الحواشي في (فاعلية الهوامش في كتاب لعلهم يتفكرون) (تأملات كونية في فضاءات مطلقة للأستاذ شاكر اليوسف)
علي حسين الخباز
علي حسين الخباز
استثمر الأستاذ شاكر يوسف الهوامش في الحواشي، لتقديم معلومات إضافية وتوضيح النقاط المهمة، وتفسير وتحليل الكثير من الأمور الموجودة في المتن، ويضيف الأستاذ شاكر اليوسف الكثير من المعلومات العرضية للنقطة الرئيسية للنص، ليساعد المتلقي على فهم المعلومة ويعززها ويمنحها العمق المعنوي، وأيضا يساهم في تدفق النص، ويمكّن المتلقي من قراءة تلك الحواشي فهي إعادة معلومات بواجهة أكثر تركيزا
***
(هامش رقم 1)
صرّح التطور البيولوجي عالم الأحياء الملحد كلينتون ريتشارد دوجنز صاحب كتاب (الجين الأناني) بأنه كان من الممكن أن يبقى الكون بلا حياة، أي نحن موجودون ووجودنا هنا مجرد ضربة حظ، وصرح به الفيزياء الملحد المعروف ستيفن واينبرغ في مقابلة متلفزة، يبدو كما لو أننا مجرد فائزين في يانصيب، الماديون يتجاهلون دلالة ما يسمى بالأمان البيئي على سطح الأرض، وإرجاعه إلى سبب محدد ويسوقون في سبيل تمريره تبريرات في غاية الوهن كالحظ والصدفة، ويتأسفون في هذا الاتجاه نحو البحث عن مزيد من الفرضيات والنظريات التي تحاول عبثا منطقة هذه النظرة وعقلنتها.
***
(هامش رقم 6)
إسحاق نيوتن ولد عام 1643م وتوفي عام 1727مؤسس النظرية الكلاسيكية يقول: إن بناء الكون المدهش والانسجام الذي فيه يمكن أن يفسر فقط بأن الكون خلق بخطة كائن كلي العلم والقدرة، وهذه هي كلمتي الأولى والأخيرة
***
(هامش رقم 7)
أندريا مارية أمبير، فيزيائي وعالم رياضيات، مكتشف القانون الرئيسي للديناميكية الكهربائية، يرى أن البرهان الأكثر إقناعا على وجود الله، هو تناغم الوسائل التي يتم بمساعدتها الحفاظ على النظام في هذا الكون، وبفضل هذا النظام تجد الكائنات الحية في أجسادها كل ما هو ضروري لتطوير، وزيادة إمكانياتها البدنية والروحية.
***
(هامش رقم 8)
اللورد كلفون، المعروف باسم ويليم طومسون ولد عام 824 وتوفي عام 1907 م أول من صاغ القانون الثاني للديناميكية الحرارية، وكان من ألد أعداء نظرية داروين في النشوء والتطور وأن مناقشته كانت من أبرز ما يؤرق داروين آنذاك، أوشك اللورد كلفن أن يطيح بنظرية داروين في حياه داروين نفسها، فهو أكد بأن إدراك هذه الحقائق يحتاج إلى فكر حر وروح شفافة، فيقول لا تتوجسوا من أن تكونوا أناسا ذوي أفكار متحررة، إن فكرتم بعمق ستكسبون عبر العلم الإيمان بالله.
***
(الهامش رقم 9)
جيمس جول، واسمه الحقيقي جيم بري سكوت جولف، ولد عام 1818 وتوفي عام 1889م هو أول من أثبت تجريبيا القانون الأول للديناميكية الحرارية ويرى أن معرفة القوانين الطبيعية هي معرفة الله سبحانه وتعالى.
ويبدو أن التفكير خارج الصندوق، وبعيدا عن الأطر التقليدية هو ما يخشاه الكثيرون.
الهوامش العلمية هي إحدى الجوانب المهمة التي يحكم بها على كاتبها ذلك لأن استخدامها الاستخدام الصحيح دليل فهم المادة العلمية ووضعها في الموضع الذي ينبغي أن تكون فيه.
بعض المعلومات مكانها في المتن، والبعض الآخر بالهامش، أي فكرة أو فقرة متصلة اتصالا مباشرا بالأفكار الأساسية بموضوع البحث توضع في المتن، ومنها ما هو متصل اتصالا جانبيا، كشرح نقطة، توضيح فكرة، تحليل لها، أو تعليق عليها، لو وضعت في صلب البحث لاستدعت انقطاع التسلسل الفكري لموضوع الأساس، هذا مكانه الهامش.
والغاية من الهامش تجريد المتن من تلك الاستطرادات التي تعد في كتاب (لعلهم يتفكرون) من المواد الرئيسية التي لا بد أن ننتبه لها ونستفيد منها.
***
(الهامش 10)
يوسف تمسن ولد عام 1856 وتوفي عام 1940 هذا الرجل اكتشف لنا الإلكترون، والحائز على جائزه نوبل بالفيزياء، كتب يقول: لا تخشوا أن تكون مفكرين مستقلين، إن فكرتم بقوة كبيرة فإن العلم سيقودكم بدون شك إلى الإيمان بالله، الإيمان الذي هو أساس الدين، وستجدون أن العلم ليس عدوا للدين، بل هو مساعد له، ولعل إلقاء مثل هذه الحقيقة الكبرى بوجوه من يستميتون لأثبات وجود التعارض بين العلم والدين لم يكن سهلا، لكن ما يمنحه القوة هو كونه صادر من شخصيات هزت اكتشافاتهم العلمية العالم، ولم يجدوا الحرج في القول بأن هذا الطريق قد قادهم نحو دروب الملكوت، والعلم المطلق لذاته جل وعلا، وهذا يبقى مختصا بأصحاب العقول الحرة.
***
(هامش 11)
ماكس بلانك ولد عام 1858 وتوفي عام 1947، عالما فيزيائيا ألمانيا، يعتبر مؤسس نظرية الكم، وأحد أهم فيزيائي القرن العشرين، حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1918م، قدم بلانك العديد من المساهمات في مجال الفيزياء النظرية، ولكن أشتهر بأنه مؤسس نظريه الكم التي تعد ثورة في فهم الإنسان لطبيعة الذرة وجسيماتها،
بالإضافة إلى النظرية النسبية لآينشتاين التي أحدثت ثورة أيضا في فهم طبيعة المكان والزمان، تشكل هاتان النظريتان الحجر الأساسي لفيزياء القرن العشرين، يقول عندما يورد (إني وكيفما رحنا ننظر بعيدا) فأننا لن نجد تعارضا بين الدين والعلوم الطبيعية، بل على العكس فإن أفضل مزيج هو في نقاطهما الرئيسية، الدين والعلوم الطبيعية لا يلغي أحدهما الأخر كما يعتقد البعض، هذان المجالان يكملان بعضهما بعضا، ويرتبط أحدهما بالأخر.
وهذه الهوامش يستخدمها الأستاذ شاكر اليوسف كنقاط تعريف للعلماء الذين اعتمد عليهم في البحث، لهذا فهو لا يريد أن يشغل البحث بهذه التعريفات، ويكون النص عبارة عن مساحتين مساحه المتن للنص، ومساحة ثانية هي مساحة الهامش للتعريف بالعلماء ومنجزاتهم، ويستطيع القارئ أن يربط بين المساحتين ليصل إلى المعلومة كاملة.
النصوص التي يشتغل عليها ذات تفرعات وتشعبات كثيرة واستشهادات لعلماء كثر، بهذا يكون قد حقق منجزا متكاملا، من خلال ارتكازه على المساحة الإضافية للهامش.
***
(الهامش رقم 12)
البرت آينشتاين ولد عام 1879 وتوفي سنه 1955م، عالما فيزيائيا ألماني المولد، يشتهر بأنه صاحب النظرية النسبية، كونه واضع النسبية الخاصة والنسبية العامة الشهيرتين اللتين كانت اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة، حاز عام 1921 على جائزه نوبل في الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئي، تقول حكمته العلمية (يكمن ديني في الشعور بالإعجاب المتواضع أمام العقلانية التي لا حدود لها، والتي تعبر عن نفسها في التفاصيل الدقيقة للوحة العالم، هذه اللوحة التي نحن مؤهلون فقط أن نحيط بها ونستوعبها بشكل جزئي بعقلنا، هذه الثقة المشاعرية بأعلى تكوين منطقي لبنية الكون هو تصوري عن الإله سبحانه
***
(هامش رقم 14)
ماكس بورن، فيزيائي وعالم رياضيات، يهودي، ألماني له الدور الرئيسي في تطوير ميكانيكا الكم، قدم أيضا إسهامات في فيزياء الجوامد والبصريات، وأشرف على عمل عدد من الفيزيائيين البارزين في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، يرى أن العلم أبقى مسألة الإله مفتوحة تماما، والعلم لا يملك الحظ في الحكم على هذه المسألة، ومثل هذه الكلمات قد لا تروق لمن تبنى فكرة أن طرق العلم والدين متوازية لا تلتقي أبدا، وأن الدين أفيون الشعوب، فيما يحتاج الوصول إلى الفكرة المغايرة والمشابهة لما وصل إليه هؤلاء العلماء، مجاهدة للنفس، والنأي عن الهوى، والتحرر عن الأنا والأحكام المسبقة، وهو ما يرصده الكثير من العلماء.
**
(الهامش 15)
آرثر هولي كومبتون، عالم فيزياء، أمريكي، حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1927م، عن اكتشافه تأثير كومبتون، عمل مستشارا لجامعة واشنطن في سانت لويس بين عامي 1945 إلى 1953م، له حكمة علمية جميلة تقول: بالنسبة لي يبدأ الإيمان من الإدراك بأن العقل الأعلى خلق الكون، والأنسان، ليس صعبا علي الإيمان بذلك، لأن حقيقة وجود الخطة، وبالتالي العقل لا يمكن دحضها، إن النظام في الكون الذي نراه بعيوننا يبرهن بنفسه على حقيقة أعظم وأرفع تأكيد، وهو في البدء كان الله.
ويرى الباحث شاكر اليوسف أن نشوة الاكتشافات ولذة المعرفة التي حصلت لبعض علماء الغرب أصابتهم بنوع من الغرور والعجب، أنساهم الصلة بالمبدأ، وحجب عنهم الشعور الداخلي بالفطرة، بل المنطق السليم، ولو كانوا علماء حقيقيين لزادهم ذلك إيمانا بمصمم هذا النظام المتقن، وخشية منه و لأرجعوا الفرع إلى الأصل والأثر إلى فاعله
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat