(صناعة النموذج الأفضل) سماحة السيد حسين الترك قدس سره
د . تقى محمود السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . تقى محمود السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عملية تدوين السير لعلماء المرجعية تعتبر من المساعي الدينية التي توضح للعالم قيم الالتزام، البعض يرى استعراض حياة علماء المرجعية إنما يخدم العلماء بما نريد أن نراهم على صورة تجعلهم قادة الأمة، اعتبر أن هذا الاستعراض إن كان لصالحهم فهو لصالحنا أكثر نتعلم منهم صناعة الإرادة والالتزام ونزاهة الذات.
وقراءة سيرة العالم سماحة السيد حسين الترك أحد مراجع الدين في النجف الأشرف هو السيد حسين بن السيد محمد بن السيد حسين الحسيني ينتهي نسبه إلى السيد علي الأصغر بن الإمام زين العابدين عليه السلام.
السيرة الغيرية من أهم أشكال السير التي تتعامل معها المرجعية، فهي تتوافق مع القيم الأخلاقية إذ يعتبرون بإثم الحديث عن النفس، وسيكون شغل سير الغيرية صناعة النموذج الأول.
ولد السيد حسين الترك في قرية كوه كامر، إحدى قرى مدينة مرند التابعة لمحافظة أذربيجان الشرقية (إيران).
بدا بدراسته الدينية في مسقط راسه ثم سافر إلى تبريز لإكمال دراسته الحوزوية، ثم سافر إلى كربلاء وبعدها إلى النجف لإكمال دراسته والاستقرار فيها، تعمل القراءة على معرفة أثر السيرة في إعطاء وجهة نظر عن سلسلة المدرسين الذين تخرج على يدهم السيد حسين الترك، ومجموعة من العلماء الذين تخرجوا على يده، فهو نهل من مدرسة الشيخ صاحب الجواهر، والشيخ علي الشيخ كاشف الغطاء، والشيخ مرتضى الأنصاري، والشيخ محمد بن حسن المازندراني (شريف العلماء)، والسيد محمد إبراهيم القزويني الحائري، والشيخ محمد حسن الأصفهاني الحائري، وأما تلامذته فهم طبقة كبيرة من العلماء.
قراءة سيرهم ستعطينا المحتوى الفكري لمدرسة السيد حسين الترك مثل الشيخ محمد طه نجف، السيد محمد تقي بحر العلوم ومحمد حسن المامقاني، والشهيد الشيخ إبراهيم الخوئي، والميرزا جواد آغا التبريزي، والكثير من الأسماء التي لا يسعها الموضوع، والمتلقي يدرك هذا الزحام من العلماء في مدرسة السيد حسين الترك، وتعد التواقيع التي يتركها العلماء عن شخصية علمية والشهادات التي تقال بحقه من قبل علماء المرجعية جزء لا يتجزأ من السير الغيرية، وما قيل بحق السيد حسين التركي يعطينا الصورة الأوضح لشخصية هذا العالم، قال عنه السيد حسن الصدر في كتابه (التكملة) بأنه أحد أركان الدهر في علمي الفقه والأصول، انتهت إليه رئاسة التدريس بعد أستاذه شيخنا العلامة المرتضى الأنصاري، وكان مرجعا في التقليد لأهل قفازيا وتركستان وأذربيجان، وجل أهل إيران، قال عنه الشيخ حرز الدين في كتابه (المعارف) العالم الفاضل المحقق الأصولي البارع، وكان قدس سره من الفضل والاجتهاد وحسن السليقة بمكان كان يشار إليه في التقى والورع والصلاح والإصلاح والاستقامة.
وفي كتاب الأعيان قال عنه السيد الأمين كان من رؤساء علماء النجف المبرزين في عصره، إماما جليلا مشهورا معروفا ذا جماعه وأشياع واتباع ومدرسة، واشتهر في تدريس الفقه والأصول.
وفي كتاب الطبقات قال عنه الشيخ آغا بزرك الطهراني(أحد كبار علماء عصره شاهد محقق علم الأصول ومعاريفهم)، وكتب شهادته السيد الأصفهاني الكاظمي في كتاب الوديعة وكذلك الشيخ محمد هادي الأميني في كتابه المعجز (اشتهر بغزارة المادة وسعة الاطلاع وأصبح المدرس الأكبر والعالم العامل المحقق الأصولي البارع والمجتهد الفذ يشار إليه بحسن السليقة والاجتهاد والصلاح والاستقامة، اشتغل بالدرس وكان له إقبال ووجاهة، يحضر درسه أكثر من أربعمائة عالم) وبعد وفاه الشيخ الأنصاري تقلد المرجعية ونهض بأعباء التقليد والرئاسة.
تعرف أن السير بمؤلفات السيد حسين الترك ومنها رسائل في الاستصحاب والرسالة في مقدمة الواجب، الصلاة، أحكام الخلل، المتاجر، الإجارة، المواريث، القضاء، رسالة في الفتاوي، رسالته العملية.
ومن التقارير كتب الدرس، الشيخ الأنصاري في الفقه والأصول، ومن تقريرات درسه بشرى الوصول الى أسرار علم الأصول، للشيخ محمد حسين المامقاني، والتقريرات للفاضل الشربياني، أوثق الوسائل في شرح الرسائل للشيخ موسى التبريزي، ونبقى أمام جلال الرحيل في عام 1999 هـ في 23 رجب في النجف، صلى على جثمانه الشيخ علي الشيخ حميد الجواهري، ودفن في داره في النجف قدس سره
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat