صفحة الكاتب : حمزة علي البدري

لعراق المأزوم .. وتخبط صناع السياسة .. !!
حمزة علي البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من المستغرب جدا , والمثير دائما للتساؤل والقلق المفترس ,  هو استمرار وتيرة الخلاف والاختلاف والعنف والتعنيف والإرهاب والترهيب , وتصاعد حدة الأزمات والمخاوف والمخاطر والتوقعات المتشائمة والتسابق المحموم في تسقيط البعض وتضخيم السلبيات وتهميش الآخرين واحتدام الجدل السقيم والهوس المتزايد بالاستحواذ على هرم السلطة وعدم الاكتراث  بالوحدة الوطنية واستبعاد الشخصيات التي تمتلك تجذرا وطنيا وعمقا اجتماعيا وارثا تاريخيا وثقافة موسوعية وعقلا متوقدا ونضالا وجهادا متميزا وترفعا وتساميا عن مستنقع الانتهازية والنفعية والتردي بشتى صوره وألوانه .. وهذه الشخصيات الرصينة والحصينة والتي تمتلك تاريخا مشرفا وناصعا لم تشترك في الانتخابات ,  والتي اشترك منها لم يكتب له ولن يحقق الفوز المنتظر لانعدام الموازين الدقيقة ولضعف وهشاشة التقييم الجماهيري المطلوب ,  إذ أن غالبية الجماهير تمنح أصواتها ضمن النفس والشعور العائلي أو العشائري او الحزبي أو المذهبي أو ألمصلحي أو الخضوع والانسياق لمغريات الارتشاء أو الوعود والعهود لمنح امتيازات وهبات في حالة الفوز من قبل المرشحين الفائزين  .. فالطبيعة والمغناطيسية الدينية والسياسية والاجتماعية والعشائرية والنفعية تنفي الكثير من الشخصيات المرموقة والمؤهلة عن قبة البرلمان لان التوجيه والتوجه للقومية أو الطائفة او المذهب او العشيرة والحزب قد يحقق للمرشح استحقاقا لا يستحقه في معيار الديمقراطية الواعية والتقييم المقام على المبادئ والكفاءة والنزاهة والإخلاص .
ان طغيان العلاقات على الكفاءات , والروابط على الضوابط , وتأجيج مرجل الأحقاد , ونبش الذكريات المقبورة , والجمود على عقد  وسلبيات الماضي المندثر ترك ظلالا على النفوس والعقول وأدت وتؤدي الى تحكم العواطف والأمزجة التي تنساق في شطط مريع لاسيما ونحن نعيش في خضم متلاطم وزاخر بالمصالح الأنانية والإيقاع المغرض والدس والافتراء المقيت .
 وان نفق المضاربات مايزال مظلما وطويلا ومشحونا بتصارع المكونات من اجل السلطة والتسلط وكل يدعي بانه وحده الذي يحمل رايات الوطنية الحقة والخدمة العامة والقادر على تحقيق مطاليب الشعب ومستقبل الوطن .. وان المؤلم والمفجع حقا ان التنسيق والتفاهم الحقيقي والجماعي الجدي غائب عن مسرح المشاحنات والمزايدات والكل يتخوف من الرجوع للمثلث او الدائرة او المربع الأول ,  والحقيقية ان كل منهم يساهم في الرجوع الى هذا ( المختل او الزاوية ) بطريقته الخاصة والمغرضة .. والذي نخشاه ونتوقعه استبدال الحوار بالسلاح من اجل المناصب والحقائب بتاليب الاجندات الداخلية والخارجية والتي تبتغي اغراق العراق ببحر الفوضى السياسية والصراع السياسي وترك البلد بين المطرقة والسندانة كي يظل في تمزق وقلق وفزع وهلع , وان نواقيس الخطر تصك اذاننا حيث ان المؤامرات ماتزال تحاك بضراوة خلف الابواب المغلقة والدهاليز المعتمة كي يظل عراقنا الصابر المتذمر يعيش فوق برميل من البارود من جراء التجاذبات والتناحرات السياسية . ( فالأزمة الأم ) هي منصب ( رئيس الوزراء ) وطغيان المصالح الحزبية الضيقة التي خلقت هذا الاحباط المرير والياس القاتل والتي اذا استمرت ستفرز نتائج كارثية ,  لان المكونات حسب مانجد ونشاهد لا تمتلك قرارا بل شعارا للاستهلاك المحلي وتخبطا سياسيا ومصلحيا لا يرقى الى التغيير اليجابي المنقذ والبناء , فالجدال والسجال متفاقم ويسير حسب مايبدو في طريق مسدود , فقد تفرقت طرق التلاقي , وقد يصل الافتراق والتقاطع الى القطيعة القاهرة , ونظل غرقى في بحر الكلام الغائم والعائم . 
فمن القادر من الاحزاب والائتلافات على احتواء بؤر الاحتقان والتمزق ..!!؟؟ ومن يمتلك عصا موسى وقدرة كيبوبيد الذي يمسك التراب فيتحول الى ذهب , من يطفيء الفتنة المتصاعدة من اجل المنصب المسحور..!!؟؟ من يعبر عن تضحيته وتفانيه وتمسكه بالايثار وابتعاده عن الاثرة وانقاذ هذا البلد الغارق بالدمار والتدمير ويصدح باعلى صوته المجلجل ويقول :  انا لها والمضحي من اجل وحدة شعبي وصيانة بلدي ..!!؟؟ فلماذا يكون بريق وسحر المنصب اعلى واغلى واسمى من الوطن والمواطن ..!!؟؟ فمن يطفيء لهيب الاحقاد والمصالح , ومن ينزع فتيل الازمة , ومن يمد حبل الانقاذ لهذا الشعب الممتحن ..!!؟؟ 
وانتم انتم ياقادتنا الكرام يا ايها المالكي وعلاوي والجعفري  والحكيم والصدر  والجلبي والهاشمي  و و و هل كبير عليكم ان تجتمعوا وتناقشوا محنة رئيس الوزراء بموضوعية وجدية تجعل الوطن والشعب اولا وتتفقوا على رئيس وزراء ينقذ البلد من مغبة مما يحدث ,  فالوضع خطير ومايخبيء المستقبل ينذر بالخطر الاكبر اذا لم يتم التاخي والتصافي والايثار ,  فمن منكم ياسادتي الكبار يريد ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه ويتجرد عن نوازعه وطموحاته الذاتية ويطرح مشروعا وطنيا خالصا يخلص الشعب من هذا الواقع المازوم الذي تتلاعب فيه الصراعات المحمومة على كرسي الوزارة هذا الكرسي الذي لم و لن يدوم لاحد مهما امتد الزمن وطال ,  وللحقيقة والحق نقول وبصراحة لا ولم ولن نجد بعراقنا اليوم سوى تخبط صناع السياسة واغراقهم البلد في طوفان الفوضى والتمزق والتناحر المستعر والادعاءات والتبجحات التي لن يقتنع بها احد ولحد الان لم يبرز لاحزب ولا ائتلاف يكون مثلا اعلى او نموذجا يقتدى او قدوة مثلى لتجسيد وحدة الشعب وصيانة وحصانة الوطن وانجاز المنجزات الوطنية والخدمات الضرورية الملحة ولا نظن ان هنالك من يتمسك وينفذ الايثار الحقيقي والاندفاع الصادق لتقديم مشروع بناء الدولة المتينة المتماسكة القادرة على الفعل والتفاعل والانجاز ,  حيث ان واقعنا المضطرب المشحون بالصراعات والمتناقضات التي اذا استمرت تنبيء بانفجار مدمر يفرض ويحتم على الجميع الاسراع بتشكيل الحكومة واطفاء شهية وشهوة رئاسة الوزراء ,  فانها ليست طابو لمن ينالها ,  وانها غير دائمة ديمومة حياته ,  فانها فترة زمنية لابد ان تنقشع وتزول بانقشاعه وزواله عن الحياة.  