بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ)
(سورة القلم:51-52)
مرة أخرى يقدم دعاة الاساءة والتفرقة على المساس بالاسلام العظيم الدين التوحيدي الخالص وبنبيه الاكرم محمد بن عبد الله (ص) متجاهلين ومزورين حقائق تاريخ الدعوة الاسلامية والسيرة الشريفة للنبي الكريم (ص). ان هذه الاساءة كشفت عن تخلف حضاري وحقد دفين واساءة للمقدسات الدينية التي هي حق اتباع الديانات كما كشفت عن مخطط مرعب لتشويه صورة الاسلام السمحاء سعياً وراء الفرقة وايجاد الاختلاف بين المسلمين وغيرهم من اتباع الديانات الأخرى. وهذا السعي الضال ينسجم والتنبؤات الظلامية لـ (صموئيل هنتنغتون) الذي قال بصراع الحضارات، ولعل مؤشرات كثيرة تحدث اليوم في منطقتنا تشير الى أيادٍ غريبة واجنبية تعبث في وحدة ابناء هذه المنطقة المتعايشين بمختلف أديانهم التوحيدية، وهذه الفتنة العمياء والتمزق الطائفي يريدون له ان يكون عالمياً وبالتالي سيتسببون بفتح الباب على مصراعيه لمزيد من الانقسامات والنـزاعات بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين اتباع الديانات التوحيدية الأخرى.
اننا في المركز الاسلامي في انجلترا ندين ونشجب بقوة هذه الاساءات المتعمدة والمبرمجة ونوجّه نداءنا الى كافة المنظمات والهيئات الحقوقية ومحبيّ النبي الاكرم وجميع الانبياء والرسل كما ندعو منظمة التعاون الاسلامي للعمل باتجاه منع نشر هذا الظلم المسيء للمقدسات والحضارة الانسانية وحقوق الانسان ومحاسبة من يعمل على نشره لا سيما المسؤولون عنه والممولون له والاعلاميون الذي ساهموا في صناعته.
إنّ الوقوف بوجه النزعات المتطرفة يعني السعي للقضاء على بؤر الكراهية والفتن ولابد من السعي لاستصدار قانون دولي يجرّم هذه الاعمال ويحاسب عليها ولا يمكن إغفالها كما لا يكفي الاعتذار فحسب فأن سلسلة هذه الاساءات ستضع الانسانية كلها على صفيح ساخن وأمام فتن وعدم استقرار لا يسلم أحد منها (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً)(سورة الانفال: 25).
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
المركز الاسلامي في انجلترا
12/9/2012م – 25 شوال 1433هـ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat