صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(تأملات في كتاب المصابيح / السيد أحمد الصافي / دام عزه) 32 
علي حسين الخباز

 أهمية وجود كتاب المصابيح جاء أثر الفعل التواصلي المميز بنقل مفردات الصحيفة السجادية إلى المتلقي وتوضيح مقاصدها بشكل يحافظ على دعم القوة التأثيرية، والجذب الشعوري، لتفعيل المحتوى المضموني، أي بمعنى أقرب إلى الخطاب في كتاب المصابيح تجاوز عملية الأخبار، بل ذهب إلى التأثير والجذب، فهو يفسر ليوصل الفكرة على أسس التداول لوجود الفارق الزمني والاجتماعي والثقافي بين زمن الرسالة إلى زمن التلقي 
 مثلا شرح مفاهيم الاستعادة وهذا يدل على وجود عدو ينازع الإنسان ليبعده عن هدفه الإنساني، هو إبليس له جهد مثابر للإيقاع بنا، ويعمل لإذلالنا، لا بد من الحذر، يوضح لنا الخطاب أسس هذا الحذر 
***  
أولا... معرفة أساليب الشيطان  
 فهو يزين ويسوف ويعد ويري الأمور بغير واقعها لخلق تعويدية، تجذب الناس إليه، والحذر من وساوسه لا بد من المعرفة بأساليب الغواية  
** 
 ثانيا... استمرارية المواجهة وعدم الاستكانة  
 لا يمكن للعداوة أن تنتهي ولا يمكن الجلوس مع صاحبها للمصالحة، والتفكير الدائم بهذه المواجهة هو السبيل للانتباه من المكائد وترصين المقاومة لوقاية أنفسنا  
****    
 ثالثا... معرفة أساليب المواجهة  
 نقرأ الدعاء (أمتعنا من الهدى بمثل ضلالته، وزودنا من التقوى ضد غوايته) نلاحظ قيم التضاد لتقريب المعنى إلى ذهن المتلقي وخلق معالم جذب 
 الهدى × الضلال  
التقوى × الغواية  
التقى × الردى  
 يشير إلى أن ضلال إبليس لا ينتهي، وهذه الاستمرارية تلائم مزاج الإنسان وعواطفه، يدغدغ مشاعر النفس 
نجد في كتاب المصابيح وتحت عناوين كبيرة (الدعاء سلاح المؤمن)  
بعض النقاط الجوهرية التي يستخدمها لمرتكزات تحقيق المعنى وترسيخ المفهوم   
*** 
 1ـ (ران)  
حالة الرين هي الصبغة التي تغلف القلوب بسبب تراكم الذنوب، تفقدهم النظرة الصحيحة للأمور فيظنون أن كثيرا مما يقدمون عليه صحيحا على الرغم من أنه ليس كذلك  
****   
2ـ (الزحزحة)  
غير الدفع، يحتاج إلى مؤونة زائدة عن الثانية، هذا الجهد بسبب وجود وتجذر نشاط إبليس في النفس من خلال إضلالها، الذي يحتاج إلى جهد تعلقه، الإنسان عندما ينغمس في الضلال يصبح قلعه صعبا.  
***   
3ـ (الضلال)  
مشروع شيطاني، يمتلك الاستمرار والثبوتية في النفس أثر الاستجابة،  
***   
4ـ (زوادة الطريق)  
الزاد ما يحمل للطريق ــ سفر الدنيا وأصبح سفر الموت أطول من سفر المسافر وأوحش ويحتاج إلى الزوادة في الطريق كي لا يكون لدينا قلة زاد  
****  
5ـ (التقوى)  
بضاعتنا التي سنعرضها أمام الله تبارك وتعالى ليقيم أعمالنا، كلما تزودنا من التقوى حسن الزاد 
***    
6ـ (الاعتراف بالتقصير)  
الاعتراف بالتقصير لا يفي حق الله سبحانه تعالى لكننا مطالبون بالاعتراف مهما أطعنا الله سبحانه نحن مقصرون، هذا الاعتراف يمنحنا التعود على الالتفات لنعمة سبحانه ويمنحنا سمة الابتعاد عن المعاصي، والتحصن ضد الغواية، هذا المفهوم التواصلي المؤثر هو مشروع كتاب المصابيح لرسم بؤر التمركز الفكري في خطاب المولى الإمام السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية، وإمكانية ترميم وعي الإنسان الحديث وتوازنه النفساني، لتدارك كل عمليات اختلال التوازن، الفعل التواصلي لإعادة الخطاب المعصوم الذي يعامل مع الإنسان بمعناه الإيماني 
 خصص سماحة السيد أحمد الصافي في مشروعه المصابيح بحثا في مفهوم التوافق الفكري بين المرتكز (وعي المعصوم عليه السلام والوعي العام) ومثل هذا المشروع يطلب وعيا وجهدا وإرادة قادرة على موائمة خطاب من الموروث الإنساني إلى الواقع المعاصر بكل مستويات الوعي الإنساني الفكري والاجتماعي مثلا موضوع  
***   
(أدوات الغواية)  
 عبر مفهوم الأداء وإجراء التحليل والتفكير وفق لغة معاصرة، يبحث في معنى الغواية للتعريف بها فالغواية وظيفة الشيطان الوحيدة  
وشياطين الإنس تشجع الآخرين على المنكر وإطاعة الشيطان  
الإصغاء: من أصغى إلى مخلوق فقد أطاعه، ومن ينطق بغير الحق نطق عن الشيطان  
***  
(جهات الغواية)  
لا تتحدد جهات الغواية بجهة، ولإبليس قدرات متنوعة ويحتاج إلى مجاهدة النفس للابتعاد عن غوايته  
(القضية الأولى) 
أن عملية الانتصار عليه لا تكون عبر الأمنيات دون الأعمال بالإرادة والاستعادة بالله سبحانه  
(القضية الثانية)  
الشيطان هو محل وجهة الغواية يقول الإمام السجاد عليه السلام (واسلك بنا من التقى خلاف سبيله من الردى) يعني أن طريق الله سبحانه يختلف عن سبيل الشيطان 
 الردى = السقوط من الأعلى إلى الهاوية  
(القضية الثالثة) 
المبررات / لعملية السقوط مبررات وهمية عند المذنب، ومنها شعارات تحريضية لبقة مثل (هناك توبة فلم نخاف الذنب؟) لذلك أهل الفطنة يقاطعون طريق ابليس واثقون بأن الموت قادم، والسبيل إلى الخلاص هو التقى الذي يخالف سبيل المخلوق  
أمام النص المقدس تنصهر الآراء من بوتقة موروث المعصوم المرتكز على النهج القرآني المبارك


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/29



كتابة تعليق لموضوع : (تأملات في كتاب المصابيح / السيد أحمد الصافي / دام عزه) 32 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net