واننا لا نريد دولة سلطة وتسلط بل نريد دولة اهداف وانجازات ,  ولا نريد حكومة حاكمة متحكمة ,  بل حكومة خادمة للشعب وتحقق للوطن استقلاله الحقيقي وشموخه المنتظر ولا نريد ان يظل عراقنا معتركا للازمات والتخبط السياسي المتاتي من عشق الرئاسة وحب الاستئثار والامتيازات ,  ولا نريد ان تستمر دوامة الدم ولاجتثاث الغير مدروس ,  وطغيان المصالح الذاتية والقبائح الدنيئة على المطامح المشروعة ,  فيا ايها السياسيون المتخبطون المتصارعون انكم تعينون اعداءكم على انفسكم ,  وتعطون الحجة للاخرين بادانتكم ووضعكم في قفص الاتهام ,  فباي عقول تفكرون ..!؟  وباي واد تهيمون..!؟ والى متى لمصلحة الوطن والشعب تتنكرون..!؟ فكل الازمات المرة والمريرة تتوالد من صراعاتكم المدانة من اجل اجل مصالحكم ومصلحة انصاركم .  فيا اوتاد الوطن وقيادته لماذا تتهربون من مسؤولياتكم الوطنية الملحة..!؟ ولماذا لا تجتمعون حول طاولة مستديرة تتصارحون وتتكاشفون وتتناقشون من اجل انقاذ انفسكم وشعبكم ووطنكم من الازمات الحادة التي تعصف بالمشتركات والالتزامات..!؟ فالطاولة المستديرة التي اقترحها الحريصون والمخلصون من اجل الخلاص من كل التراكمات الثقيلة والمنغصات الجائرة  والمحن والاشكاليات هي زورق الإنقاذ وخشبة الخلاص لهذا الظرف العصيب الذي تتكالب فيه كل القوى المضادة من اجل تخريب البلد وتمزيق الشعب , فكل القادة والمسؤولون الان امام محكمة الضمير والتاريخ والشعب ,  والمجد والثناء والاطراء لكل من يشعل شمعة في هذا النفق المظلم الطويل فقد بلغ السيل الزبى وتجاوز حده , فيجب ان يناى كل القادة عن اتخاذ القرارات الفردية ولا يجب التكلم عن الاشخاص بل عن المؤسسات المنقذة وتشكيل الحكومة الوطنية ,   ولا نطمس في بئر المصالح ونتجمد ونتجلمد امام معضلة ومحنة تسمية رئيس الوزراء ,  فهذه العقبة الكاداء هي التي فجرت وما تزال تفجر براكين الصراع المحتدم .
ان عدم توفر حسن النوايا , وانعدام الثقة الحقيقية المتبادلة بين المكونات وعدم اعتماد سياسة ستراتيجية حصينة وواضحة المعالم ومرتكزة على حسابات يقينية ودقيقة ومحسوبة ,  وعدم امتلاك سياسة ناضجة تستقريء الواقع المعاش وما يحمله المستقبل من مفاجئات وتصورات وتطورات قد تودي الى مزيد من الفوضى والخراب , وان الشعب ينتظر ويتطلع الى من هو مكين ورشيد يمتلك المبادرة والتضحية والقول الفصل ونبذ لغة الانا  , فالشعب لا يتحمل ولا يصبر فوق ماهو عليه الان ,  وينتظر من القادة الكرام الانسجام والوئام وتحقيق الوحدة الوطنية والسلام . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزة علي البدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/30



كتابة تعليق لموضوع : لعراق المأزوم .. وتخبط صناع السياسة .. !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net