- روي عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال :
اذكر مع كل لذة زوالها،
ومع كل نعمة انتقالها،
ومع كل بلية كشفها،
فإن ذلك أبقى للنعمة، وأنفى للشهوة، وأذهب للبطر، وأقرب إلى الفرج، وأجدر بكشف الغمة ودرك المأمول.
مهما تقادمت الايام والدهور تبقى لكلمات رسول الله ووصيه علي والزهراء والحسن والحسين عليهم الآلاف التحية والصلوات تبقى لكلماتهم روحا خاصة تأنس بها القلوب وتخشع ، ولها النفوس والابدان تخضع
واليوم احببت ان انقل لكم كلمة ربانية لعلي المرتضى عليه السلام واحببت ان أوضح ما أراه مناسبا للبيان والإفادة لنفسي ولمن يقرأ كلماتي ولعل هذا ما سيكون مع الكلمات التي انقلها عن أئمتي وسادتي رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريته صلوات الله عليهم اجمعين وهو مطلوب بحد نفسه ان نتدبر كلمات سادتنا وقادتنا لا ان نلقيها هكذا او نسمعها ونحن لاهون عن معناها وتدبرها، وهي نقطة مهمة في القرب منهم ومعرفتهم، من خلال كلامهم صلوات الله عليهم اجمعين
فهذه الكلمات النورانية والحكم الربانية لعارف النفوس الأكبر وسيد البشر بعد خير من بلغ وأنذر .. هي خير ما يلقى ويسمع .. فمن يقرأ كلمات علي يجد لها لونا خاصا وهديا نافعا وعلاجا ناجعا لكل داء في نفوسنا عصي، ولكل مرض في قلوبنا خفي، وما عليك ايها المحب إلا تهيء نفسك استعدادا لقبولها، وان تسلم مقادك لأمامك وتفتح اذان قلبك لنصحه فانما القلوب أوعيه وخير القلوب أوعاها ..
ولا تأخذ كل شيء فلا يسعك حمل كل شيء ولكن خذ من الحكمة ما ينفعك وأنت محتاج له للعمل به، فبذلك يورثك الله علم ما لا تعلم ويفتح لك منه خيرا كثيرا، إذ العلم يهتف بالعمل إجابه وإلا ارتحل،
واما حكمة إمامنا هذه والتي نأمل ان ينالنا خيرها وتسعد نفوسنا بأخذها والعمل بها هي جرعة مثلى لكل مبتلٍ بأفات نفسه
غافل عن آفاتها ودائها والتضرع اليها لنيل طبها ودوائها.
وأمامنا سلام الله عليه في نصائحه وخطبه وحكمه قد وضع يده على افات من تلك التي تنطوي عليها النفس الأمارة بالسوء ، وهي في كلمته هنا عند مواطن اللذة والنعمة أنها تشعر بالبطر والكبر فأعطاك العلاج وهي استشعارك زوال تلك اللذة فهي مؤقته ليست مساقرة وستأتيك آثارها وتبعاتها وفي الدعاء اللهم إني استغفرك من ذنوب ذهبت لذاتها وبقيت تبعاتها وانت تعلم عظيم تلك التبعات وأثرها على الإنسان ان كان واعيا فالهمّ والغم والقلق وعدم الراحة تظهر للانسان بعد مقارفته الذنب قبل العودة والاستغفار والندم من تلك الذنوب فلو أننا قبل فعل الفعل تأملنا بأن هذا الفعل بلذته زائل وفاني ولكن اثره باق وحاكي، لذلك قال (عليه السلام) اذكر مع كل لذة زوالها لماذا؟ ياترى!
لان تذكر زوال اللذة ينفي الشهوة ويقلل اندفاع النفس الأمارة تجاهها فلو أردت الإقدام على الغيبة وتلذذت بتسقيط الناس مثلا وقبل هذا الفعل اعلم ان تلذذي بتسقيط الناس وتشويه سمعتهم لن يدوم طويلا وسأنتقل إلى أمر آخر لان الحياة لا تتوقف عند فعل واحد او حال واحدة وبهذا أنا أكون قد وضعت نصب عيني اثر ما فعلت قبل ان افعله واني سأدفع ضريبة التعدي على الآخرين وتسقيطهم وان الله العدل الذي سيأخذني بذلك الفعل وسانال جزاء فعلي في الدنيا والآخرة .. فهل حينها ارتكب ذلك الفعل هكذا هي الأمور يا احبائي
تريثوا قبل ان تفعلوا وتدبروا بعواقب الأمور قبل ان ترتكبوها وتقع فتكونوا حينها في اسر ما فعلتم ولا ينفع الندم حينها.
ولنا لاحقا تتمة مخافة ان يطول الكلام ويخرج عن التذكرة في المقام..
يتبع .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat