القاعدة ليست خلايا نائمة
ماجد زيدان الربيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في اجتماع مع قادة الأجهزة الأمنية أول أمس الاثنين تحدث رئيس الوزراء نوري المالكي عن الأوضاع الأمنية الأخيرة ، بعد مهاجمة مديرية مكافحة الجريمة ومحاولة هروب السجناء من سجن بغداد المركزي والمواجهة في منطقة الحديد وازدياد العمليات الإرهابية ، وهذه العمليات وغيرها اقترفت بأساليب مختلفة عن بعضها ، وأبدى رأياً مفاده إن تنظيم القاعدة الإرهابي قد انتهى ،وما حدث هو إن بعض الخلايا النائمة أطلت برأسها واقترفت ما حدث بهدف خلق فوضى بالبلاد .
الواقع إن هدف خلق الفوضى ليس جديداً وهو ما تسعى اليه القاعدة وغيرها، لأنه البيئة الملائمة لارتكابها وتحركها لضرب البلاد والعباد ،ولكن هذه التنظيمات المتطرفة والإرهابية لم تنته بعد والدليل على ذلك العمليات المستمرة والمنظمة والأساليب الجديدة التي تستخدمها ونوعية العمليات والأهداف الموجهة لها الضربات وسرعة تحركها وشمولها لمناطق واسعة .
الواضح ان هذه التنظيمات الإرهابية استثمرت الأزمة السياسية التي تعصف في العراق ،وتصاعد حدة الخلافات والصراعات وحالات استعصاء حل المشكلات ، ليس لإعادة بناء تنظيماتها ولملمة صفوفها التي تبعثرت وإنما للقيام بفعاليات ونشاطات إجرامية نوعية مؤثرة وملموسة .
ان العمليات الأخيرة أثارت قلق المواطنين وخوفهم من هذه الخروقات المتكررة وتدهور الأوضاع الأمنية ، ففي شهر تموز سقط العدد الأكبر من الضحايا بعد انسحاب القوات الأميركية .
وتبين ان القوات الأمنية في أدنى درجات التحفز واضعف من قبل في توجيه الضربات الاستباقية ،ومعلوماتها باتت شحيحة عن أعداء الشعب ، ولم تتمكن من تلافي نواقصها وثغراتها.
نجاح القوى الإرهابية في ضرب بعض المؤسسات والأفراد شجع ايضاً،منظمات الجريمة المنظمة والعصابات والمجاميع على زيادة جرائمها ،
فلا يمر يوم دون أن نسمع عن عدد من الجرائم من نوع السطو والسرقة والقتل العمد والاغتيالات لخلافات شخصية ، كان يمكن ان يحلها القانون والمحاكم لو كانت الأجهزة الأمنية قوية وتؤدي مهامها على الوجه الأكمل ومتفرغة لها من دون ضغوط للعمليات الإرهابية .
القول بان المعركة مع الإرهاب انتهت ،يفهم منه الاستخفاف والتهوين والخدر من لدغات تنظيم القاعدة وإمكاناته التي ماتزال يعتد بها ، وتسبب وجعا .
ان هذا الاستخفاف خلاف للواقع ،ويؤدي إلى أخطاء مكلفة وباهظة الثمن ومتكررة .
في حين ان هذا العدو يحتاج الى انتباه ونباهة دائمة ومتابعة وملاحقة وحذر واستنفارمستمر لكي لا تتراخى الأجهزة الأمنية والعيش في غفلة تتسبب بمزيد من الإضرار .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماجد زيدان الربيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat