صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

مراسم الزيارة الكاظمية بين الأمس واليوم .. شقشقة ومتابعة
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


جلست في الصحن الشريف مع الزائرين منتظرًا ومتابعًا ومشاركًا لمراسم تبديل الرايات اليوم، وأنا أنظر إلى هذا التجمع الإيماني العزائي، وتنوُّع الحضور لأعضاء المؤسسات الدينية والمدنية والعسكرية والزائرين، فضلًا عن المتابعين عبر الشاشات، فتذكرت ذلك الأمس المظلم أيام البعث الكافر، حيث تسخيره لكل أعضاء حزبه الكفرة، وأزلامه من الأمن والمخابرات والفدائيين ووو من أعوانه الذين يملؤون الشوارع المؤدية إلى مدينة الكاظمية المقدسة في محاولة بائسة يائسة لتخويف المؤمنين من أداء الزيارة، وتعظيم الشعائر، والناس في وَجَلٍ وتخوُّف من نظراتهم العدائية الحاقدة، ووجودهم بألبسة وأقنعة مختلفة في الصحن الكاظمي، ولكن برغم ذلك كان التحدي كبيرًا من المؤمنين في أداء زيارة مليونية كبيرة، ولكنها صامتة حيث لا مواكب ولا ضيافة ولا شعائر سوى الزيارة الصامتة!!
وأما اليوم فقد اختلفت تمامًا بما لم يمكن تصديقها مقارنة بذلك الأمس اللعين، إذ ترى كثرة مواكب الخدمة تزدحم بغداد بها، وتوزيع أنواع الطعام والشراب كرامة وخدمة للزائرين، وتنافُسُ المتطوعين والمتبرعين لتكون زيارة باب الحوائج موسى بن جعفر على أحسن حال، وتقديم أنواع وسائل الراحة لهم..
وأما في زاوية أخرى فالعتبة الكاظمية المقدسة تعمل ليلًا ونهارًا بكل طاقاته من أجل تقديم أفضل الخدمة المادية والمعنوية للزائرين، ويؤدي الزائرون ومواكب العزاء تعظيم الشعائر بما فيه راحة وطمأنينة للنفس في أداء هذه العبادة لله تعالى، ومودة النبي في أهل بيته عليهم السلام..
وفي زاوية أخيرة هي من أعجب الزوايا مقارنة بالأمس، حيث مؤسسات الدولة الحكومية المدنية والعسكرية تسهر الليالي من أجل أنْ تشارك الزائرين في تسهيل وراحة تعظيمهم الشعائر، والقيادات العليا تشرف على ذلك، وتشارك كذلك فخرًا وشرفًا ..
حقًّا .. إنَّ الدنيا أيام وصور وحكايات، وعلى الأجيال أنْ توثِّق ذلك، وتحكيه لأبنائها حتى يعلموا عظمة ما ينعمون به، ومسؤولية الشكر تجاه ذلك، والعمل الجاد في تثبيت هذه الحقوق والحفاظ عليها .. 
أخيرًا .. سلامًا على أرواح الشهداء وأجسادهم الذين آثروا الدفاع عن المقدسات لتبقى هذه القِباب والمنائر شامخة، تصدح بالإيمان والولاء ..

الأربعاء ٢١ رجب ١٤٤٦هج 
٢٢-١-٢٠٢٥م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/01/23



كتابة تعليق لموضوع : مراسم الزيارة الكاظمية بين الأمس واليوم .. شقشقة ومتابعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net