دأبت سلسلة دراسات نقدية في إعلام الغرب تقديم دراسات نقدية للفكر الغربي، قد لا يسعنا قراءة مشروعا نقديا بهذه الضخامة لكننا نحاول أن نقدم مرتكزات مهمة من هذا المشروع.
الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر أحد فلاسفة القرن العشرين حصل كتابه الكينونة والزمان على مكانة مرموقة
سعى المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية في العتبة العباسية لدعوته في بحوث كتاب (ما رتن هايدغر مقاربات نقدية لنظامه الفلسفي) في قسمين الأول يتعلق بمقاربة أفكار هايدغر في المناخ الإسلامي والعربي والقسم الثاني يتعلق برؤية الغرب لهايدغر
ورؤية هايدغر للغرب، والجميل في المركز أنه اختار البحوث التي تمتاز بالنقد والتحليل، هذا المشروع بطبيعته يساهم في تنمية الوعي النقدي في ساحتنا الإسلامية.
وتريد أن تسلط الضوء على الإعداد والتحرير للدكتور (أمير عباس الصالحي) والإشراف الدكتور محسن الموسوي والدكتور محمد حسين الكباني والسيد محمد رضا الطباطبائي حيث قاموا بالإشراف ولمتابعة، اختص الأستاذ علي محمد آسبر في القسم الأول (هايدغر في العالم الإسلامي والعربي في دلالات معنى الانعطاف في فلسفة مارتن هايدغر
فهو يرى أن الفيلسوف الألماني أراد من خلال تجربته الفلسفية أن يصل إلى تحقيق غاية جوهرية بالنسبة له، وهي الوصول إلى وضع تفسير نهائي لمعنى الوجود عامة، هو يبحث عن الوجود الإنساني ليفهم الوجود الكلي.
يرى الباحث أن هايدغر تعرض لعقبات كونه حدد وجود الإنسان في العالم على أنه الأساس الوحيد الممكن للشروع في أي استقصاء يتعلق ببلوغ الحقائق المنشودة في هذا المنحى، فمن بحث في فكر هايدغر حدد أربع مراحل اجتازها هايدغر في تناوله مسألة الله سبحانه تعالى، فوسمت فكره الديني وأبرزت فيه من التقلب والتموج ما ينبئ عن تعسر لمسرى النضج الفكري الذاتي
أولا بحث في جوهر الأمور أي عدم عزل الوجداني عن معترك الارتباط بوقائع الحياة، له تقاربات مع رسائل بولس الرسول وكتاب الاعترافات للقديس أوغسطينوس، فأنشأ تصورا للحياة الدينية مبنيا على مسائلة السمات الواقعية التي تتسم بها الحياة،
ومن ثم تصدر كتاب الكينونة والزمن المقام الأول مسرى هايدغر الفكري، قضية الكينونة قادته إلى هذه المساءلة فكان التبصر.
نجد هناك مصطلحات وضعها هايدغر لا بد أن نتأمل في غايتها (الدازاين) كينونة الإنسان البنية الكيانية، يدرس من خلالها المحدودية التأريخية التي تكتنف الوجود الإنساني، أعرض عن مسائلة الكائن الإنساني والإقبال إلى الكينونة ليتوصل إلى قابلية الإنسان للموت ومحدودية الوجود التاريخي.
هل يمكن للإنسان أن يدرك كيانه إدراكا وأشد تأصلا من الإدراك الحاصل في مشروع وجوده الأصيل.
كتاب الكينونة والزمن يسعى ليستخرج معنى الكينونة من بين الاختيارات الاساسية التي تحملها كينونة الكائن الإنساني.
التفكير في الأبعاد الدينية للوجود الإنساني، لا بد من أن يستنهض فكر هايدغر ويدفعه إلى التحري عن اختيارات إنسانية أخرة.
هايدغر كان مواظبا على المشاركة في الصلاة المسائية (صلاة النوم) حسب الطقس الكاثوليكي في أحد الأديار جنوب المانيا
والأستاذ علي محمد آسبر تحدث عن فكرة (الانعطاف)
محور رئيسي عن الوجود، المعنى النهائي للإنسانية وما يقرب الموجودات الإنسانية من الوجود هو انعطاف إلى الوجود أو اقتراب منه وهنا يتحقق معنى الإنسانية.
نقل فكرة الانعطاف من الموجودات الإنسانية إلى الوجود ذاته، تحول عن فهم الوجود الإنساني ابتداءً من الوجود الإنساني إلى فهم الوجود الإنساني.
ابتداءً من الوجود بالمعنى العام، الانعطاف للتعبير عن المتغيرات في مسار فلسفة هايدغر من قبل كتابه الوجود والزمان وما بعده، والانعطاف يحدد العلاقة بين البشر والوجود، ويرى الأستاذ إبراهيم أبو عواد أن النقطة الجوهرية في فكر هايدغر هي عدم تقليده للآخرين، لقد كان نفسه ولا شيء آخر.
ولم يعبأ بالنقد، آمن بأفكاره الشخصية وفلسفته الخاصة، ومعن في طريقته وحيدا نحو الهدف الذي رسمه بنفسه، واصلا إلى أبعد نقطة ممكنة.
فلسفة هايدغر معقدة ومتشعبة تقوم على ثلاثة أركان (القلق، الاغتراب، الموت) ويقوم الوجود على الوجود والعدم، (الحياة، الموت، القلق) قيمة فلسفية، الحياة لا معنى لها الإنسان هو معناها، الإنسان لا يستطيع أن يجد نفسه إلا إذا كان حرا، على الإنسان البحث عن معنى الوجود والماهية الحقيقية للأشياء والتفتيش عن الوجوه لا الاقنعة، والذي لا بد أن تعرفه أن هايدغر درس علم اللاهوت في بداية حياته ليصير كاهنا،
وابتعد ليدرس العلوم الطبيعية، وانتهى إلى الفلسفة وعلم اللاهوت القائم أساسا على المفاهيم الغيبية، تميز هايدغر بتأثيره الهائل على المدارس الفلسفية في القرن العشرين كالوجودية والتفكيكية وما بعد الحداثة.
يعد هذا الكتاب مساهمة فاعلة في تنمية الوعي النقدي في ساحتنا الإسلامية
مباركة الجهود
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat