ، عظمت الطبيعة أجرك  ، وشكرت سعيك ولتقرأ  على أبيك صفحات  من كتاب ( أصل  الأنواع ) ، وفي موقع (  الباحثون المسلمون )  العلم بعيدا عن خرافة  الالحاد ،  مبادرة علمية  بحاجة الى متابعة جادة  ، لأن اغلب  الملحدين  يتذكرون  الله  سلعة يشترونها  حين يمسهم  الضيم والقهر  والشعور بالخطر ، لايفرحني ايمان دارون أو عدمه ، لكن الذي يهمني كيف استغلت نظريته لتنمية  الالحاد  المرتكز  الاساسي  ( البقاء للأقوى ) ، تأثر ماركس تأثرا كبيرا بأفكار دارون وخرافات التطور التي وفرت فكرة استبعاد  الاله وإحلال الصدفة والعشوائية محله ، في نشأة الكائنات الحية وتنوعها وصراعها المزعوم لبقاء الأقوى والأكثر انانية ، حيث  بدأ الإلحاد تبدأ الشيوعية  وكذلك جوزيف ستالين ارتكز على كتاب في بعث الالحاد ،  فبأي شيء تريد مناظرتي  في قضية ايمان دارون أو الحاده ، وانا عندي القضية ليست في ايمان دارون أو الحاده ، كيف قرأوا كتابه وكيف استغلوه ، والملحدون العرب والعراقيين قراء نمطيين يتأثرون بتعقيبات  المشهورين ،أو سبل تأثرهم  في النظرية ، يقول  ماركس  ان كتاب أصل الانواع يحتوي على اساسيات نظرتنا الى للتأريخ الطبيعي ، ( فيردنالد لاسال )  مؤسس الاشتراكية الالمانية أن كتاب داروين  مهم ، هذا يعني انهم سخروا النظرية  لبناء قاعدة فكرية منها  ،أزهقت الأرواح  ومورست ابشع عمليات القتل  والابادة والتجويع  المتعمد ،  اساس صراع وهمي  بين طبقات المجتمع  التي كانت  تتعايش  تحت ظل الأديان بلا اشكال  الفقراء  والأغنياء  ، فنظرية دارون تحولت كتاب (  المنطق الجدلي للطبيعة ) لأنجلز ، ان الانسان  تطور من قرد  ، فصارت عناوينهم الدور الذي لعبه العمال في التحول  من الفرد الى الإنسان  ، وتحولت الى  قتل وإبادة ، قلت  لكبير الملحدين  في مناظرته :ـانا لااؤمن بوجود صراع  بين الدين والعلم  ، لكن هناك صراع حقيقي بين العلم والالحاد ، عالم كيمياء اسمه ( مايكل بيهي )  من جامعة  ليهاي في بنسلفانيا ، وفقا لمصطلحات دارون الخاصة انهارت  نظرية دارون  ،المصادر التي اعتمد عليها ، اراد شيخهم الملحد السخرية من الدين باختياري انا للمناظرة في حال كان هناك من هو اجدر مني ، قال ان نظرية دارون هي  العلم  الذي  تحاربونه وراح يسطر اكذوبتهم براسي ، من المؤكد ان الله كان معي  فقلت له:ـ ومن قال لك ان نظرية دارون هي  علما  ؟ بل هي نظرية اثبت العلم عدم صحتها ، ، عدم الايمان بالله يجعل الحياة فوضى ، حياة  غير محدودة مطلقة الغرائز ، يعيش الانسان الهدم  بدل الحرية ، اكتشف العالم اليوم  ان تعقيد الكائنات  الحية يفسره الخالق على نحو عقلاني اكثر  من بالصدفة ،  ومع ذلك لايزال فكر دارون  من احد مظاهر الثقافة السطحية ، قلت لهم اتركوا الرجل يرحل بسلام الى آخرته ، فقد عاش فترة طويلة من المرض سميت  اللادرية أو ( مرض دارون ) يرى البعض انه تسمم بالزرنيخ وتعب الزمن وداء كرون والوسواس والذئبة الحمراء وانتشرت قصة اعلانه الايمان بالله تعالى كانت احدى المبشرات  تزوره  ويقال انه اعلن التوبة قبل مرضه الاخير ، والقضية الاهم ان دارون لم يعتبر نفسه يوما ملحدا ، عشرات الكتب صدرت لتكذيب التوبة  واعلان الايمان  ، يريدون ان يشتغلون عليه ملحدا  قسرا ، 
 لنبقى في صلب النظرية صدر كتاب بعنوان ( اذان الايتام )  لدكتور بريطاني من اصل  سوداني مصري هو الدكتور ( عماد محمد بابكر  حسن ) يدرس نظرية دارون عن طريق القرآن الكريم لذا يتوقع الدكتور عماد ان دارون مات مسلما ، اعتنق الاسلام بقول دارون ( أنا ماعدت  اؤمن  بان  التوراة  عين الرب الذي خلق الكون ) ارادت الكنيسة محاورتي انا ما عدت اؤمن بان عيسى  ابن الله لذلك لا أجد داعي للحوار ) دارون لم يكفر بالله سبحانه ،و الجديد الذي فاجأت به شيخ الملحدين  ان النظرية الداروينية اقتبست فكرة التطور من كتابات  أبن عربي  ، وابن خلدون  ، الذي وصف آخر  النباتات واول الحيوانات  في سلم التطور  النخلة  بينما آخر الحيوانات القرد ، مات وهو يشهد ان لااله الا الله والكتاب موجود اليوم في الكثير من المواقع ، نظر الي شيخهم وتركني وراح وهو يهز يده ان قوة الفكرة اذهلته  والله أرحم الراحمين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح حميد الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/26



كتابة تعليق لموضوع : ان الله كان معي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net