تأملات رجبية -٤-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انتهينا في الحلقات الثلاث السابقة من الحديث عن المقامات الاثنتي عشر للخالق تعالى في هذا الدعاء الرجبي المبارك، وننتقل الآن إلى بيان الدعوات الأربع التي يسألها الداعي وأهميتها في التكامل الإنساني والإيماني، ونتحدث في هذه الحلقة عن دعوتين عظيمتين.
-١-
((اللَّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدَى الْمُهْتَدِينَ))
إنَّ الهداية نحو الفلاح النجاح من الغايات الرئيسة التي ينبغي للإنسان أنْ يصبو إليها، ويعمل لأجلها؛ ليرتقي نحو الكمالات المتعددة، وهو مطلب طبيعي على الإنسان أنْ يضع لنفسه منهجًا خاصًّا لتحقيقه، والشريعة المقدسة قد أكدت عظمة الهداية ومقام المهتدين، بل جعلته من أهم الدعوات التربوية في الصلاة، حيث قوله تعالى في سورة الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم)، فالمؤمن يسأل الله تعالى الهداية في كل يوم عشر مرات، ويعمل لأجلها لما فيها من آمال عظيمة أكدها القرآن الكريم فقال تعالى في بيان مقام المهتدين ومنزلتهم الرفيعة، حيث جعلهم قدوة لغيرهم نحو الكمال الإيماني والإنساني (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَی اللَّـهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ).
فعلينا العمل الجاد للتأسِّي بهم، وأنْ نكون أهلًا للهداية الإلهية.
-٢-
((وَارْزُقْنِي اجْتِهَادَ الْمُجْتَهِدِينَ))
إنَّ وصول المؤمن إلى هذه المنزلة العظيمة يتوقف على أمرين أساسيين:
الأول: مدى الجد والاجتهاد في العمل والخلوص فيه إلى الله تعالى، وتجرُّده من كل غاية غير القربة لله.
والآخر: هو التوفيق الإلهي الذي يهبه الله تعالى لعبده المستحق له.
وهذان الأمران بحاجة إلى علم وعمل دائبين من العبد تجاه المولى، وعلى السائر في سبيل ذلك أنْ يكون مستعدًّا عارفًا بذلك؛ ليكون على بينة مما هو عليه في السؤال والطلب، فالاجتهاد نتيجة لجهاد النفس والارتقاء بها، والوصول إلى الهداية والمنازل الرفيعة (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
اللهم أعنَّا على أنفسنا، ووفقنا للهداية والاجتهاد في طاعتك، واجعلنا أهلًا لدعوتك واستجابتك..
١٦ رجب ١٤٤٦هج
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat