الإلحاد فبركة إعلامية
صالح حميد الحسناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح حميد الحسناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال أبو تحسين كنا نحاول أن نفبرك بعض الأخبار ونجيرها لصالحنا على أساس أنها حقيقة، وهذا هو أهم مرتكزات عملنا الإعلامي، كان البعض من الأمريكيين يعملون إحصائيات عن عدد الملحدين ، كنا نعتبرها وثيقة ننشرها بين الناس ونحن نعرف عدم صحتها ومبالغ بها ونعرف أنها ليست حقيقية لكنها تمنحنا بعض التماسك أثناء التحاور مع الناس، ونعرف أن تلك الإحصائيات وضعت بشكل قصدي، واليوم ألاحظ في بعض المواقع وصفحات الفيس بوك، يلعبون بنفس اللغة القديمة لغة التنامي وكنا نكرر بأن الإلحاد يتنامى ليصل إلى (حتمية التأريخ) نعيش الازدواجية ونصور المضايقات السياسية مع رجال أمن النظام الحاكم على أنها حرب دينية،
بينما تصدي الشباب المسلم لنا عبر محاورات فكرية لا شأن له بالسلطة أو بقسر القبول، كل الذي كنا نحتاجه هو أن يقال عنا إننا أصبحنا نمثل ظاهرة خطيرة، تهدد المجتمعات الإسلامية ونضيف قضية الحتمية التاريخية عندما نبث للناس إشاعات من هذا النوع، نشيع بين الناس إن الوجود الشيوعي يستهدف الإسلام ويشوه صورته، نكرر الجمل الجاهزة عن الفكر وقضايا الفكر والشك من أجل أن نقلل التأثير الشعبي عن أقوال المفكرين وأهل العلم والخطباء الساعين إلى تحصين الشباب ونشر ثقافة الإيمان الحقيقي، ونعمل على تشويه سمعة بعض المتدينين المؤثرين في المجتمع، ونشكك بنزاهة رجال الدين وخاصة المعممين والخطباء منهم لنضرب بهم قاعدة الدين، ولدينا قاعدة نتصرف عليها بأن عدو الدين هو المتدين الجاهل عشرات المواقع اليوم تنمي هذا الجهل تعتني به تشجعه تدعمه إعلاميا، صار اليوم هناك خلط بين العلمانية والشيوعية والإلحاد والانفلات الأخلاقي واللا تدين، اليوم أرى البعض يقول أن الإسلام دين الله ويفصل السياسة عن الدين، وهذه أيضا من الفبركات الإعلامية، أرى بخبرتي الطويلة بهذا الشأن وتوبتي وعودتي لله سبحانه، أن الإلحاد هو موضة مجرد موضة، وأسميها مراهقة فكرية، مجرد الفات نظر الناس إلينا واستعراض عضلات، معظمنا يحب الظهور
منذ السبعينات من القرن العشرين ونحن نردد ما يردده الإعلام اليوم بأن الإلحاد في تزايد وأصبح يشكل حتمية تاريخية، وجميع ملحدي السبعينيات من القرن المنصرم هم اليوم عادوا لله ودائما أجدهم في الزيارة والمناسبات تجدهم يخدمون زوار الحسين قربة لوجه الله سبحانه فمن الخطأ أن نصدق أكاذيب التضخيم
الإلحاد ظاهرة فردية شاذة ومحدودة، استثناءات عابرة، الإلحاد هو ليس مدرسة ولا فكرة بعينها، البعض يكتب اليوم لينسبها للقناعات الفكرية، الدين والانتماء للدين لا يتبع للأمزجة إنه فرض رباني والنظر إلى الإلحاد على أنه إيمان أيضا، تشكل قاعدة الوهم الحقيقي، لكون أغلب الملحدين متيقنون من وجود الله سبحانه لذلك يلجؤون إليه أوقات الضيق بكل قناعة، يترحمون على موتاهم فكيف بمن هو مقتنع بوجود الله وقيمه الإيمانية، كنا نؤمن ونلحد بنفس الوقت، نعتقد بالشيء ونقيضه، أدهشني أحد كتاب تلك الفبركات الإعلامية حيث قدم لنا الملحد بأنه رجل متصالح مع نفسه، وهذه المسألة غير حقيقية والملحد من طبيعته يشعر بالنقص ويعيش صراعات داخلية عنيفة مع النفس، وقرات لكاتب آخر يقول إن الإلحاد ليس فسادا بل إن الالحاد هو قمة الفساد تجربة عشناها وصرنا نخجل من شعارات كانت ترفع تطالب بتفسيخ النمط العائلي ليصبح الإنسان منفلتا ويصبح العهر وسيلة الاقتران بدل الزواج الشرعي الملحد ليس شخصا سويا سجلها عني أقولها عن تجربة.. في أمان الله..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat